وأضاف «أنا متفائل بأن هذا العام سيكون بداية خير أكبر يعمُّ الشعب بأكمله واقتصاده الوطني.. وكل ذلك من خلال روح وثابة ورغبة ظاهرة من الجميع بالمشاركة في بناءٍ أكبر، واقتصادٍ أقوى على أرض المملكة بإذن الله».

كم نحن بحاجة لأن نسمع مثل هذه التصريحات وبمثل هذه النبرة وبهكذا ثقة منكم صاحب السمو، فالتفاؤل ينتشر بالعدوى بالتردد، ويتفاعل مع الجو ويعم الناس ويسمع به التاجر والمستثمر فينتعش السوق ويتحرك، نحن في البحرين بحاجة لمن يمنحنا هذه الجرعة دون إفراط والتي تستند إلى واقع وحقائق ملموسة.

نحن بحاجة إلى جرعات أكثر من هذه التصريحات، والمستثمر بحاجة لها، والتاجر بحاجة لها، حتى كبار السن القلقون على مستقبل أبنائهم بحاجة لها، فأكثر منها طال عمرك في هذا الشهر المبارك فلها مفعول السحر بيننا.

والبحرين بحاجة إلى أن تسمع لرؤيتكم المتفائلة بتفاصيل أوسع، وليتكم يا صاحب السمو أيضاً تشجعون وزراءكم كذلك للخروج والحديث المتفائل مع الناس كما فعلتم أول البارحة، وتوجيههم لتحميلهم هذه الرسالة ونشرها بين الناس حتى نسارع بانتشار هذه الروح التفاؤلية وإشاعتها، بدلاً من ترك الشائعات والرسائل السلبية التي تفزعنا وتقلقنا على مستقبلنا هي التي تنتشر وتتوزع بسرعة البرق بيننا، فهذا يتحدث عن تصنيفنا الائتماني المنخفض وآثاره السلبية، وذلك يتحدث عن الغطاء المالي المكشوف، وغيره يتحدث أننا قد لا نملك أن نعطي حتى الرواتب هذا العام، وهذا يقول احتمال تخفيض قيمة الدينار، وذلك يقول الدعم الخليجي سيتوقف، هذه هي الأخبار المنتشرة بين الناس، هذه هي الأجواء العامة والمتروكة دون علاج ودون تصحيح ودون توضيح، ولا أحد من الوزراء يتكلم.

رغم أن سعر البترول في تحسن، ورغم أن الاكتشافات النفطية المبشرة التي تم الإعلان عنها كلها مؤشرات توحي بأن الخير مقبل إلا أنه لا أحد يخبرنا بانعكاسات هذه الموارد علينا كمواطنين، بل بالعكس الأخبار التي تتسرب من اجتماعات لجنة إعادة توزيع الدعم تشير إلى أنه لن يكون مجزياً، وأن الضريبة الإضافية ستفرض قريباً، وكلها أخبار -إن لم تأتِ بالشكل الصحيح ولم تعطِ المعلومة السليمة- فإن آثارها السلبية تقود للتشاؤم.

لقد قلتها يا صاحب السمو «أتمنى أن يعيَ كل مسؤول على أرض المملكة دوره على وجه أكمل، وتجسيد هذا الكم من التفاؤل الذي يشكل الصبغة الأساسية لهذه السنة.. والسير بقوة نحو تحقيق الأهداف الكبار التي وضعها جلالة الملك المفدى لخير هذا الوطن.. وتطلعات كل المواطنين نحو البحرين المزدهرة التي ننشُدها».

مسؤولونا يا صاحب السمو لا يتحركون إلا بتوجيه مباشر -مع الأسف- فوجهّم كي يتحملوا مسؤوليتهم ويشيعوا هذه الروح التي أشعتها لا في غرفهم المغلقة بل بمجالس مثل هذه التي جمع فيها الأخ خالد آل شريف مشكوراً شرائح متنوعة من الناس، ولتتحرك الغرفة وليحضر الوزراء ولتتحرك الجمعيات والمجالس ولتجمع الناس وليوجه الوزراء بالحضور وليتكلموا وتنقل الصحافة وينقل التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، ذلك الحراك فإنه كالزيت في ترس الروح الاقتصادية الجامد بإمكانه أن يعيد تشغيل روح التفاؤل المعطلة.