الموضوعات التي يشغل من يعتبرون أنفسهم «معارضة» الناس بها في كل يوم أملاً في كسب التعاطف والقول بأنهم مظلومون وإن البحرين لا تلتزم بالمواثيق الدولية التي وقعت عليها لا يمكن أن يحققوا من خلالها أية مكاسب. المكاسب تتحقق من خلال الأبواب التي يعرفونها جيداً والتي لا تكلفهم سوى إعمال العقل والتعامل مع الأمور بواقعية. ولو حصل أن تعاطف البعض مع ما يقولون أو يقومون به وقالوا بمثل ما يقولون وشجبوا ونددوا واستنكروا بل حتى لو شاركوا في إضراب هنا أو تجمع هناك وقامت الفضائيات «السوسة» كلها بالدور المنوط بها فإن المكاسب تظل محدودة لأنها لا يمكن أن تدفع في اتجاه التوصل إلى حل ينهي المشكلة، وهذا يعني باختصار أن ما يقومون به كله دون القيمة.

الآخرون قد يتأثرون بما يسمعون ويقرأون ويشاهدون لكنهم في النهاية ليسوا ذوي العلاقة وقد لا يهمهم إن حصلت مكاسب أم لم تحصل فما يفعلونه لا يتعدى التعبير عن التعاطف لسبب أو لآخر وقد يكون مجاملة لبعض الذين يعرفونهم أو تربطهم بهم مصلحة.

ترى ما قيمة الجهد والوقت الذي يبذلونه في الحديث عن أن استقلال البحرين حدث في هذا اليوم أو ذاك؟ وما قيمة الجهد والوقت الذي يبذلونه في الحديث عن الرعاية الصحية التي توفرها البحرين للجميع وفق القوانين الدولية؟ وما قيمة التصريحات التي يدلى بها إلى تلك الفضائيات التي تعتقد أنها بمنحهم المساحات بكرم حاتمي تدعم وتؤازر بينما الحقيقة والواقع يؤكدان أنها إنما تعمل لمصلحة مموليها وتتسبب في تعقيد المشكلة ؟

كل هذا الذي يقوم به أولئك لا يوصلهم إلى ما يأملون ولا إلى أي حل يتحقق معه الحد الأدنى من الذي يريدون. ليس هذا هو الطريق المفضي إلى النهاية المعقولة، وليس هذا هو الطريق الذي يمكن عبر سلكه إيقاف النزيف الذي يعانون منه ويمكن أن يقضي عليهم إن لم يتوقف سريعا . ولو أنهم تمعنوا جيدا فيما يحدث في المنطقة لتبينوا أن من شدوا به ظهرهم صار بحاجة إلى من يعينه على اجتياز مرحلة العقوبات الاقتصادية الجديدة والتي بدأت تتضح ملامحها، فالحال التي صار فيها النظام الإيراني اليوم بسبب العقوبات الأمريكية يصعب معها عليه غير إبداء التعاطف وبث ونشر التصريحات عديمة القيمة.

لهذا فإن كل المأمول من استمرار أولئك في أسلوبهم ذاك لا يمكن أن يتحقق لأنه غير واقعي ونواتجه هزيلة، فلا التعاطف مع ما يرفعونه من شعارات وما يطرحونه من قضايا ينفعهم ولا مشاركة الأجانب في الفعاليات التي يقيمونها هنا وهناك تحقق لهم أية مكاسب، وعليه صار لزاماً أن يعيدوا النظر في الوضع الذي صاروا فيه وينظروا إلى الأمور بواقعية ويحكموا العقل الذي سيدفع بهم تلقائياً إلى الباب الذي يفضي إلى النهاية التي ترضي الشعب وترفع عنهم العتب واللوم.

الحل يتوفر هنا، في الداخل، وليس في الخارج. الحل في السعي للوصول إلى الطريق الذي يمكن أن تلتقي فيه الحكومة معهم وتسمع منهم وتعينهم على تحقيق ما يريدون أن يتحقق لو كان فيه مصلحة للشعب. الحل في العمل على إيجاد الأرضية التي يمكن أن يقف عليها كل ذوي العلاقة ويعملون معاً على توسعتها وينطلقون منها.

كل الذي جربه أولئك في السنوات السبع الماضيات لم يفض إلى مفيد ولن يفضي إلى أي مفيد لو أنهم استمروا في الأسلوب المعتمد لديهم والمتمثل في تبني برامج غير ذات مردود ولا تعمل إلا على توفير ما يشغل فراغ الفضائيات «السوسة» .

الأنشطة التي يقومون بها هذه الأيام ويعتقدون أنها ستحقق لهم المكاسب ستزيد من تعقيد المشكلة لأنها غير ذات قيمة.