بقلم: بدر علي قمبر

سكينة في عمل الخير

جرب أن تسخر حياتك لعمل الخير، وأن تخصص من أوقاتك ساعات أسبوعية للعمل التطوعي في أي من شؤون الحياة، حينها ستحس بلذته، وستدرك منذ الوهلة الأولى أجر وبركة هذا العمل وبعوائده على حياتك وصحتك وأهلك ورزقك والتوفيق في أيام عمرك.. فمن يضع يده في عمل الخير ويبتغي حياته كلها لله.. فسوف يجد راحة وسكينة تسكن قلبه بصورة لا يحس بها إلا أولئك الصادقون بعملهم مع الله سبحانه وتعالى.

العمل التطوعي له إحساس مغاير عن تلك الأحاسيس التي تغمرك عند فرحك لإنجاز حصدت من ورائه (رزقك الحياتي).. وجميل جدا أن يقال لك بعد عمر طويل "لقد سخر رحمه الله حياته كلها في الخير، وكان ساعيا في حاجة الآخرين، وفضل أن يعمل بصمت من أجل أن ينشر السعادة في القلوب الظامئة". ما أجمل أن يكتب عنك يوما ما مثل هذه العبارات الجميلة.. ليخلد ذكرك بدعوة ترتفع إلى السماء تدعو المولى الكريم أن يغفر لك ويرحمك ويتقبل عملك.. فتكون لك المنجية برحمة الله تعالى من تبعات ما بعد الموت..

يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه". وقوله عليه الصلاة والسلام: "خير الناس أنفعهم للناس". وقوله: "إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن، وأن يفرج عنه غما، أو يقضي عنه دينا، أو يطعمه من جوع". بهذه المعاني النبوية الجميلة يعيش المرء مستشعرا النعمة التي أنعمها الله عليه بأن سخره في ظل عمل يقدم فيه الخير للناس، حتى وإن كان يتقاضى مقابل عمله أجرا دنيويا فتراه يعمل في الخفاء ساعات أخرى طوال لا يبتغي من ورائها إلا أجر الآخرة.

يحدثني أولئك الذين عاشوا من أجل الله تعالى وتقدمت بهم الأعمار، أن بركة أعمارهم إنما كانت في ظل أعمال الخير التي قضوا حياتهم في ظلالها الوارفة.. فكانوا يجدون الراحة والطمأنينة والسكينة في حياتهم.. وإن قصروا وفتروا.. فإنهم سرعان ما يراجعوا سجل أعمالهم.. هذه هي الدنيا.. إنما خلقنا لنعمر الأرض ونزرع فيها الخير ونؤدي رسالة الله في الكون.. نمشي في حاجة.. ننصح.. نبتسم.. نتصدق.. نسارع في الخيرات..

لمحة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن قامت الساعة وفي يد أحكم فسيلة، فإن استطاع أن لا تقوم حتى يغرسها فليغرسها".

***

محمد