لعل أبرز ما ميز النسخة الروسية من المونديال الكروي التي وصلت إلى أمتارها الأخيرة، هو خروج المنتخبات الكبيرة والمرشحة لنيل اللقب، وفي مقدمتهم حامل اللقب المنتخب الألماني الذي ودع البطولة في وقت مبكر جداً وصف بأنه وداع تاريخي لم يسبق أن تعرضت له الكرة الألمانية منذ أكثر من ثمانين سنة!

تبعه الخروج البرازيلي المفاجئ على يد الحصان الأسود للبطولة المنتخب البلجيكي المدجج بالنجوم، وقبل ذلك ودع المنتخب الأرجنتيني البطولة مبكراً بسقوطه المرير أمام الديوك الفرنسية في واحدة من المباريات المثيرة.

ليس هذا فقط بل إن خسارة الماتادور الإسباني بالركلات الترجيحية أمام المنتخب الروسي صاحب الضيافة يدخل هو الآخر في قائمة هذا الملف لكبار المودعين للبطولة، إذ إن هذه المباراة أكدت بأنه لا جدوي من الاستحواذ السلبي وإن مباريات كرة القدم تحسم بالأهداف وليس بالاستحواذات!

خروج المنتخب البرتغالي -بطل أوروبا- يأتي في نفس الإطار ويؤكد بأن كرة القدم ليست لعبة النجم الأوحد بل هي لعبة جماعية تلعب فيها قراءات المدربين وحنكتهم دوراً كبيراً.

حتى النجوم الكبار من أمثال ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو ونيمار جونيور واندريس انيسستا لم تشفع لهم نجوميتهم لمساعدة منتخباتهم على الذهاب إلى أبعد من دور الثمانية، مما يعزز قاعدة "كرة القدم لعبة جماعية" وإن أمثال هؤلاء النجوم بإمكانهم المساهمة في تفوق منتخبات بلدانهم عندما يجدون حولهم من يعينهم على التألق وعندما تتوافر لدى مدربيهم القدرة الفائقة على قراءة الخصوم والتعامل معهم بجرأة احترافية لا كما فعل الأرجنتيني "سامباولي" أو كما فعل مدرب الطوارئ الإسباني "فرناندو هيرو" أو حتى كما فعل الألماني المحنك يواكيم لووف!

مونديال روسيا الذي يقترب من نهايته أكد تفوق الكرة الأوروبية على نظيراتها الأخريات وبالأخص الكرة اللاتينية، وأصبح اللقب محصوراً بين أربعة منتخبات أوروبية، اثنان منهما سبق لهما الظفر باللقب هما إنجلترا وفرنسا، بينما تحلم كل من بلجيكا وكرواتيا بالفوز بهذا اللقب العالمي للمرة الأولى، وهذا ما ستفصح عنه الساعات القليلة المتبقية من عمر هذا المونديال الناجح تنظيمياً وجماهيرياً وإعلامياً والمتواضع فنياً!!

***---***

أحمد