من أجل استقرار الأردن والخروج من أزمة احتجاج الشعب الأردني على الوضع الاقتصادي في البلاد، تدخل خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لحل الأزمة وإيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة، حيث دعا صاحب الجلالة الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى اجتماع رباعي في مكة المكرمة مع العاهل الأردني وأمير دولة الكويت ونائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لدعم اقتصاد الأردن واستعادة استقراره وأمنه من جديد بعد الأزمة الأردنية التي اندلعت احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل، فالاحتجاجات كانت بسبب فرض قانون ضريبة الدخل في الأردن، ولا تعد هذه الاحتجاجات الأولى ولكن على مدار السنوات الماضية طالب الشعب الأردني الحكومة بتعديل الأوضاع المعيشية.

المشهد السياسي في المملكة الأردنية الهاشمية يبدو عليه الوضوح، ويبدو تدخل بعض الأطراف المعادية للسلام لتفجير الأزمة الأردنية، حتى تفقد فيها السيطرة على الاحتجاجات الشعبية السلمية واستمرارها، بالرغم من تصريح حكومي لحوار مع جميع الأطراف للوصول إلى حلول مرضية للجميع بعد استقالة رئيس وزرائها، بجانب توضيح من العاهل الأردني بأن الأوضاع المعيشية المتدنية في الأردن كانت بسبب تحمل الحكومة لأعباء استضافة بعض اللاجئين السوريين في البلاد، ولكن يبدو أن هذه الأطراف لا تريد للأردن استقراره واعتبرته هدفاً آخر للفوضى في المنطقة.

ليس ببعيد على نظام الحمدين جر الأردن إلى مستنقع الفوضى والدمار، فهو داعم للإرهاب والتطرف، فهذا النظام الإرهابي ليس له صديق ولا ينبض بنبض الأمة العربية والإسلامية في الاستقرار والسلام، لا يسعد إلا بإثارة الفوضى والدعوة إلى سقوط الأنظمة العربية الشرعية، ولا تحتاج شعوب العالم أي أدلة على ذلك، فيكفي ما تقوم به قناة «الجزيرة» القطرية من خلال تبنيها للأزمة الأردنية بهدف إشعال نار الفوضى، فالتقارير التلفزيونية التي تبثها هذه القناة لا تتحلى بشرف المهنة الإعلامية فهي تبث السموم وتصوب الخناجر، وهي مستمرة في انتهاك حقوق الجيرة والصداقة والروابط العديدة بين الدول العربية والخليجية، ليس افتراء ولكن حقيقة نشاهدها من خلال التقارير، وكان من الأولى على النظام القطري أن يؤطر حدود تقارير الجزيرة فيما يتعلق بأمن واستقرار الشعوب، فتقاريرها ليست مبنية على معايير حقيقية للأخبار التي تشمل المصداقية والموضوعية في قالب من الحرية، ما تدعو إليه هو تأجيج للقضية والتحريض على عدم الخروج من الأزمة بشكل إيجابي يرضي جميع الأطراف، تماماً كما تبنى نظام الحمدين الأزمة البحرينية وزعم أنها «ثورة شعبية» ضد النظام من خلال الدعم الإرهابي الذي قدمه للعناصر المتطرفة في البلاد.

مساعي عاهل المملكة العربية السعودية ومساعي النظام القطري واضحة جداً، فالعاهل السعودي يسعى لرأب الصدع بين الحكومة الأردنية والشعب الأردني من أجل الاستقرار وإيجاد سبل الدعم السريع للأردن، فالأردن هو أحد أعمدة الكيان العربي والمنظومة الإسلامية، أما بالنسبة إلى النظام القطري فالأزمة الأردنية هي رد قطر على الأردن بعد أن خفضت الأردن تمثيلها الدبلوماسي حيال الأزمة القطرية.

الأردن بلد نعتز به، نغار ونخاف عليه من الفوضى، ولأن الشعب البحريني عانى كثيراً من الإرهاب في المؤامرة الكبرى على البحرين من قبل نظام الحمدين والنظام الإيراني، يقلقنا جر الأردن إلى هذا المستنقع الفوضوي الإرهابي، شرفاء البحرين لم ينصاعوا وراء الهتافات التي سعت جاهدة لجر البحرين إلى ما يسمى بـ«الربيع العربي»، بل تمسك الشعب بالنظام الشرعي في البلاد وبقي جانباً مع عاهل البلاد المفدى حفظه الله. الوقفة العظيمة التي وقفها الشعب البحريني من أجل البحرين تعكس معاني الوطنية والولاء والانتماء، وهذا ما نتمناه للشعب الأردني بأن يضع يده مع إرادة العاهل الأردني وسوف يسلم الجميع من الفوضى، أما إذا استمرت لفترة من الزمن ستتحول الاحتجاجات الشعبية إلى أزمة حقيقية يندم على عدم الأخذ بالتجارب السابقة.

* كلمة من القلب:

عند أي مصيبة أو أزمة أو مشكلة تتجه الأنظار نحو المملكة العربية السعودية من أجل الخروج من المشكلة أو إيجاد حلول مرضية، والعاهل السعودي يأخذ على عاتقه هموم العرب والمسلمين ويسعى بحب لحل الأزمات التي تمر بها بعض الدول، ولأن الأردن كيان عربي وعصب حيوي في المنطقة، كان الاجتماع الرباعي في مكة المكرمة الذي تكلل بالنجاح من خلال تقديم مساعدات اقتصادية للأردن وصلت إلى 2.5 مليار دولار أمريكي في أشكال متعددة. من يحاول محاربة المملكة العربية السعودية عليه أن يرينا جانبه السلمي ودوره الحيوي في الخروج من المشكلات وأن يلعب دوراً عظيماً تماماً كما المملكة ليثبت مقدرته على تولي زمام الأمور بدلاً من خلق فتن لمحاربة السعودية.