هل هناك أدنى شك اليوم لدى أي طرف مؤثر من الأطراف العالمية بشأن خطورة "التوسع الإيراني" في المنطقة، ومحاولة هذا النظام التأثير على الاستقرار الإقليمي لمنطقتنا الخليجية ومنطقة الشرق الأوسط؟!

اليوم الإيرانيون يهددون أهم معبرين مائيين اقتصاديين، من جهة تهدد إيران الناقلات النفطية في مضيق هرمز وتلوح صراحة باستهدافها وغلق المضيق، وبعد هذا التصريح بأيام، نجد عملاء إيران من الحوثيين يستهدفون من جهة أخرى مضيق باب المندب ويتعرضون لناقلتي نفط سعوديتين.

العملية أكبر من كونها استهدافاً لناقلات النفط السعودية، بل أنت تتحدث اليوم عن تأثير هذا الاستهداف على الاقتصاد العالمي، ومن يستفيد من النفط السعودي والخليجي من الدول الكبرى.

السعودية أوقفت عبور ناقلاتها التي تحمل ملايين البراميل النفطية من عبور باب المندب، في قرار سيؤثر بشكل مباشر على المستوردين العالميين، وكذلك سيزيد من الأسعار في حال اتخاذ مسارات مائية أخرى للناقلات، وكل هذه الأمور لها تداعيات.

لكن الشاهد هنا بأن الاستفزاز الإيراني، وتلويحات الاستهداف وصلت لمستوى غير مسبوق، فإن كان عناصر النظام الإيراني هددوا بالكلام بشأن مضيق هرمز، فإن عملاءهم الحوثيين قاموا بالفعل المباشر عبر الاستهداف الصريح، بنفس أسلوب الاستهداف بالصواريخ على المناطق السعودية.

هذا الاستهداف فعل إجرامي آثم لا يجب السكوت عنه، وإن كان عملاء إيران في اليمن يظنون أنهم كانوا يستهدفون السعودية كونها في واجهة التحالف لأجل الحفاظ على الشرعية في اليمن، فإنهم بهذا الفعل يستهدفون المجتمع الدولي بأكمله، عبر محاولة ضرب عصب هام معني بالاقتصاد.

لم يتحرك الحوثيون إلا عبر إيعاز إيراني، وحين نأتي لربط فعلهم بتصريحات المسؤولين الإيرانيين تتضح خيوط التواصل والعلاقة بشكل مكشوف وواضح، ما يدحض أية محاولات إيرانية للتنصل عما يحصل في اليمن، رغم الأدلة والإثباتات والشواهد التي تكشف أن الحوثي ليس سوى ذراع إيرانية تسعى لاختطاف بلد عربي وحكمه بالوكالة، وأن ما يصل هؤلاء من أسلحة وذخائر وصواريخ تقف وراءه إيران بشكل كامل.

لا بد اليوم من وضع حل دولي صارم بشأن ما تقوم به إيران من "بلطجة" في الإقليم، لا بد وأن يتم ردع هذا النظام الفاشستي الديكتاتوري الذي جرائمه تعدت قتل شعبه وتجويعهم ونهب ثرواتهم، وتمادت لتتدخل في شؤون الدول المجاورة.

حينما قال الأمريكان بأن إيران هي "رأس حربة" الإرهاب العالمي، فهم لم يخطئوا تماماً بشأن نظام يجند العملاء وينشئ الخلايا، ويحتضن في أراضيه إرهابيين من تنظيمات حزب الله والقاعدة وداعش. كذلك حينما قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان عن الخامنئي الإيراني بأنه "هتلر العصر الحديث"، فهو قدم التشخيص الصحيح لهذا الشخص الدموي المجرم الذي يتخذ الدين ستاراً له، ويحول المذهب لأداة يستعبد به الناس ويسيطر على إراداتهم.

مسألة زيادة العقوبات الاقتصادية على إيران قد تكون حلاً، لكن المتضرر الأكبر سيكون الشعب الإيراني الذي في قرارة نفسه يريد التخلص من هذه الإدارة المجرمة، بالتالي إعلان الخامنئي كـ"مجرم حرب" هو أول الخطوات، ويعقبها إعلان النظام الإيراني برمته كـ"نظام مجرم" تجب محاكمته والمسؤولين فيه بموجب قانون جرائم الحرب، هي الخطوة الثانية.

ومع ذلك كله، لا بد من التفكير بطرق وأساليب تطيح بهذا النظام، لأن شره لم يعد كامناً في حدود تضاريسه الجغرافية، بل تعدى على الدول بأنظمتها وشعوبها، مارس الاغتيالات واستهدف بلداناً، واليوم يهدد بضرب أهم موارد الاقتصاد العالمي.

هذا النظام الموغل في البلطجة العالمية لا بد له من "زوال" أبدي.