* الجيش الوطني اليمني على بعد 21 كيلومتراً من صنعاء

* الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 85 % من أراضي اليمن

* مدفعية الجيش اليمني تصل صنعاء لكن الحكومة الشرعية تحافظ على المدنيين



* قرار التحرك يمني والتحالف يدعم "الشرعية" بالأسلحة والتدريب والغطاء الجوي

* الحوثي أطلق مبادرة على وسائط التواصل لأنه داخل كماشة ويشعر بالخوف

* المساعدات الإنسانية تصل المناطق المحررة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة

* الحل السياسي عبر مرجعيات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي

* إيران تخرق قرارات مجلس الأمن وتدعم الحوثيين بصواريخ "قيام"

* طهران تمد الحوثيين بالصواريخ الباليستية وتهرب السلاح عبر "بندر عباس"

* إيران تدعم الإرهاب والجريمة المنظمة وتهرب البشر والمخدرات لأفريقيا

* العمليات العسكرية تمضي باستراتيجية ثابتة وتحتاج لنفس طويل

* الحوثيون رفضوا المبادرات ولم يراعوا مصلحة الشعب اليمني

* دول التحالف متفقة على الهدف الاستراتيجي بإعادة الشرعية في اليمن

* نكرم شهداء التحالف الذين قدموا أرواحهم لأجل القضية وحماية أرض الحرمين

* لا خلافات بين قوات التحالف.. وهذا ما حدث في سقطرى

* لايمكن اختزال مشاركة القوات السودانية ضمن التحالف في مستحقات مالية

الرياض - كمال عوض

أكد الناطق الرسمي باسم قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، العقيد الركن تركي بن صالح المالكي، أن "وجود إيران في اليمن من أجل التمدد والهيمنة واطالة امد الحرب لنشر الفوضى على حدود السعودية"، مضيفاً أن "الحكومة الشرعية تسيطر على أكثر من 85 % من أراضي اليمن"، مشيراً إلى أن "الجيش الوطني اليمني على بعد 21 كيلومتراً من صنعاء، ومدفعية الجيش اليمني تستطيع الوصول لصنعاء لكن الحكومة الشرعية تحافظ على المدنيين".

وقال العقيد المالكي في حوار لـ "الوطن" على هامش اللقاء الصحافي مع الوفد الإعلامي السوداني الذي زار السعودية مؤخراً أن "الحوثيين أطلقوا مبادرة على وسائط التواصل الاجتماعي لأنهم داخل كماشة ويشعرون بالخوف"، مبيناً أن "قرار التحرك في المعارك يمني والتحالف يدعم الحكومة الشرعية بالأسلحة والتدريب والغطاء الجوي"، لافتاً إلى أن "الحل السياسي في اليمن يجب أن يكون عبر المرجعيات الثلاثة في الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي"، مشدداً على أن "الحوثيين رفضوا المبادرات ولم يراعوا مصلحة الشعب اليمني".

وقال إن "الحوثيين يمنعون وصول المساعدات الإنسانية إلى المدنيين"، مبينا أن "المساعدات الإنسانية تصل المناطق المحررة عبر مركز الملك سلمان للإغاثة".

وذكر الناطق الرسمي باسم قوات التحالف أن "إيران تخرق قرارات مجلس الأمن وتدعم الحوثيين بصواريخ "قيام""، موضحاً أن "طهران تمد الحوثيين بالصواريخ الباليستية وتهرب السلاح عبر "بندر عباس"، مؤكداً أن "إيران تدعم الإرهاب والجريمة المنظمة وتهرب البشر والمخدرات لأفريقيا".

ونفى العقيد المالكي وجود خلافات بين قوات التحالف، مشددا على أن "دول التحالف متفقة على الهدف الاستراتيجي بإعادة الشرعية في اليمن"، مضيفاً أن "العمليات العسكرية تمضي باستراتيجية ثابتة وتحتاج لنفس طويل".

وأشار إلى أن "التحالف يكرم الشهداء الذين قدموا أرواحهم لأجل القضية وحماية أرض الحرمين".

وقال إن "الجيش السوداني موجود على الحدود الجنوبية للسعودية وله مشاركة في إسناد الجيش الوطني اليمني في المحور الغربي"، مشيراً إلى أنه "لايمكن اختزال مشاركة القوات السودانية ضمن التحالف في مستحقات مالية".

وقد بدت الراحة على ملامح وجه مستشار وزير الإعلام السعودي فهيم الحامد وهو ينقل لنا موافقة العقيد الركن تركي بن صالح المالكي على إجراء لقاء صحافي مع الوفد الإعلامي السوداني الذي زار المملكة مؤخراً. وفي الصالة الذهبية بأحد مقرات قوات التحالف قدم الناطق الرسمي باسم قوات التحالف ردوداً شافية على كثير من الأسئلة دون تحفظ. وبالطبع حاز الحديث عن مشاركة الجيش السوداني ضمن قوات التحالف على النصيب الأكبر من زمن اللقاء، إلى جانب الكشف عن أخطار ومضار إطلاق الصواريخ البالستية على المملكة ودور إيران في تأجيج الصراع باليمن ودعمها للحوثيين حتى تهيمن وتنشر الفوضى في تلك البقعة. وقدم العقيد الركن تركي المالكي رؤية واضحة لموقف قوات التحالف العربي في الميدان. وإلى نص الحوار:

الحوثي داخل كماشة

* بداية حدثنا عن الموقف الآن في الميدان؟

- في عام 2015 كان الوضع العسكري هو سيطرة كاملة للحوثيين على اليمن عدا محافظة حضرموت، وكانت قواتهم على مسافة ساعتين ونصف من عاصمة الحكومة الشرعية التي يترأسها عبد ربه هادي منصور. واليوم بعد ثلاث سنوات نجد أن الحكومة اليمنية الشرعية تسيطر على اكثر من 85 %. وأصبح الجيش اليمني على مسافة 21 كيلو متراً من أبواب مدينة صنعاء و36 كيلو متراً عن مطار صنعاء. مدفعية الجيش الوطني يمكن أن تصل إلى داخل العاصمة صنعاء، لكن الحكومة اليمنية أعلنت أنها مهتمة بالمحافظة على أرواح المدنيين. الآن جميع القوات العسكرية الموجودة في شرق صنعاء تتحرك غرباً تجاه العاصمة. ومن شمال اليمن يتحرك الجيش الوطني مسنوداً من قوات التحالف في اتجاه صعدة. هناك العديد من المحاور تتحرك وهي التي دعت الحوثي يشعر بأنه داخل كماشة. القوات اليمنية تحركت من شمال ميدي قبل أسبوعين وطهرت المديرية بالكامل ورفع العلم اليمني فيها ولم يرفع أي علم آخر اعترافاً بعودة الشرعية. وفي المحور الغربي من الجنوب تتحرك القوات في محورين، محور في اتجاه الحديدة وآخر للمقاومة اليمنية يتقدم لتأمين الجهة الغربية.

* من الذي أصدر قرار تحرك هذه المحاور؟

- هو قرار يمني لأنهم يريدون تحرير أراضيهم ونحن ندعمهم بكل الوسائل المتاحة كالأسلحة والتدريب والغطاء الجوي لحماية الأجواء والمياه الإقليمية.

* وماهو موقف قوات الحوثيين؟

- الآن العمليات تمر بمرحلة دقيقة والحوثي أصبح داخل كماشة أطبقت عليه بفضل المحاور المتجهة من شرق صنعاء ومن جهة صعدة معقل الحوثيين والساحل الغربي. الحوثي شعر بالخوف لدرجة أنه أطلق مبادرة على وسائط التواصل الاجتماعي، لكنني رددت عليه بأن أي مبادرات جادة وحكيمة يجب أن تكون عبر المبعوث الأممي وليست رسالة في الأسافير. هناك مرجعية للحل السياسي تتمثل في القرار 2216 الذي يتحدث عن تسليم زمام الأمور للحكومة الشرعية في اليمن وتسليم الأسلحة.

* لماذا تعثر الحل السياسي؟

- الحل السياسي هو الخيار الأمثل في اليمن لكنه وصل إلى طريق مسدود لأن الحوثيين رفضوا كل المبادرات ولم يراعوا مصلحة الشعب اليمني.

مسارات التحالف

* ألا ترى أن العمليات العسكرية تتعارض مع انسياب المساعدات الإنسانية؟

- التحالف يعمل على عدة مسارات منها الجانب الاقتصادي الذي دعمت عبره المملكة العربية السعودية البنك اليمني بمليار دولار في عام 2014، وذلك للمحافظة على الاقتصاد هناك وتثبيت العملة. ثم جاء الحل العسكري لتحجيم التهديد الحوثي. أما المنظمات الإنسانية فإنها تعمل في اليمن قبل الحرب. نعم هناك تأثير على العمل الإنساني، لكنه يأتي لأجل حل الإشكال من جذوره. الحوثي يحاول بكل ما يستطيع تعميق جراح الشعب اليمني في الوضع الإنساني ليتاجر به أمام المجتمع الدولي، وعندما تصل مساعدات للموانئ يعطل انسيابها. برغم ذلك أقول أن أي منطقة يتم تحريرها من الحوثيين تصل إليها مساعدات إنسانية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة وهي مساعدات تشمل كافة المناطق بغض النظر عن الانتماءات.

* هل هناك خلافات وسط قوات التحالف؟

- لاتوجد خلافات. جميع دول التحالف متفقة على الهدف الاستراتيجي وهو إعادة الشرعية في اليمن.

* ماذا تسمي ما يحدث في جزيرة سقطرى؟

- أوضحنا في مؤتمر صحافي أن الخلاف كان في وجهات النظر بين المواطنين الإماراتيين الموجودين على الجزيرة وبين الحكومة المحلية حول إدارة بعض الملفات.

تدمير الصواريخ الباليستية

* دعنا ننتقل لمحور آخر وهو الصواريخ الباليستية من أين تنطلق وكم دمر التحالف منها؟

- التحالف في بداية العمليات العسكرية دمر القدرات الباليستية. واليمن لديه قدرات باليستية معروفة. وعندما سيطر الحوثي في عام 2014 على العاصمة صنعاء قام بمساعدة خبراء إيرانيين بنقل عدد محدود من الصواريخ الباليستية إلى محافظة صعدة.

* ولكنك تحدثت عن تدمير هذه الصواريخ؟

- عندما أتحدث عن القدرات الباليستية لا أتحدث عن الصاروخ فقط، لكنني أعني أيضاً المستودعات والمؤكسد والوقود ومنصات الإطلاق.

* كيف طور الحوثيون قدرات هذه الصواريخ حتى وصلت مكة والرياض؟

- في البداية كانت الصواريخ الباليستية تطلق في اتجاه الحدود السعودية الغربية وهي من العينة التي لا يتعدى مداها 300 كيلو متر. لكن الحوثيين بدأوا في زيادة المدى والدقة حتى وصلت الصواريخ إلى الطائف ومكة المكرمة وينبع ثم العاصمة الرياض.

* هل استطاعت ميليشيات الحوثي تطوير أنظمة الصواريخ بكوادرها؟

- جميع الأدلة الدامغة التي جمعتها قوات التحالف بعد إسقاط هذه الصواريخ تقول إن إيران قدمت خدماتها وسخرت صواريخها كصاروخ "قيام" لأجل الحوثيين. وإيران بذلك خرقت القرار 2231 الذي يمنع إيران من تمليك أي طرف ثاني مثل هذه الاسلحة، كما خرقت قراراً آخر وهو 2216 القاضي بمنع توريد السلاح لليمن وحتى قطع الغيار. تجاوز الإيرانيون هذه القرارات، وزودوا الحوثيين بقدرات نوعية مثلما دعموا حزب الله بصاروخ "فاتح".

إيران تنشر الفوضى

* ماهو الهدف من الوجود الإيراني في اليمن؟

- وجود إيران في اليمن لا يتعدى أن يكون - بحسب العقيدة بالفارسية والثورة الإيرانية - سوى التمدد والهيمنة وإطالة أمد الحرب لنشر الفوضى على حدود المملكة.

* ما هي جهود التحالف في قطع خطوط الإمدادات الإيرانية للحوثيين؟

- هناك ثغرات موجودة في آلية التحقق أعلن عنها في نوفمبر الماضي ظهرت مع حركة السفن المتجهة لليمن وتحمل الوقود والمواد الغذائية ويتم تفكيك هذه الصواريخ خصوصاً من نوع "قيام" وتهريبها عبر ميناء الحديدة. وأشير هنا إلى أن التحالف يبذل جهوداً كبيرة لتأهيل الكوادر اليمنية مما أسهم في اكتشاف الصاروخ "صياد" الذي كان في طريقه للحوثيين. نحن نواجه تحديات في اليمن، لأن هناك دولة تدعم الإرهاب والجريمة المنظمة وتسهم في تهريب البشر والمخدرات في أفريقيا، هذا إلى جانب استغلالهم لعصابات تهريب السلاح عبر "بندر عباس" ومن ثم تهريبه إلى داخل اليمن. كما يتم تهريب السلاح بطريقة أخرى عبر دول القرن الأفريقي عن طريق القوارب الصغيرة.

استراتيجية ثابتة

* هل هناك زمن محدد وضعته قوات التحالف لإنهاء العمليات العسكرية في اليمن وإفساح المجال للحل السياسي؟

- الخبراء العسكريون تحدثوا عن أنواع العمليات العسكرية، فإما أن تدخل في عملية خاطفة أو في حرب شاملة. وفي هذه الحرب النصر ليس لنا وإنما نهديه للشعب اليمني بعد عودة الشرعية. نحن نتعامل مع جماعة إرهابية ولذلك العمليات العسكرية تمضي باستراتيجية ثابتة وتحتاج لنفس طويل. يمكن أن تنتهي العمليات اليوم أو بعد عام لكن المهم هو أن يغلب الحوثي الحكمة والحل السياسي موجود عبر المرجعيات الثلاثة المتمثلة في الحوار الوطني والمبادرة الخليجية والقرار الأممي.

الجيش السوداني على الحدود الجنوبية

* أين موقع الجيش السوداني وما مدى تأثيره في الميدان؟

- الجيش السوداني موجود على الحدود الجنوبية للسعودية وله مشاركة في إسناد الجيش الوطني اليمني في المحور الغربي.

* هناك حديث حول تأخر في مرتبات الجيش السوداني؟

- هذا غير صحيح. يجب ألا نختزل مشاركة السودان في مستحقات مالية وإنما هناك مبادئ وقيم أخلاقية كانت وراء هذه المشاركة.

* وزارة الدفاع السودانية قالت إنها ستقيم مشاركة قواتها في اليمن؟

- التقييم جزء من العمل اليومي نعمل به ولكن هذا لا يعني شيئاً سلبياً أو انسحاباً أو أن هناك خسائر ولكن قد يكون التقييم للمشاركة بطريقة ثانية وقرار المشاركة قرار سياسي للدولة السودانية.

* هل يشارك السودان في القيادة العليا للعمليات؟

- كل دولة من دول التحالف لديها قائد للمجموعة يكون جزءاً من التركيبة والهرم القيادي وهم موجودون أيضاً على مستوى الوحدات التكتيكية.

تكريم شهداء التحالف

* كم عدد شهداء الجيش السوداني في اليمن؟

- لا أملك إحصائية الآن ولكن يمكن أن أفيدك في وقت لاحق. حتى شهداء المملكة لا أعرف الآن كم عددهم لكن الذي أؤكده أننا نكرم شهداءنا بالطريقة التي تليق بهم وبذات المستوى نكرم شهداء التحالف الذين قدموا أرواحهم لأجل القضية وحماية أرض الحرمين. أضف إلى ذلك أننا نتلقى طلبات من عائلات شهداء سودانيين لدفنهم في مكة وهناك من يطلب إرجاع جثامينهم إلى السودان.