عندما نعود إلى سبعينات القرن الماضي، ونتصفح ذاكرة اجتماعات ومباحثات اتحاد الإمارات وما نتج عنه من قيام دولة الإمارات العربية المتحدة، فإننا نتساءل! ألم يكن حرياً على قطر منذ ذاك الوقت الانضمام إلى اتحاد الإمارات العربية بدلاً من إعلان استقلالها كدولة منفصلة عن هذا الاتحاد؟

لقد كانت قطر تفكر جلياً في تلك الفترة الانضمام إلى اتحاد الإمارات، إلا أنها وكعادة نظامها السياسي تلجأ إلى "التقليد السياسي" دون النظر إلى عواقب الأمور المستقبلية، حتى أنها عندما بدأت في تشكيل مؤسساتها الحكومية لم تقم بإنشاء دوائر خاصة بالدفاع والخارجية، كما دأبت عليه البحرين حينها، وذلك لوجود خيار لدى قطر في الانضمام إلى الاتحاد الإماراتي، إلا أنها عندما لاحظت أن البحرين قد أعلنت استقلالها بتاريخ 14 أغسطس 1971، سارعت قطر في سبتمبر 1971 للإعلان عن استقلالها.

وأما البحرين فقد كانت واضحة في مسارها نحو الاستقلال، حيث أنشأت مؤسساتها الدستورية والقانونية في إطار ما اقتضته مصلحتها الوطنية، ففي أوائل العام 1970م أنشأت البحرين مجلساً للدولة وشكلت دوائرها الحكومية بما فيها الخارجية والدفاع، كما أن الظروف السياسية لمملكة البحرين في تلك الفترة وما شهدته من أحداث، جعل من البحرين إعلان استقلالها كدولة كاملة السيادة.

لقد قامت فكرة إنشاء اتحاد الإمارات العربية بمبادرة من المغفور له بإذن الله الشيخ زايد آل نهيان، على مقومات إنسانية ومجتمعية رصينة، أهمها توفير حياة كريمة لمواطنيها ونصرة القضايا العربية والإسلامية وتمكين أواصر الصداقة والأخوة بين جميع الدول والشعوب على أسس ميثاق جامعة الدول العربية ومنظمة الأمم المتحدة، واليوم عندما نفكر قليلاً فيما يقوم به "النظام القطري" فإننا نستثني هذه المقومات النبيلة من السياسات القطرية، فأين هي قطر اليوم من المقومات الإنسانية والحفاض على الأواصر المجتمعية الرصينة وحسن الجوار؟ وأين هي اليوم من نصرة القضايا العربية والإسلامية؟ هل قطر اليوم هي قطر التي كنا نتطلع إليها؟

ربما فشلت قطر في خيارها بإعلان استقلالها، حيث لم يكن نظامها السياسي "سابقاً" يعلم الحال الذي ستصل إليه قطر اليوم بسبب نظامها السياسي "الحالي"، ولو كان الأسبقين على علم بقطر اليوم، فإنهم حتماً لن يترددوا في مواصلة انضمامهم لدولة الإمارات العربية المتحدة.

ولا أشك في لحظة أن دولة الإمارات العربية المتحدة ونظامها السياسي واتحادها وشعبها سيمنعون قطر اليوم من الانضمام إليهم تحت لواء العاصمة الاتحادية "أبوظبي"، ولكن هذا الخيار لا يتحقق اليوم في ظل النظام القطري القائم، الذي لا يحترم الجيرة الخليجية والعربية، الذي يمول الإرهاب لزعزعة الأمن والسلم في البلدان العربية، الذي يقتل الأطفال والنساء، الذي يمول حقائبه السوداء في شق الصفوف ونشر الفتن.

إن الشعب القطري يستحق أفضل مما هو علية اليوم، إذ يواجه العزلة بمحيطة العربي والدولي لسبب أخطاء لم يكن طرف بها، ولكن اليوم يدفع ثمن سكوته عن سياسة نظامة السياسي "نظام الحمدين الإرهابي"، القائم على الانقلابات والدسائس واحتواء الشواذ الذي ينبذهم المجتمع الدولي بسبب فكرهم المتطرف وإرهابهم الذي طال جل الدول العربية والمجتمع الدولي.

وهنا نوجه دعوة إلى العقلاء في "قطر" للتفكير جلياً في موضوع الانضمام إلى اتحاد الإمارات العربية المتحدة، فبدلاً من ترك النظام السياسي القطري "الحالي" يعبث بأمن وسلامة مواطنيه، ويعمد إلى تشتيت أواصر القربى والدم بين الشعب الخليجي الواحد، فإن الوقت أصبح مناسباً للعقلاء في قطر للتفكير في الانضمام إلى الإمارات العربية المتحدة، وأنا على يقين من أن هذا الانضمام سيعود بالخير الكثير على مواطني قطر، وسيدعم من الاتحاد والتحالف وسيجعل من قطر إمارة خليجية متطورة ومتقدمة، بدلاً من وضعها اليوم دولة فقيرة في سياساتها وشحيحة في سيادتها.