يوسف ألبي

الكل ينتظر حول العالم وبشغف كبير المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا، والتي ستجمع بين قوتين عريقتين في لعبة كرة القدم، وهما حامل اللقب في الموسمين الماضيين ريال مدريد الإسباني مع ليفربول الإنجليزي العائد بقوة للواجهة الأوروبية، والذي سيقام في الــ26 من الشهر الحالي على الأراضي الأوكرانية.

ونجح كلا الفريقان في تخطي كل الصعاب التي لازمتهما في هذه البطولة، إلى أن تأهلا للمباراة الختامية والتي سنعرف مع نهايتها بطل المسابقة لهذا العام، ومن خلال مسير ليفربول وريال مدريد هذا الموسم سواء في البطولات المحلية أو مسابقة دوري أبطال أوروبا شاهدنا الكثير من الصفات المشتركة بين الفريقين سواء كانت سلبية أو إيجابية، وإذ أردنا أن نستذكر تلك الصفات من الممكن أن نستخلصها في ثلاثة أمور رئيسة:



1- يملك كل من ريال مدريد وليفربول قوة هجومية هائلة، فقد تمكنا من تسجيل وافر من الأهداف محلياً وأوروبياً ولكن في المقابل فإن خط دفاع كلا الفريقين الأسباني والإنجليزي مهزوز بشكل كبير ويشكل مصدر قلق لجماهيرهم، ففي الليغا سجل لاعبو الملكي بقيادة الآلة التهديفية البرتغالي كريستيانو رونالدو 94 هدفاً، حيث يعتبر ثاني أكثر فريق تسجيلاً في الدوري الأسباني خلف غريمه الأزلي برشلونة بطل الليغا لهذا الموسم، ولكن على الطرف الآخر أستقبل الميرينغي 44 هدفاً وهو سجل مرتفع مقارنة بفريق بحجم الريال، حيث يعتبر أكثر فريق أستقبالاً للأهداف من الفرق الأربعة الأولى، فضلاً إلى أنه أكثر معدل تهديفي يتلقاه منذ موسم 2010، وفي المسابقة الأوروبية سجل لاعبي الفريق 30 هدفاً وأستقبل شباكه 15 هدفا.

ولا يختلف الحال مع ليفربول الفريق المتألق هجومياً مع نجمه المصري محمد صلاح، فقد سجل الفريق في الدوري الإنجليزي الممتاز 84 هدف وهو ثاني أكثر فريق تسجيلاً للأهداف خلف البطل مانشستر ستي، في المقابل استقبلت شباكه 38 هدف، حيث يعتبر أضعف خط دفاع من الفرق الأربعة الأولى، أما في دوري أبطال أوروبا يعتبر الريدز أقوى خط هجوم، فقد تمكن مهاجميه من تسجيل 40 هدفاً في المقابل تلقى 13 هدف منها 7 أهداف في الأدوار الإقصائية، مع العلم أن الفريق لم يواجه فريقاً قوياً سواء في دور المجموعات او الأدوار الإقصائية باستثناء مانشستر ستي، وهذا ما يؤكد ضعف واهتزاز خط دفاع ليفربول.

2- يمتاز كلا الفريقين بلاعبين لديهم القدرة والفارق على صناعة الفرص، فيملك الفريق الملكي المبدعان الألماني توني كروس والكرواتي لوكا مودريتش، والأسبانيين البارعان ماركو أسينسيو و إيسكو، فضلاً عن امتلاكهما لأظهرة رائعين مثل البرازيلي مارسيلو والإسباني الآخر كارفخال.

في المقابل فإن وضع الريدز مشابه تماماً لخصمه، فنشاهد امتلاكه لعدة لاعبين مميزين في خلق الهجمات، مثل الهولندي فينالدوم والإنجليزيين ميلنر وهندرسون وحتى ثلاثي الرعب والمتمثل في صلاح ومانيه وفيرمينو، لديهم القدرة الكافية في صناعة الفرص لبعضهم البعض ومساعدة الفريق على تسجيل الأهداف.

3- أثبت الفرنسي زين الدين زيدان المدير الفني لريال مدريد أنه مدرب بارع ذو فكر تكتيكي مميز، فقد تمكن من قيادة الفريق لنهائي دوري الأبطال للمرة الثالثة على التوالي، على الطرف الآخر فإن المحنك الألماني يورغن كلوب مدرب الريدز أكد كفاءته في عالم التدريب، فقد تأهل لنهائي المسابقة للمرة الثانية في تاريخه، حيث سبق وان تمكن من إعادة بوروسيا دورتموند الألماني للنهائي موسم 2013 بعد غياب دام ستة عشرة عاماً، كما تمكن من قيادة ليفربول لنهائي المسابقة هذا الموسم بعد غياب دام أحدى عشر عاماً، أي إن كلا المدربين أثبتا قيمتهما التدريبية الكبيرة، ويحلم الملكي في تحقيق اللقب للمرة الثالثة عشر في تاريخه، في المقابل يأمل الريدز في الوصول للنجمة السادسة.