للسنة الثانية على التوالي تمنع الحكومة القطرية رعاياها من أداء فريضة الحج لأسباب سياسية، هذه الفريضة ينتظرها كثير من المسلمين لأدائها بالأخص أولئك الذين لم يحالفهم الحظ من قبل لأداء ركن أساسي من أركان الإسلام الخمس، فالمسلم بالتأكيد يحرص على أدائها لو مرة في العمر خشية أن تأتيه المنية ولا يستطيع أن يؤدي حقها كباقي الفرائض الأخرى لا سيما عندما يكون المسلم في كامل صحته واستطاعته بأن يلبي ما دعاه الله عز وجل إليه وفرضه عليه بقوله تعالى "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً"، فالحج والعمرة فريضتان من فرائض الإسلام قال تعالى: "وأتموا الحج والعمرة لله"، لذلك من يعرض عن الاستجابة لأمر الله في الحج فكأنما كفر بالله قال تعالى "ومن كفر فإن الله غني عن العالمين"، أعلم بان الجميع يعرف أهمية أداء الحج ولكن تكمن المصيبة عندما يسيس الإسلام وتمنع فرائض الله عز وجل، والطامة الكبرى عندما يكون الإعراض عن أداء مناسك الحج من الحكومة القطرية وليس من الشعب، حيث منعت الحكومة التقرب إلى الله عز وجل وذلك من خلال حجب رابط إلكتروني تم تخصيصه من الحكومة السعودية – وزارة الحج والعمرة السعودية - لاستقبال من لديه نية أداء فريضة الحج من القطريين عبر الرابط بعدما صدت وزارة الأوقاف القطرية عن التجاوب لإنهاء ترتيبات حجاج قطر للأراضي المقدسة.

وبين غضب القطريين من هذا الأمر يلزم مفتي قطر السكوت ويمتنع عن إصدار فتوة بهذا "المنكر" فيوسف القرضاوي يلزم الصمت ما يدعو ذلك إلى الريبة فأين دور مفتي قطر من تعنت الحكومة القطرية في السماح لحجاج بيت الله القطريين للأراضي المقدسة، "هنا" في هذا الأمر يتبلور دور المفتي ويتفاعل مع القضية المصيرية ويسعى بأن تكون له مبادرات حثيثة وجادة لوقف الاستهتار والإعراض عن دين الله، وعليه أيضاً واجب النصح وتكرار النصيحة للنظام القطري حتى وإن كانت هذه النصيحة ستكلفه الكثير من سحب للجنسية أو سحب ما يملكه من ثروة كبيرة وحتى وإن زج في السجون جراء فتوة ونصح، يأتي دور القرضاوي الآن في المسائل المتعلقة بالدين وبالشرع، فدوره أبداً لا يكون في تسيس الدين أو احتضان المتطرفين أو دعوة للإرهاب بغطاء إسلامي، عليه واجب نصح ولاة أمره، بدلاً من التستر على الاستهتار بدين الله، وتحريم أداء الحج على المسلمين، "ويا خوفي من أن يطلعون لشعبهم فتوة بتغيير القبلة"، كل شيء جائز.

حكومة قطر تحول بين الشعب وبين الله عز وجل وتصد عن سبيل الله للبيت الحرام، عجبي من حكومة تسمح لشعبها للسفر بغرض السياحة وتمنعهم من أداء فريضة الحج والعمرة، تسمح للروابط الإلكترونية التي تهدف للتسلية أو بث روح الفوضى بين بلدان العالم وتحجب عن الشعب رابط يصلهم إلى بيت الله، عجبي يا حكومة.