هكذا تبرهن نساء البحرين واحدة تلو أخرى على ألا نهاية لأحلامهن ولا سقف لطموحاتهن، وأن عزيمتهن وإرادتهن الصلبة تقودهن نحو العلياء في كل محفل ومجال يعزمن على اقتحامه، مهما كان صعباً، فلا صعب أو مستحيل أمام الإرادة والعزيمة الجادة.

لقد عبرت الطلعة الجوية بطائرة قتالية بقيادة حفيدة صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الملازم ثاني طيار الشيخة عائشة بنت راشد آل خليفة، عن إنجاز غير مسبوق للمرأة البحرينية في مجال الطيران الحربي والعسكري، وهذا هو ديدن البحرينية التي ما فتئت تقتحم مجالاً تلو الآخر لتضع بصمتها وتثبت نجاحها بفضل ما تنعم به من دعم لا محدود من القيادة الرشيدة.

إن هذا المنجز سيسجله التاريخ بلا ريب بأحرف من نور وسينقش اسم "عائشة بنت راشد" في سجل البحرينيات الرائدات، لتظل هذه القصة مفخرة وتجسيداً لروح العزيمة والإصرار لدى المرأة البحرينية.

وبإحرازها لهذا الإنجاز، فقد فتحت الشيخة عائشة الباب أمام شابات هذا الوطن للانخراط في حماية الوطن والذود عن مقدراته من خلال سلاح الجو الملكي، مؤكدة بإصرارها وعزيمتها على مقدرة المرأة البحرينية على الولوج إلى المجالات كافة مهما بلغ مقدار صعوبتها بما يصب في خدمة هذا الوطن وقيادته وشعبه.

إن الدفاع عن حياض الوطن هو شرف عظيم لكل مواطن بحريني -رجلاً كان أو امرأة- وذلك ما ترجمته الشيخة عائشة، من خلال إقلاعها بالطائرة الحربية القتالية "هوك" من قاعدة الشيخ عيسى الجوية في طلعة جوية استمرت ساعة واحدة، مسجلة بذلك أول إنجاز من نوعه في تاريخ سلاح الجو الملكي البحريني، وذلك بعد اجتيازها بنجاح المرحلة التدريبية الشاقة في الطيران العسكري وتخرجها من كلية ساندهيرست العسكرية العريقة.

ولعل هذا المنجز ليس بغريب على المرأة البحرينية المقدامة الطموحة والتي ما تركت مجالاً يمكن أن تخدم بلادها من خلاله إلا واقتحمته بعزيمة وإرادة وصبر، فهي الأم والمعلمة والطبيبة والقاضية والوزيرة والإعلامية والحقوقية وهي سر الحياة وغايتها ومذاقها.

مبارك للشيخة "عائشة بنت راشد بن خليفة" هذا المنجز الكبير ومبارك للبحرين وقيادتها بهذه الابنة البارة.. ومبارك للمرأة البحرينية هذا المنجز.. ودامت راية البحرين عالية شامخة خفاقة.