لم أجد وصفاً لما تفعله «الجزيرة القطرية» بالأردن سوى «الخسة» والتي تعني الرذالة وقلة المروءة والنفس الدنية، كالغراب يقتات على الموت!

أبعد ما انكشف من خراب المآل للدول التي طالها الخراب العربي، هل هناك جهة أو دولة أو وسيلة إعلامية أو نظام يجرؤ على تبني هذا المشروع والاستمرار فيه والتحريض عليه مع أي دولة عربية أخرى؟ هل يستحق الأردن هذا التآمر عليه؟ خافوا الله في الأردن.

ما يحدث في الأردن يجب أن يبقى أردنياً، ومن حقه علينا الدعاء له بالسلامة وبالخير ولشعبه الطمأنينة وأن يمر هذا العارض بخير، من حقه علينا عرض المساعدة للدولة فيه لا للجماعات، فالدولة هي المستهدفة، ومن حقه علينا أن نفسح المجال للحديث الداخلي دون أن نقحم أنفسنا تحت أي مبرر في شأن داخلي صرف.

إنما الأسلوب ذاته يتكرر من النظام القطري، دون أدنى اتعاظ أو اعتبار أو مراجعة، مازال النظام القطري ضالعاً في كل خراب في الوطن العربي دون أن يرف له جفن، وها هو يواصل خرابه وتدميره، انظروا لعناوين «الجزيرة القطرية» تفاعلاً مع الأحداث في الأردن وعلى موقعها:

«هل يتحول الأردن نحو إسقاط النظام؟».

«إخوان الأردن يحذرون النظام: قالت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين بالأردن إنها ستلجأ للتصعيد».

«هتافات بإسقاط النظام أمام الديوان الملكي الأردني».

«أردنيون يذكرون الملك بمصير بن علي: ذكر شبان أردنيون ملك الأردن عبدالله الثاني بمصير الرئيس التونسي».

هل هناك خسة أدنى من هذه؟ ذلك ليس إعلاماً يا سادة، ذلك ضلوع في تحريك الأحداث وتصعيدها مع سبق الإصرار والترصد، ضلوع بالتآمر على الدولة، قطر ترتكب ذات الجريمة من جديد.

هي ذات العناوين وذات الأسلوب القذر الذي استخدمته الجزيرة القطرية في كل من تونس ومصر وليبيا والبحرين، والآن تعيد استخدامه في الأردن.

هو ذات التناقض بين تصريحات أقطاب النظام تدعي الخوف على الأردن من جهة، وجزيرتها تناقض تصريحاتها بممارسات تسعى لإسقاط النظام في الأردن من جهة أخرى.

وها هو تحالف الإخوان المسلمين مع النظام القطري يبرز على السطح من جديد لاستكمال مشروع إسقاط الأنظمة العربية وتحويل شعوبها لمشردين وقتلى وتيتيم الأطفال وتعذيب الشيوخ والنساء والعجائز وتحويلهم للاجئين، انتهاجاً لسياسة الأرض المحروقة، من أجل القفز على السلطة والاستيلاء عليها، أصبح هدفاً ومشروعاً قطرياً إخوانياً بامتياز واضحاً وضوح الشمس.

لم يردع هذا النظام حجم الدمار الذي حل بالشعوب العربية والذي لطخ أياديهم بدماء قتلاه، لم يثنه كل تلك الخسائر في الأرواح والممتلكات، لم يهز جفنه بكاء وعويل وجوع وبرد الأطفال في الملاجئ، ها هو يسعى ليضيف قائمة جديدة لضحاياه.

إنه رمضان شهر السلام مع النفس والطمأنينة، على الأقل خافوا الله في هذا الشهر الفضيل وارحموا الأردن.