هذا ما كنا نطالب به ككتاب صحافيين ومواطنين تفاعلوا عبر مختلف وسائل التواصل مع حدث محزن وهو وفاة سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، والمطالبة كانت تخليد اسم هذا الراحل الكبير، ولم نكد ننتهي من تلك المطالبات إلا وبادرنا جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه بأمره السامي لإنشاء كلية للدراسات الإسلامية تختص بتدريس علوم القرآن والقضاء الشرعي والفقه الإسلامي والفقه المقارن، ويحمل هذا الصرح اسم الفقيد الكبير.

وجود صرح إسلامي بهذا الحجم ويحمل اسم فقيد البلاد الكبير سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، يؤكد على أمرين هامين الأول هو حرص جلالة الملك المفدى أيده الله واهتمامه الكبير غير المستغرب بخدمة الدين الحنيف والقرآن الكريم، والعلوم الشرعية والدراسات المتعلقة بالشأن الإسلامي، وهذا الصرح سيكون بالتأكيد رافداً مهماً من روافد العلم والمعرفة والبحث في علوم الشريعة الإسلامية، والأمر الثاني هو التقدير البالغ والكبير من جلالته حفظه الله ورعاه لشخصية بحرينية لا يختلف اثنان على حبها واحترامها وتقديرها وهو سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة رحمه الله، فجاء هذا الصرح العلمي الكبير ليحمل اسم الفقيد تأكيداً على مكانته الكبيرة في هذا الوطن الذي خلد ذكراه عبر إطلاق كليه إسلامية تحمل اسمه.

إن وجود كلية سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة للدراسات الإسلامية من شأنه إثراء البلاد بطلبة علم وشريعة مميزين، يخدمون دينهم ويساهمون في ارتقاء وطنهم في هذا المجال الهام، وهذا ما تحتاجه البلاد فعلاً، وجلالة الملك توج تلك الحاجة عبر أمره السامي بإنشاء هذه الكلية، لتحصد البحرين ثمرات نشاطها المتميز في الدراسات الإسلامية، خاصة وأن هذه الكلية -وكما هو متوقع- ستكون رافداً مهماً للوطن لتقديم خريجين متميزين بمشيئة الله في الشريعة الإسلامية ومؤهلين يؤدون دورهم الحيوي بكفاءة وإخلاص خدمة لديننا الحنيف ونهوضاً ببلادنا في هذا المجال الهام.

كل الشكر والتقدير لجلالة الملك المفدى على إطلاق اسم الفقيد الراحل سمو الشيخ عبدالله بن خالد على كلية متخصصة للدراسات الإسلامية، وهو تكريم من الكريم لمن يستحق التكريم، فلا يمكن نسيان ما قدمه سموه رحمه الله، وخدماته وإسهاماته الكبيرة والمتعددة في خدمة الدين الحنيف ونشر تعاليمه وقيمه السمحة والدعوة إلى الخير والصلاح، ودوره البارز في إثراء مسيرة القضاء البحريني وتطوير مختلف القطاعات الدينية، بالإضافة إلى بصماته الواضحة رحمه الله في العديد من المجالات الإنسانية والخيرية والثقافية والتاريخية، ومن الرائع جداً أن هذا التكريم جاء في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، وهذه المبادرات الملكية ليست غريبة على جلالته حفظه الله فهو سباق دائماً لذلك.

إن البحرين تملك زاداً بشرياً يتميز بالعطاء لهذه الأرض والإخلاص لها ولقيادتها، وبالتأكيد هي شخصيات قدمت الكثير لبلادنا، بما لا يمكن أن ينسى وفي مختلف المجالات، ومنهم من توفاه الله ومنهم من لايزال موجوداً ونسأل الله لهم طول العمر، وما نرغب في التأكيد عليه هو عدم نسيان الأجيال القادمة لتلك الشخصيات الوطنية، التي قدمت كل ما تملك لوطنها، بل إن بعضهم رحل عن دنياه وهو بالكاد يملك شيئاً، ولكنهم تركوا محبة وتقديراً شعبياً كبيراً لا يقدر بثمن، ومثل هؤلاء هم أيضاً يستحقون التكريم وتخليد أسمائهم وعدم نسيانهم وتعريف الأجيال القادمة بهم وبما قدموه لوطنهم، ومن كان حياً منهم فلا بد من المبادرة إلى تكريمه وإشعاره بالتقدير لعطائه بما يتناسب مع ما قدمه طوال مسيرته وخدمته لوطنه وسعيه إلى رفع اسم البحرين في مختلف المحافل.