موسكو - أحمد عطا

بدأ صخب مباريات كأس العالم وازدادت حدة المنافسات يوماً بعد يوم.. لا تكاد الجماهير تتنفس بعد كل مباراة حتى تبدأ التي تليها في مدينة أخرى وملعب آخر وآمال أخرى.

الجماهير تركض خلف فريقها وتسافر آلاف الكيلومترات داخل روسيا أملاً في اللحاق بالمباراة التالية لمنتخبها مضحية بمشاهدة الكثير من المباريات الأخرى.



32 فريقاً في 8 مجموعات هو رقم ضخم، لكن هذا الرقم سيتضخم أكثر عند حلول نسخة 2026 بواقع 48 منتخباً والتي ستستضيفها قارة أمريكا الشمالية ممثلة في بلدانها الثلاثة الكبرى الولايات المتحدة، كندا والمكسيك.

رقم يدفعنا للتساؤل حول جدوى هذا القرار، فكثيرون يرون أن مستوى كأس العالم في دور المجموعات قد انخفض بشدة منذ أن ارتفع العدد من 24 فريقاً إلى 32 لكنه ظل مقبولاً إلى حدٍ كبير.

فنياً، لا يمكن أن تنتظر مستوى كبيراً وفروقاً بسيطة عندما يتأهل ما يقارب ربع منتخبات العالم إلى البطولة فهذا الأمر يتضح أحياناً في نسخة الـ32 فريقاً، كما أن فكرة المجموعات التي تتكون من 3 فرق فقط من شأنها أن تهدد الجولة الأخيرة من دور المجموعات بشدة، فكثير من الفرق الضعيفة قد تخسر في أول مباراتين ما يجعل المباراة الأخيرة في المجموعة أشبه بتحصيل حاصل.

أما على الصعيد الجماهيري فإن زيادة عدد المنتخبات قد يزيد من عدد المدن المستضيفة ما يضاعف من المعاناة في السفر بين تلك المدن، والنسخة الحالية من البطولة جعلت كثيرين يحدثونني عن اشتياقهم للنسخ التي كانت كل مجموعة في البطولة تحظى بمدينة واحدة تقام فيها مباريات الدور الأول كلها بدون هذا التشتيت الكبير والتكاليف المبالغ فيها التي تضطر الجماهير لصرفها ما بين طيران وإقامة بين كل مدينة وأخرى.

لنكن صرحاء.. رفع عدد المنتخبات لم يكن له أي هدف آخر سوى الهدف التجاري لـFIFA بزيادة الأرباح، وكم كان سهلًا اتخاذ ذاك القرار من جانب الاتحاد فهو يضمن أن تصوت أغلبية الاتحادات لصالحه أملاً في فرصة في التواجد في الحدث الكروي الأكبر على سطح الكرة الأرضية.