شجعتني ابنتي "الله يحفظها" على ممارسة المشي في منتزه الأميرة سبيكة بنت إبراهيم في عوالي، لعلمها بأنني لا أحبذ المشي في مكان يعج فيه ضجيج السيارات كالممشى المخصص في منطقتنا السكنية، لم أكن أتصور متعة المشي في المنتزه بصراحة، حيث المساحات الخضراء والأشجار المتنوعة والمسطحات المائية، بالفعل متعة المشي تكمن في المكان وانعكاسه على نفسية الشخص أثناء ممارسته للرياضة بكل أريحية، الجميل في منتزه الأميرة سبيكة بنت إبراهيم أنه مكان مهيأ للمشي والتجمعات العائلية رغم مساحة المكان الصغيرة نسبياً فمساحته تمتد لنحو 43 ألف متر مربع ولكن تصميم المساحات الخضراء والممرات من بينها "تشرح النفس". من الأشياء التي تسعدني وأنا أمارس المشي في المنتزه هو انتشار أنواع عديدة من النخيل، وبما أننا في موسم الرطب فالنخل تفرد بين الأشجار بأنواع وأشكال وأحجام عديدة من الرطب، ولأنني أحب الرطب وأفضله عن التمر فالنفسية بالغة سعادتها، وأتمنى من جميع المنتزهات والحدائق الاقتداء بمنتزه الأميرة سبيكة في الاهتمام بزراعة الكثير من النخل بشتى أنواعه حتى نعود إلى زمن بلد المليون نخلة بأصنافها العديدة، وأهمية الاعتناء بالأشجار التي تتميز بها البحرين مثل شجرة اللوز وشجرة البمبر وأشجار الليمون والمانجا البحريني وأشجار الصبار، فهذه الأشجار هي ما تميز البحرين وهي من أهم محاصيلها بالإضافة إلى بعض أنواع الخضروات والفواكه والنباتات العطرية، وبذلك نكون قد حافظنا على الزرع البحريني من الزوال أو التلاشي في ظل استيراد العديد من البذور من شتى دول العالم لتتم زراعتها في المملكة.

منتزه الأميرة سبيكة افتتح في عام 2010، حيث تفضلت صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى حفظها الله بافتتاحه، فصاحبة السمو حريصة على العناية بالزراعة ومهتمة بنشر ثقافة الزراعة والاعتناء بالمسطحات الزراعية البحرينية، والمنتزه تابع لشركة بابكو كمبادرة هامة في الحفاظ على البيئة وأحد التزاماتها بالمسؤولية الاجتماعية، أرجو من الشركة المحافظة على المنتزه والاستدامة على الاعتناء به وبنظافته وإدخال الأشجار والنباتات النادرة، فالمكان بالفعل يشرح النفس ويضفي سعادة وبالأخص عندما تستنشق الهواء النظيف، وفكرة الاشتراك السنوي لارتياد المنتزه فكرة سديدة وفي محلها.

اهتمام الشركات الصناعية بالبيئة يعكس مدى اهتمام هذه الشركات بصحة الفرد، والمبادرات في إقامة منتزهات وحدائق تحقق الكثير من المكتسبات منها التشجيع على ممارسة الرياضة والتشجيع على الزراعة واستغلال المساحات في المنزل للزراعة، بالإضافة إلى الحفاظ على المحاصيل الزراعية البحرينية.