حظيت زيارة جلالة الملك حمد حفظه الله إلى المملكة المتحدة، وحضوره سباقات ويندسور -كعادته- بمعية الملكة إليزابيث الثانية باهتمام كبير، يمكن ملاحظته إعلامياً.

هناك من حاولوا كما جرت العادة تشويه صورة البحرين خلال الزيارة، لكن مسعاهم باء بالنتيجة ذاتها كل عام، فشل ذريع، وغياب التعاطف الذي كانوا ينشدونه من المجتمع البحريني، اللهم إلا من شخصيات معدودة لها أدوارها المشبوهة وعلاقتها المريبة مع «مرترزقة لندن» التي يُصرف عليها من الأموال الإيرانية.

هناك علاقة قوية بين عائلة آل خليفة المالكة والحاكمة وبين العائلة الملكية البريطانية تمتد لعقود طويلة، ونتذكر زيارات الملكة إليزابيث وولي عهدها الأمير تشارلز للبحرين، والصور التاريخية التي بتحليلها تكشف عن حجم العلاقة القوية والروابط المتجذرة بين المملكتين، وكيف هي حالة الود والتقدير بين الملكة إليزابيث ووالدنا الأمير الراحل صاحب العظمة الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أسكنه الله فسيح جناته.

هذه العلاقة عززها جلالة الملك وأوصلها لمستويات متقدمة، فهو خريج المدارس العسكرية هناك، وبنى له منذ كان ولياً للعهد علاقات صداقة وعمل قوية في الجانبين الدبلوماسي والعسكري، ويلاحظ حجم الاحترام والتقدير الكبيرين اللذين تكنهما لجلالته الملكة إليزابيث.

بريطانيا أحد أبرز القوى العظمى العالمية، وأحد أقوى حلفاء مملكة البحرين، وهناك علاقات تعاون وتكامل على مختلف الأصعدة بين المملكتين، إن جئت للحديث عن العلاقات العسكرية فستجد الكثير لتتحدث عنه، وكذلك الحال بالنسبة للعلاقات الاقتصادية والاستثمار وتبادل الخبرات.

اليوم مستوى الحالة البحرينية البريطانية كعلاقات وصداقة وتحالف، أمر يزعج من مازال يسعى لاستهداف البحرين، يقهره في ذلك الرقعة الواسعة التي تمتلكها بلادنا على الخريطة العالمية، فبريطانيا على رأس القائمة، وتأتي كذلك الولايات المتحدة أيضا كصاحبة دور قوي في الملفات الدولية، وضموا لهما قائمة طويلة من العلاقات الطيبة والتحالفات كفرنسا وألمانيا وروسيا والصين وغيرها من دول ذات ثقل وتأثير.

جلالة الملك حفظه الله هو «عراب» الدبلوماسية البحرينية، باتت دول العالم تعرفه على أنه رجل سلام ومحبة وتعايش، كما باتت الأنظمة السياسية ترى فيه شريكاً وحليفاً نزيهاً صادقاً، معه تتحقق شراكات قوية، وبإرادته يهيء الأرضية الخصبة للاستثمار وازدهار الأعمال.

هذه العلاقات الطيبة، وهذه السمعة الإيجابية هي ما تجعل البحرين في مصاف الدول «الصديقة» لأي دولة تشترك معها في الأهداف الإنسانية السامية، وتجعل من بلادنا وجهة لأي استثمار أو بناء علاقات أو تبادل خبرات وتعاون.

في الملف البريطاني نجحت البحرين مراراً في تقديم النموذج الجميل لتلك الدولة التي تحظى بالاحترام والثقة، علاقة مملكتنا اليوم بالمملكة المتحدة أقوى بكثير من ذي قبل، وهذا يشكل مشكلة بحد ذاته للكارهين، وسعاة تأزيم ذات البين بين الدول الصديقة والمتحالفة.

البحرين بذلت جهوداً طيبة في تعريف شعوب العالم عن نفسها، وعن مشروع جلالة الملك الإصلاحي، وعن الإنجازات العديدة التي تحققت على مستويات مختلفة أهمها الديمقراطية وحقوق الإنسان والحريات.

وفي بريطانيا كان النجاح باهراً ومتواصلاً، عبر جهود الدبلوماسية والصداقة، وعبر العمل الإيجابي الواضحة نتائجه التي تقوم بها سفارتنا هناك في لندن، بقيادة رجل وطني مخلص لبلاده يعمل بلا كلل -كما عرفناه دائماً- في كل مجال يكون فيه، معالي السفير الشيخ فواز بن محمد آل خليفة، والذي نقل علاقات البحرين وبريطانيا الطيبة إلى مستويات متقدمة وغير مسبوقة.

البحرين تقدم نفسها دائما بقيادة ملكها المحنك بشكل يستوجب الإعجاب والتقدير، وهذا ما يغيظ من يكيد لهذه الأرض الطيبة.