* أجمل حب هو ذلك الحب الذي أتنفس به كل لحظة حباً للمولى الكريم.. أحبك ربي وأشكرك على كل نعمة أنعمت بها علي من قديم أو حديث أو سر أو علانية.. لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.. شكراً يا ربي شكراً.. رسالة حب أكتبها قبل كل رسائل الحياة.. لأنها من تعينني على الخير الذي أعيش في ظلاله في دنيا البشر.

* هناك من يعيش معك بحب لأنه يحبك بالفعل.. يتلمس حاجاتك ويشد من أزرك في أحوال الحياة، ويهب إلى مساندتك في كل شؤون وشجون العيش.. ليس من أجل شيء يبتغيه.. سوى رضا الملك الديان.. لأنه يعتبرك نقطة مضيئة في حياته، ومسلكاً مهماً من مسالك القرب من الله.. إن من يعيش معك بقلبه.. هو الذي يبقى معك في كل أحوال الحياة.. مهما تغيرت الأحوال وتبدلت الأزمان واشتدت بك الظروف.. أولئك الذين تتبادل معهم همسات الحب.. هم المعين الصافي في حياتك.

* هو أحد قطوف زمان مضى.. لم تغيره الأيام وظلت مساحات الحب التي تجمعك معه واضحة الأثر بعد كل تلك السنوات.. هو على قناعة تامة بأن فرحته هي فرحتك.. فناداك في أجمل مواقف حياته التي يسعد بها.. حتى تشاركه هذه الفرحة.. ما أجمل قمة الوفاء التي نتعامل بها.. وتخفف عنا لوعات الأيام.. فجزاه الله خيراً وأسعده كما يسعد من أحبه.

* سمت أهل الطيبة من "زمان الطيبين" لم يتغير.. أولئك من حباهم المولى الكريم "طيبة القلب" و"جمال المعشر"، وكان شعارهم الدائم "السنع يا أهل السنع".. من بقي منهم -أطال الله في عمرهم- يضربون أروع الأمثال في القدوة وفي التعامل والاحترام مع كل الفئات.. اعتاد أن ينتظرني في الخلف حتى يسلم علي ويصافحني بل ويقبلني قبلة أبوية.. إنه "بومحمد" اعتاد أن يكون بانتظاري في الخلف بعد كل صلاة فجر.. مرة من المرات تأخرت في الأمام.. ثم انطلقت للخروج ولم أنتبه.. فإذا به جالس على الكرسي بانتظاري.. لماذا يا بومحمد أتعبت نفسك؟ فرد برد أبوي حانٍ: "يا يبه إذا ما نسلم على بعض ونشتغل حق آخرتنا شنهو إلي بيفدنا غير ذي". هم آبائي الذين أتلذذ بتقبيل جباههم الزكية.. شكراً بومحمد علمتني درساً لن أنساه ما حييت.. وفتحت لي باباً للخير وللأجر.. مع إشراقة شمس كل يوم جديد.. تعلمت ألا أنصرف سريعاً دون أن أتحرى الأجور وأصافح كل من أجده أمامي.. وأن أسلم مع بداية كل يوم على أحبابي وأصدقائي.. فلا أعلم ما ينتظرني في الغيب..

* في بعض الأحيان نستعجل في تحقيق الآمال، وفي الوصول إلى تلك المساحات التي حلمنا بها يوماً ما.. ولكن لا نعلم أن من وراء ذلك عظات وحكماً لا يعلمها إلا الله.. وحوادث مبطنة برحمات.. نتعلم من هذه الدروس أن ننثر بذور الحب في كل خطواتنا حتى لا نستثقل تبعات الطريق، وحتى لا نسأم من المسير في ظل تأخر تحقيق الطموحات والآمال.. هو الحب الذي نسعد به حتى لا يعتري حياتنا شؤم الكسل والفتور والتردد.

* في سنة من سنوات الخير والعطاء، خصصت عموداً تحت مسمى "يا أبنائي" كنت أرسل من خلاله إشارات مضيئة إلى جيل يعشق التحدي والعطاء، ويحلم بالآمال العريضة.. فإن أحببت أن أعيد تلك الرسائل المضيئة فإني أعيدها في زمان غير ذلك الزمان.. أجدد حروفها بحروف حب تزيل أثقال الحياة وترسبات النفوس بين الآباء والأبناء.. أقول: يا أبنائي مهما قست علي الحياة وكنت في حياتكم مجرد (هامش حياتي) بعد أن كنت يوماً ما ذلك المتكأ الذي تتكئون عليه في أيام حياتكم، وذلك الحضن الدافئ، واليد الحانية التي تدللكم وتأخذ بأيديكم إلى الخير.. مهما قست علي الحياة.. فسأكون لكم نبض الحب والحنان الذي ينبض داخل صدوركم حتى الرمق الأخير.. لأنكم فلذات كبدي.. وكل أنفاس حياتي.. ومن أجلكم أجد في السير وأقطف ثمار الخير.. فأنتم أمانة.. يرتاح الفؤاد عندما تقبلون على تكوين أسرة زوجية سعيدة.. هنا أتمنى أن أقول لكم: "أسعدكم الرحمن يا أبنائي كما أسعدتموني في دوحة الحياة". اللهم إنا نسألك بر الأبناء بآبائهم.

* كتبتها في سابق الأيام.. لا تقرصك مفاجآت الأيام، بل تعامل معها بسكينة واطمئنان واسكب عليها ماء الثقة بأقدار الله.. "لعله خير".. تخلص من عاداتك "السلبية" ولا تهز رأسك أسفاً على أي فرصة فاتت.. بل انطلق "بسعادة" من جديد، وبتجربة جديدة أنت على يقين بتحقيق نجاحاتك الباهرة من خلالها.. نظف أرضك من غبار التشاؤم، واغسلها بماء الإيمان واليقين.. وتذكر أن اسمك ضمن قائمة "السعداء".. حينها ستعيش بسعادة وتتنسم نسماتها المنعشة.. استخدم الكلمات الحلوة، وتكلم بلغة السعادة، وقدم "زهرة" اكتب على بطاقتها "مع خالص سعادتي".. استخدم تعابير السعادة "بلسانك الحلو" وارسم "وجه البهجة والسعادة" في كل رسالة وبطاقة ترسلها للآخرين.. عندما تقابلك شخصيات الشؤم والبؤس والنظرات السوداوية، فلا تلتف إليها ودعها تعيش في "ظلامها الدامس" وقابلها بكلماتك الحلوة وعبر عن سرورك وبهجتك في حياتك.. كن صاحب عزيمة متقدة تجابه خطوب الدهر ونوائبه ولا تكتب على جدران حياتك عبارات الفشل والإحباط.. احذر من الظلام الحياتي الذي يدفعك إليه بعض النفوس المتشائمة، بل كن على ثقة بتوفيق الله تعالى وباستجابته لدعواتك المخلصة بلا عجل..

* يقول الشيخ سلمان العودة: "اللغة التي تتحدثها تبين عن مدى سعادتك، وأكثر من ذلك فاللغة التي تتحدثها تصنع سعادتك أو تصنع نقيضها.. أفعال الآخرين هي في مرمى بصرك أو سمعك، وليست هي مصدر سعادتك أو شقائك، بل رد فعلك واستجابتك التي يعبر عنها لسانك، هي سر الحالة النفسية التي تعيشها".

ومضة أمل:

شكراً لكل قلب بسيط أشركني في خطوات حياته وفي دعواته وفي همسات حبه.