«إذا عرف السبب بطل العجب» هكذا قالوا الأجداد حتى وإن كان البعض يتحفظ على مسألة الأمثال ويعتبرها عملة قديمة واهترأت بسبب عوامل الزمان إلا أنها كثيرة هي الوقائع التي تحدث وتكون مجهولة الدوافع وراء فعلها وتكون محل عجب واندهاش؟!!

ننتظر «عائشة» ويفرغ صبرنا ولكنها تتغلى علينا... وصلت «عائشة» ولكنها لم تدخل.... نحتاج عائشة بشدة ولكننا نرفضها بعنف.... «عائشة» سبب سعادة بعض وهجوم وحرب مع بعضنا البعض... أهذا كلام واضح ومعلوم أو أن معنىً سيظهر بين السطور؟

«عائشة غول» هي اسم الباخرة المحملة بالوقود ومولدات الطاقة لإنعاش التيار الكهربائي في لبنان وتقليل ساعات الانقطاع المتواصلة. شح الكهرباء واعتبارها ضيفاً عزيزاً يبقى لسويعات قليلة وبعدها يختفي، فهذا أمر مرفوض في يومنا، حتى وإن كنا لانزال ننتمي إلى دول العالم الثالث. فالكهرباء تعتبر ركناً أساسياً لتسيير أمور حياتنا وهذه حقيقة غير قابلة للجدال.

لكم الخلاصة يا سادة يا كرام، الباخرة كان عليها أن تفرغ حمولتها في محطة الزهراني وهذه المنطقة تقع جنوب لبنان. ويمكن الأغلبية تعلم أن جنوب لبنان مهيمن عليه من قبل أحزاب لبنانية تتحسس من اسم «عائشة» والذي يذكرها باسم أمي وسيدتي وأمهات المؤمنين وليسوا الضالين «السيدة عائشة» زوجة رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، فعندما علمت هذه «الفئة الضالة» باسم السفينة رفضتها جملة وتفصيلاً لنثبت للعالم أجمع أن العنصرية الداخلية القائمة على الطائفية والمذهبية في المجتمع اللبناني هي سوسة قاتلة تفتك بالكيان الداخلي، تفوق بخرابها العنصرية القائمة لبغض أو رفض شخص آخر من جنسية أو عرق آخر.

بالمختصر، فلم يسمح لـ»عائشة» من دخول الإقليم اللبناني رغم الحاجة الملحة لها إلا بعد تغيير اسمها إلى «إسراء» بحجة درء الحساسية المفرطة عند بعض المتحسسين.

وفي المقابل لا أحد يعيش عناء وانتظار تغيير الأسماء إلا شعب كتب عليه أن يسير في ظلام لا يعرف له عنوان ولكنه موقع من نفس الجهة والمكان.. و»الشاطر إللي يقدر يتكيف ويعيش حتى وإن كان ما عنده تكييف في بلد المتحسسين».