أثار مقالي الأسبوع الماضي «ساعتا رعاية لذوي الإعاقة هدية العيد»، حفيظة مجموعة لا بأس بها من الإخوان والأخوات الذين استنكروا العنوان فقط، العنوان لا أكثر. وتلقيت تعليقات متنوعة كلها تصب في خانة واحدة، أنه حبذا لو تم استخدام تعبير «ذوي الهمم» عوضاً عن «ذوي الإعاقة»، وذلك كي لا تنجرح أحاسيس من يقرأ سواء من الأشخاص المعنيين مباشرة أو أهلهم وذويهم. علماً بأنني في المقال نوهت صراحة بالآتي «أن نقول طفلاً معاقاً، هذا لا ينقص من قيمة الولد أو الابن من شيء.. يكفي أنه فلذة كبدنا ونحن له ومعه مهما اختلفتم على التسميات، لأنه تبقى العبرة بالأفعال..».

يؤسفني أن أقول لكم وأعترف أنني لم أصل إلى الهدف المرجو ولكن الجولة لم تنته بعد.. صحيح أن البعض انتفض للعنوان ولكنه تغافل عن المضمون.. قرأ المقال وغض بصره عن الموضوع.. انتبه للكلمات ومحى من رأسه الحرقة والدموع الواردة بين السطور.

نعم!! فإن عنوان المقال لم أختره بشكل عشوائي وإنما كان مقصوداً.. وكنت أريد من خلاله أن أرسل رسالة مباشرة للمعنيين الذين يقولون بأنهم لسان الشعب وسنده وعضده كما يصفون. «لذا شو رأيكم هالمرة نتأمل ونرى إن كنتم بجد تمتلكون الهمة الحقيقية في إنصاف أبنائنا من ذوي الهمم كما تدعون؟!».

«ساعتا الرعاية» كانتا ولاتزالان مطلباً رئيساً كفله لنا جلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه. وفي نفس المرتبة نسأل عن النوعية في المتطلبات الصحية والأكاديمية والتدريبية. نحن من حقنا أن نطالب بجودة الخدمة المقدمة وليس الكم العددي من المراكز الموزعة يميناً ويساراً.

لمن لا يعلم.. أو غير مدرك، الابن من ذوي الإعاقة في حال كان حظه الطيب أنه يعيش في كنف أسرة تحبه وترعاه ولديها ميزانية جيدة جداً إلى ممتازة فإن حياته كلها وبصورة مستمرة تخضع إلى برامج التأهيل والتدريب كي يكون معتمداً على نفسه بالشكل اليسير. وطبعاً الأمر مختلف بحجم الإعاقة والتصنيف والتطوير.

يعني استنزاف دائم للأهل لطاقاتهم الجسدية والنفسية التي لا يعلم بها إلا الله سبحانه. بالنهاية أعيد وأكرر الجمر لا يحرق إلا مكانه، وعندما يكتوي المسؤولون آملين ذلك من نفس النار حينها سوف نسمع دوي أصواتهم «ارحموا أبناءنا»، وأشك بذلك لأنهم منعمون في حرير ولن يشعروا بحرقة المعيل المسكين. علماً بأن الرحمة لا تباع ولا تشترى.. وغير قابلة للمساومة لا من قريب ولا بعيد.. والسلام ختام يا أصحاب الهمم العالية.