إيران تبيع الشيعة العرب، تدريجياً ورقة تلو الورقة، مقابل التفاوض على منع تطبيق العقوبات الاقتصادية عليها من جديد وتوسط الأوروبيين والروس!!.

المجموعات الشيعية التي أغواها الخطاب الإيراني ليست سوى أوراق تفاوض إيرانية اليوم.

فقد أعلنت روسيا أن إيران مستعدة للانسحاب من الجنوب السوري، أي التنازل عن مواقع جغرافية بالقرب من الحدود الإسرائيلية والتي وصل إليها حزب الله ومليشيات شيعية عربية بعد أن أريقت دماؤهم فيها ومات من مات منهم كي يتمكنوا من الوصول لها وطرد السوريين منها واحتلالها بدعوى حماية المراقد!! واليوم بجرة قلم تعرض إيران ورقة التراجع عن هذه المواقع الجنوبية مقابل الدخول في مفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني بدلاً من تطبيق العقوبات الاقتصادية فوراً وتوسط الروس.

وفي جبهة أخرى تبيع إيران الشيعة اليمنيين (الحوثي) وتوسط مسؤولين أوروبيين أعلنوا أن إيران مستعدة الآن وتعرض (الضغط) على الحوثي من أجل إجباره على قبول المفاوضات!!

أين إذاً المراقد التي تريد أن تحميها؟ أين إذاً ما وعدت به تلك الجماعات من حكم وسيطرة وهيمنة تحت قيادة الإمام؟ ماذا يقولون لأمهات فقدن أبناءهن في حروب قيل لهم إنها تقودهم للجنة وترضي آل البيت؟ كيف تتنازل إيران عنهم بهذه السهولة؟

هذا هو وجه إيران الحقيقي، وهذا هو سعر شيعة العرب عند إيران، سعر رخيص يقدم كأتاوات لأي جهة تضغط على إيران، حين تتعرض المصلحة الإيرانية للخطر فإن إيران تقدم الورقة الأرخص وهم العرب وهكذا تسوقهم للذبح ومن ثم تأمرهم بالتراجع والانسحاب حتى لا تطبق العقوبات على الإيرانيين، دون أدنى اعتبار لحجم التضحيات والثمن الذي دفعه هؤلاء العرب.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال جدير بالاهتمام لماذا لم ينجر شيعة أذربيجان لإغواء الخطاب الإيراني وانجر له شيعة عرب؟

لماذا لم تنجح إيران بتصدير ثورتها للشيعة الأذربيجانيين؟ ونجحت في تصديرها للدول العربية فقط؟ رغم أن المذهب الإمامي في أذربيجان هو الثقل الأكبر في هذا البلد حيث تبلغ نسبة الشيعة أكثر من 70 % أي ما يقارب من 6 ملايين شخص بالنسبة للعدد العام.

و رغم أن إيران حاولت ونجحت في تجنيد أعداد من الفقراء أرسلتهم لسوريا للقتال مقابل مبالغ زهيدة مستغلة وضعهم المعيشي، إلا أنها فشلت في استمالة الأذربيجانيين وتحريضهم ضد أوطانهم، فشلت وبشدة لأنها لقيت مقاومة شديدة فالأذربيجانيون حذرون من الإيرانيين ولا يثقون بهم وشهدت علاقاتهم العديد من الاضطرابات خاصة في الأقاليم المتنازع عليها.

أفلا يتعلم من هم من صلبنا ومن حضننا العربي والخليجي؟ ألا تتعلم مجموعات أغواها الخطاب الإيراني وصدقت أنه إسلامي و يريد مصلحتها؟ ألا يرون الواقع والدروس أمامهم؟ ألا يرون الأوضاع المزرية للجماعات العربية الشيعية والتي تقع تحت النفوذ الإيراني في كل الدول العربية؟ في العراق ولبنان وسوريا واليمن والأحواز.

بالمقابل أحيي الشيعة العروبيين الذين قبضوا عل الجمر في أوقات الشدة وهم اليوم يقودون معركة استعادة الزمام من عملاء إيران، ويحققون نجاحات كبيرة وتتسع دائرة نجاحاتهم وتبرز لنا أصوات كانت خائفة ومترددة، واليوم يملكون شجاعة المواجهة والدفاع عن عروبتهم, والظرف ملائم لهم الآن والمجتمع الدولي كله معهم لا شعوبهم فقط.

الشيعة العروبيون يجدون حضن وطنهم مفتوحاً لهم دائماً ويجدون مواطنيهم من بقية الأديان والطوائف يفتحون لهم الباب و يحفزونهم من أجل إعادة إحياء الروح العربية من جديد وإعادة الاعتبار للهوية الوطنية.