قبل حوالي عام مضى، كتبت مقالاً عنونته بـ»القوة الناعمة البحرينية.. ذخر استراتيجي للخليج»، ركز على المركز الأول الذي حظيت به مملكة البحرين كأفضل وجهة في قائمة «أفضل وأسوأ الوجهات لإقامة الوافدين حول العالم»، بحسب التصنيف السنوي لمؤسسة «انترنيشنز» الدولية «Internations». وكنت قد ذكرت في المقال المؤشرات التي وضعتها المؤسسة وتفوقت فيها البحرين من بين دول العالم المختلفة، من بين ذلك الترحاب الشعبي، وقوانين العمل، والبيئة المناسبة للحياة الأسرية والعمل، فضلاً عمّا عكفت البحرين على توفيره من سبل إقامة وحياة أفضل للوافدين.

وأكاد أجزم ونحن بانتظار إعلان نتائج المسح والتصنيف لعام 2018، أن البحرين لن تبارح مركزها الأول هذا العام، نتيجة الجهد التراكمي البحريني في هذا المجال، وإنني إذ وقفت في المقال الفائت قبل عامٍ مضى على القول إن البحرين ذخر استراتيجي لدول خليجية أخرى لم توفق بما يكفي في هذا التصنيف، فقد «اعتادت دول الخليج العربي أن تمد بعضها بعضاً بكل ما أوتيت من إمكانيات من أجل إنجاح مسيرة العمل التعاوني الخليجي المشترك، وانطلاقاً من وحدة المصير والأهداف، وبينما أسهمت كثير من الدول فيما لديها من مقومات من أجل النهوض بمملكة البحرين في بعض الأصعدة ودعمها، وكذلك هي البحرين على أصعدة أخرى، لعله أصبح بالإمكان أن يضاف إلى رصيد الإسهام البحريني في تلك المسيرة المشتركة، إسهاماً جديداً يجعل من العمالة الأجنبية ذخراً استراتيجياً لعموم الخليج العربي، ولعل من الأجمل لو تمكنت المملكة من جعل هؤلاء الوافدين يقدمون للمملكة ما لديهم بحب، ويسندونها في أزماتها جنباً إلى جنب مع مواطنيها، وكنت قد عززت ذلك بأمثلة أخرى تتعلق بزوار البحرين من الخليجيين، تلك الزيارات التي تشكل جانباً مهماً من اليوميات البحرينية، والتي يتبادل فيها مواطنو البحرين مع أشقائهم في دول الجوار الخليجي الود ويستقبلهم بترحاب بالغ، وربما هو مثال حيّ تشهده أيامنا هذه إذ الإجازة الصيفية التي اختار فيها كثير من الخليجيين البحرين وجهة للسفر والاستجمام وقضاء إجازة الصيف.

* اختلاج النبض:

لا غرو في أن البحرين قد حققت في تنافسية عالية مركزها الأول كأفضل وجهة للوافدين العام الماضي، وما زلنا نستشرف احتفاظها بالمركز العام الراهن، ولكن ثمة سؤال عابر.. هل حققت البحرين نفس المركز أو بدرجة مقاربة بشأن رضا المواطنين البحرينيين عن ظروف معيشتهم في مملكة البحرين؟!! أعتقد أن سؤالاً عريضاً كهذا يستحق مسحاً –ولو سرّياً– لإيجاد النتائج، وبالتالي البحث في سبل تطوير حياة المواطنين – وهم أولى بالتأكيد.