عندما أعود بذاكرتي لسنوات الإنجاز الأولى، أجد أن ثمة مشاهد لا تزال عالقة بالذاكرة عصية على النسيان بالرغم من مرور سنوات طوال أبرزها وأهمها على الإطلاق عندما حظيت بتكريم حضرة صاحب الجلالة ملك البلاد المفدى عن مقالة نشرتها في محطتي الصحفية الأم "أخبار الخليج"، ثم التكريم الذي حظيت به غير ذات مرة من لدن صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء الموقر.

مثل هذه المشاهد تظل ثابتة محفورة في ذاكرة المرء وذلك لأهميتها على الصعيد الشخصي والمهني والحياتي بصفة عامة، وتبقى مصدر فخر واعتزاز أبديين لصاحبها مهما تقدم به الزمن، خاصة ما إذا كان شاباً غضاً قد بدأ مشوار عطائه المجتمعي للتو.

ولذلك كان شعوري بالفرح عارماً وأنا أشاهد ثلة من خيرة شباب البحرين والخليج يتصدرون المشهد في حفل رقيق جميل يليق براعي الحفل وجمهوره والمحتفى بهم، يرعاه "زينة" شباب البحرين والخليج والعرب سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس الاتحاد البحريني لألعاب القوى الرئيس الفخري للاتحاد البحريني لرياضة ذوي العزيمة، لتكريم الفائزين بالمراكز الأولى في جائزة سموه للروائيين الشباب "24 ساعة".

إن هذا الحفل ما كان حفلاً والسلام .. بل هو نتاج جهد طويل للقائمين عليه منذ برزت فكرة هذه الجائزة لمسابقة هي الأولى من نوعها محلياً وإقليمياً، أعقب ذلك عمل دؤوب من قبل الأستاذ يوسف البنخليل رئيس تحرير صحيفة الوطن حتى تحققت واقعاً ملموساً كمسابقة "محلية" في نسختها الأولى ثم مسابقة "خليجية" في نسختها الثانية.

ولعل العناصر الأهم والأبرز التي تمنح هذه المسابقة أفضليتها وأهميتها هي: "الاختلاف"، و"التجديد"، و"التحدي"، و"إثارة الشغف"، حيث إن فكرة المسابقة في حد ذاتها تقوم على الابتكار وعدم النمطية من خلال منح المتسابقين فترة زمنية محددة بـ "24 ساعة" لكتابة رواية كاملة مكتملة الأركان، في أجواء يتاح من خلالها المناخ المناسب للكتابة الأدبية، وبشرط الابتعاد عن أية نوع من وسائل الاتصال والتواصل مع الآخرين، الأمر الذي يشعل جذوة الفكر ويوقد فتيل الإبداع من خلال التوحد مع الذات والموهبة ويضمن نزاهة المادة الأدبية المقدمة ومصدرها الشخصي الخالص.

وعلى الرغم من علو سقف المسابقة، إلا أن شبابنا كانوا على قدر التحدي يشجعهم في ذلك الاسم الغالي الذي توشحت به تلك المسابقة – اسم خالد بن حمد - فقد انبرى إلى المشاركة فيها 42 روائياً شاباً من مملكة البحرين ودول مجلس التعاون بدول الخليج العربية.

لقد جاءت هذه المسابقة لتؤكد مرة تلو أخرى على أن البحرين هي موئل العلم وموطن الثقافة وحاضنة الآداب، فمن رحم هذه الأرض خرج طرفة بن العبد والشيخ ميثم البحراني وابن المقرب العيوني وأبو البحر جعفر الخطيب ثم الأديب الرائد الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة وعبدالله الزايد وعبدالرحمن المعاودة وصولاً إلى الأستاذ الأديب والشاعر الكبير إبراهيم العريض رحمه الله وأدباء جيله ولاحقيهم.

وبالتالي فإنه ليس غريباً على الأرض التي أنجبت كل هؤلاء الجهابذة العظام، أن تخرج منها فكرة مسابقة نوعية كهذه تحتضن من خلالها الطاقات الشبابية الواعدة وتمهد لها الأرضية الصلبة للانطلاق في مجال كتابة الرواية العربية، من خلال التعريف بها وطباعة نتاجها الفكري وإتاحته للجمهور.

وفي الختام، أقول كشابة بحرينية - قبل كوني كاتبة صحفية - لكافة القائمين على هذه الاحتفالية "صحيفة "الوطن" البحرينية بالشراكة مع المكتب الإعلامي لسمو الشيخ خالد بن حمد بن عيسى آل خليفة":

شكراً لأنكم تبرزون الصورة الجميلة لهذا البلد..

وشكراً لأنكم تمنحون شبابنا البهجة وتفتحون لهم أبواب الأمل..

وشكراً لأيديكم المعطاءة التي ما فتئت تحرث هذه الأرض الطيبة فتحصد ثمراً يانعاً..

وشكراً لأنكم تكملون الدرب الذي خطته قيادة البلاد بأعلى هرمها وعنوانه الاستثمار في الطاقات الشبابية..