الجرح الأول:

لم تحرق الصناديق الانتخابية في العراق صدفة، بل من حر ما في الطهرانيين، كرد فعل على إصرار مقتدى الصدر على دوره وموقفه العروبي، الذي استلزم من قبلهم منعه من قطف ثمار المعركة والنتائج التي حققتها كتلته، فكانت الصناديق الضحية. لقد أثار الصدر حنق كثيرين حوله لأنه أراد ببساطة التخلص من الأيدي الإيرانية العابثة ببلاده، ولأنه كأي مواطن مخلص أراد لعراقه أن يتخلص من الإدارة الطهرانية البائسة التي عاثت في أرضه وأرض آبائه فساداً، ومازالت تعمل على ذلك من خلال تقويض الحريات باللين أو بالقوة لا يهم، ليأتي سيناريوهان لا ثالث لهما، إما تفصيلها لانتخابات على مقاسها، أو لا انتخابات ولا صناديق ولا هم يحزنون.

الجرح الثاني:

تتوالى الإفلاسات الطهرانية في سوريا، وأكثرها كارثية عليها الإفلاس السياسي الكبير جرّاء النفوذ الروسي هناك، ومطالبة موسكو للطهرانيين بترجل بغالهم العرجاء والعودة على أعقابهم خروجاً من سوريا، يأتي بخطٍ موازٍ الإفلاس العسكري الطهراني في سوريا جرّاء الضربات الإسرائيلية التي أزهقت أرواح كثير من جند إيران وأدواتها، وأكبر إفلاس يواجهه النظام الطهراني اليوم في سوريا هو عدم القدرة على الانتظار لجني ثمار تدخل هناك منذ سنوات وتمويلها لحربها القذرة، لا سيما في ظل الانتفاضات الشعبية الغاضبة التي نددت بالدفع للأسد و«حزب الله» وطالبت بوقف ذلك كله، ما أجبر طهران على محاولة تحريك جبهات موازية في الجولان وغزة ولبنان.

الجرح الثالث:

الفشل الطهراني الآخر هو انتكاسات الحوثيين في الحديدة، وتقدم التحالف العربي، فالميليشيات الإيرانية الحوثية بدأت تفقد قادتها ومصادر تمويلها وقنوات وصول السلاح لها.

الجرح الرابع:

يتمثل هذا الجرح بخروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الذي قاد لانكشاف طهران أمام هجمات إن لم تشنها القوات الأمريكية فستشنها إسرائيل التي يعتقد قادتها أن السكين قد تم سنّها بما يكفي.

* اختلاج النبض:

ردة الفعل الإيرانية لا تكون سريعة في العادة. كما أن جبهتها الداخلية أضعف من أن تجعلها تقوم بما يرفع شعبيتها بين الكيانات التي تدور في فلكها، لذا نعتقد أن طهران ستختبئ تحت رداء المظلومية خلال الصيف كله، وتمتص الإهانات الدولية محاولة تجاوز الحصار الاقتصادي المرتقب اشتداده. فأين الخليجيون والعرب من استغلال حالة التراجع الإيرانية وشن هجوم لتعميق جراحها ولو عن طريق لعبة النفط أو لعبة التضييق على التصدير والاستيراد بين الموانئ الإيرانية والخليجية؟!!