ونحن نرنو بأنظارنا نحو الأردن داعين الله أن يحفظ لنا أوطاننا وأن يتوقف المشروع التدميري للمنطقة وتردداته والذي مازال حياً يرزق ومازالت رؤوس الفتنة والخراب تنعق فيه، نتأمل من شباب الأردن أن يكونوا قد استوعبوا درس «الخراب» الذي حل بعالمنا العربي ونجت منه بعض الدول ومنها الأردن فيحافظوا على هذه النعمة.

مما يقودنا إلى الالتفات لشبابنا هنا في وطننا سواء المعرض للتغرير أو الذي غرر به وانخرط في مشاريع لا يعلم عنها شيئاً سوى كونه وقوداً لها، مثلما ننظر إلى توصيات تلك المؤسسات التي لا يهمها سوى مالها الذي أقرضته.

ما حدث من دمار وخراب في أوطاننا العربية نتيجة التحريض على الفوضى يجب أن يكون مادة للتدريس للطلبة في المدارس والجامعات، وكذلك للشباب الذين يقضون عقوبات في مراكز التأهيل نتيجة قيامهم بأفعال يعاقب عليها القانون، مثلما هو درس للحكومات بأن تحسب لكل سيناريو حساباً.

واقع تلك الدول التي مر منها «الخراب العربي» دروس حية تدل على حقائق ما كانت لتدخل ضمن مناهج الدمار والتحريض التي يغذون بها أدمغة الشباب حين يحرضونهم على الفوضى مصورين لهم أفعالهم على أنها عمل بطولي وطريقهم للحرية وللعيش الرغيد إن عاشوا، أو طريقهم للجنة إن ماتوا!!

دعوهم يرون بالمقارنة بين ما كانت عليه العراق ومصر وما كانت عليه لبنان من جمال ورقي وأمن وأمان، وصور للخراب الذي حل باليمن وسوريا وليبيا، الأرقام تتكلم الإحصائيات الحقائق تنطق.

صور اللاجئين في مخيماتهم والمشردين في أوروبا وعلى الحدود صور المدن المحروقة المدمرة صور الناس التي اضطرت أن تأكل القطط والكلاب صور وأفلام للذين يعيشون في الكهوف هرباً من القصف صور المستشفيات التي تئن من نقص الأدوية وأجهزة العلاج صور القتلى والأشلاء جميعها لابد أن تتحول إلى مواد تثقيفية تعليمية توعوية، تلقى بمحاضرات إجبارية كي يروا الصورة الإجمالية للمشاريع التي يغرر بهم لاستدراجهم للانخراط فيها دون علمهم بها.

اشرحوا لهم مشاريع القوى العظمى وتخطيطها وكيفية رسمها لمناطقنا وكأنها أراضٍ خالية من السكان والبشر، الوثائق المنشورة والاعترافات لقادة دول المصورة والمكتوبة تكشفت وتظهر مدى تورط تلك الدول الكبرى في مشاريع مدمرة لأوطاننا، وانخراط العديد من شبابنا في تلك المشاريع كأحجار الشطرنج دون علمهم بالصورة الكبرى.

دعوا الشباب الذي خرج من القيد منهم ونجا بعمره بعد أن اكتشف الخدعة الكبرى يتحدثون لهم يروون لهم تجاربهم، استضيفوا من لبنان من العراق من اليمن من كان مخدوعاً وأفاق، استضيفوهم وافتحوا لهم الجامعات والأندية ومراكز التأهيل ودور العبادة.

ما حدث في الأردن يدل على أن التحريض على الخراب مازال موجوداً ومازالت أداوته فعالة والجهل بالتبعات والنتائج سمة من سمات الاندفاع والحماس وقلة المعلومات مصيبة كبرى.

لا تناموا فالشيطان مازال مستيقظاً!!