* برنامج الأمم المتحدة لتنمية الشباب يعطي الأولوية لإتاحة الأنشطة الترفيهية

* "إتاحة مساحات مأمونة للشباب للتفاعل والحوكمة" شعار اليوم العالمي للشباب لعام 2018

* الشاب البحريني ينشد اليوم من يدعم تحدياته المهنية والدراسية ويحدد بوصلة اختياراته

* مستقبل التوظيف والعثور على الوظائف أكبر تحديات الشباب البحريني

* البحرين تهتم كثيراً بتمكين الشباب رياضياً وتطبيق الاحتراف الرياضي

* تخصصات تحتاج لتركيز وتفريغ تام لأصحاب المواهب والإبداعات لإبراز اسم البحرين

* اكتشاف الطاقات الشبابية المبدعة يعزز من جعل البحرين وجهة للإبداع الشبابي في المنطقة

منى علي المطوع

حسب موقع الأمم المتحدة الرسمي يوجد حالياً 1.8 مليار شاب تتراوح أعمارهم بين 10 و 24 سنة في العالم، وهذا هو أكبر عدد من الشباب على الإطلاق، وفي 17 ديسمبر عام 1999 أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة في قرارها 120/54 إعلان 12 أغسطس من كل عام بوصفه يوماً دولياً للشباب، ليكون بمثابة احتفال سنوي بدور الشابات والشباب كونهن شركاء أساسيين في التغيير، فضلاً عن كونه فرصة للتوعية بالتحديات والمشكلات التي تواجه أولئك الشباب والشابات في كل أنحاء العالم.

وقد اختارت منظمة الأمم المتحدة موضوع عام 2018 بمناسبة الاحتفال الدولي بيوم الشباب «إتاحة مساحات مأمونة للشباب» والموضوع يسلط الضوء على حاجة الشباب إلى مساحات مأمونة، حيث يمكنهم الاجتماع والمشاركة في أنشطة تتعلق باحتياجاتهم ومصالحهم المتنوعة فضلاً عن المشاركة في عمليات صنع القرار والتعبير عن أنفسهم بحرية.

ونحن نستقرأ موضوع هذا العام؛ لفت نظري موضوع مقارب للوضع العام الذي يحتاجه الشباب في مملكة البحرين، حينما ورد في موضوع الأمم المتحدة لهذا العام أن المقصود بالمساحات المأمونة التي من الواجب إتاحتها للشباب، هي المساحات المدنية المخصصة للشباب للمشاركة في قضايا الحوكمة، والأماكن العامة للشباب كفرصة المشاركة في الألعاب الرياضية والأنشطة الترفيهية المجتمعية الأخرى، كذلك الأماكن الرقمية التي تشجع الشباب على التفاعل فعلياً عبر الحدود مع الجميع.

من الملاحظ أن أكبر تحدٍ يواجه الشباب في مملكة البحرين حالياً هو مستقبل التوظيف في مملكة البحرين ومسألة العثور على الوظائف المناسبة، وما هي القطاعات التي يحتاجها سوق العمل أمام التغيرات العالمية في قطاعات الأعمال، حتى يتمكن الشباب من تحديد بوصلة التخصصات الأكاديمية التي يجب التركيز عليها أمام تزايد عدد حالات البطالة بين الشباب مؤخراً، بعضهم يحمل شهادات لتخصصات دراسية تم الاكتفاء منها أو لم تعد مطلوبة في سوق العمل.

ورغم وجود تصريحات مطمئنة من الجانب الحكومي بوجود استراتيجيات لخفض نسب البطالة، حيث بلغت في عام 2017 ما نسبته 4.2% وهي نسبة مقبولة عالمية، إلا أنه من الملاحظ أن هناك تزايدا في عدد العاطلين خلال السنتين الماضيتين بالذات فيما يخص الفتيات، حيث تردنا في الصحافة العديد من الحالات التي تبحث عن وظائف وتناشد الجهات المسؤولة بإيجاد وظائف وأنهن أمضين سنوات عدة في البحث عن أي وظيفة.

حيث ذكرت إحداهن لنا أنها أمضت أكثر من سبع سنوات للحصول على وظيفة دون جدوى! لتقول «اقترب عمري من منتصف الثلاثين عاماً ومازلت أبحث عن وظيفة لتخصص دراسي جامعي لم يعد مطلوباً في سوق العمل، ولا أعلم ما المستقبل الذي يواجهني، فإن لم أتوظف حالياً وأنا في هذا السن الكبير فمتى سأتقاعد وتكون لي حقوق تضمن لي العيش الكريم؟».

كما أن كثيراً من الشباب البحريني اليوم يحاول الاعتماد على نفسه من خلال الحصول على وظيفة مهما كانت نوعية هذه الوظيفة، لتؤمن له تسديد رسومه الدراسية عند التحاقه بإحدى الجامعات الخاصة، سيما أن كان يعيش في منزل لوالد متقاعد عن العمل أو راتبه يذهب معظمه لتسديد ديون متراكمة والأم لا تعمل وهناك أكثر من شقيق وشقيقة بنفس عمره يدرسون ما بين المدارس والجامعات الخاصة. فمثل هذه التحديات التي تواجه العديد من الشباب البحريني اليوم تحتاج لمن يكون قريباً من هؤلاء الشباب وهمومهم ويلامس تحدياتهم اليومية التي يواجهونها.

هناك حاجة ملحة اليوم لطرق هذا الملف وتباحثه بين الأوساط الشبابية نفسها وإيجاد مساحات تتيح للشباب «التنفيس» والتحاور والنقاش لتباحث علاج هذا الملف الآخذ في الازدياد، والوقوع على الأسباب الحقيقية والجوهرية لتزايد حالات البطالة بين شرائح عديدة من الشباب، وضمان ألا تكون البطالة محددة نحو فئات معينة في المجتمع البحريني دون غيرها، والتحديات التي يواجهونها في العثور على وظائف مناسبة تتناسب مع طموحاتهم وتلبي حاجاتهم المهنية وتوجهاتهم.

إلى جانب تحديات الموازنة ما بين وظائفهم ودراستهم، بحيث تتوافر لديهم بيئة محفزة تشجعهم على إكمال الدراسة الجامعية وتمكنهم من تطوير أنفسهم والاعتماد عليها في تأسيس مستقبل زاهر لهم ولأسرهم.

فمهما اجتهد البعض في دراسة هذا الملف وحاول معالجته، لن يكون مثل الشاب نفسه الذي يواجه هذه التحديات ويعيشها ويخوض كافة جوانبها يومياً ولديه إلمام شامل بها أكثر من المختصين بدراستها، لذا لابد من توفير مساحة للشباب لطرح آرائهم وملاحظاتهم واحتضان همومهم، حتى يشعر الشاب بالانتماء إلى مجتمعه ووطنه وبأنه طرف مسؤول ومهم فيه، وهناك من يهتم بمستقبله ويراعي مصلحته.

أما فيما يخص بند الأمم المتحدة بخصوص توفير الأماكن العامة للشباب كفرصة المشاركة في الألعاب الرياضية والأنشطة الترفيهية المجتمعية الأخرى؛ نجد فيما يخص مملكة البحرين أن هناك اهتماماً كبيراً من قبل قيادة مملكة البحرين في تمكين الشباب رياضياً والاهتمام بدعم الأنشطة الرياضية.

ففي يونيو الماضي بدأت البحرين أولى خطواتها في تطبيق الاحتراف الرياضي من خلال تفضل جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بمنح أول جواز يحمل مهنة المحترف الرياضي للبطل العالمي في كمال الأجسام سامي الحداد.

حيث تهدف هذه الخطوة إلى فتح الأبواب أمام منتسبي الحركة الرياضية في البحرين من أجل التركيز على الارتقاء بمهاراتهم وقدراتهم وحصد المزيد من الإنجازات للمملكة، فالباب مايزال مفتوحاً لضم المزيد من اللاعبين في قائمة المحترفين.

إن خطوة تمهين الرياضيين البحرينيين بلاشك خطوة رائعة، وهناك تطلعات أن يكون أيضاً هناك تمهين للشباب المبدع في مجالات أخرى. فالبحرين تضم نخب متميزة في مجال الابتكار والاختراع والتصوير والمونتاج والكتابة والمسرح والفنون وإصدار المؤلفات والمطبوعات، وكل هذه التخصصات تحتاج لتركيز وتفرغ تام لأصحاب المواهب والإبداعات لأجل النهوض باسم مملكة البحرين في هذا القطاع.

كما أن جائزة ناصر بن حمد العالمية للإبداع الشبابي والتي تهدف إلى تنمية المهارات الشابة وتقدير المواهب والكفاءات المتميزة وتوفير المناخ المناسب للشباب المبدع، لإبراز جهودهم وتوطيد العلاقات بين شباب البحرين مع شباب العالم وتبادل الخبرات والتجارب؛ تعتبر منصة مهمة لإظهار إبداعات الشباب البحريني على المستوى الإقليمي والعالمي، وأن البحرين تزخر بالعديد من الكفاءات الشبابية المتميزة.

من الملاحظ تميز الشباب البحريني مؤخرا في ثلاث مجالات تنموية وهي مسابقات القرآن الكريم والمجالات الرياضية ومجالات الاختراع والابتكار، والتي حقق الشباب فيها مراكز ريادية متقدمة.

ففي فبراير من عام 2017 حصدت البحرين في المعرض الدولي التاسع للاختراعات بالشرق الأوسط المقام في دولة الكويت الشقيقة؛ ميداليتين ذهبيتين و 3 ميداليات فضية من ضمن أكثر من 36 دولة عالمية مشاركة، و245 اختراعاً مشاركاً بالمعرض.

كذلك فيما يخص المسابقات الدولية فهناك سجل حافل لمملكة البحرين عبر شبابها المتمكن في مجال القرآن الكريم، ففي مايو الماضي أحرزت البحرين المركز الثاني عالمياً في المسابقة الهاشمية لحفظ القرآن الكريم وتجويده في فرع حفظ القرآن الكريم كاملاً المقامة في الأردن. وفي أبريل الماضي فاز المتسابق علي صلاح عمر من مملكة البحرين في مسابقة البحرين العالمية لتلاوة القرآن الكريم «القارئ العالمي» عبر الإنترنت فرع القارئ المجود، وفي أبريل 2017 أحرزت البحرين المركز الأول في فرع حفظ القران الكريم كاملاً في جائزة الكويت الدولية للقرآن الكريم، وقد أبدى وزير العدل وقتها اعتزازه بالمراكز المشرفة التي يحققها المتسابقون البحرينيون في المسابقات القرآنية الدولية والتي تضاف إلى سجل الإنجازات الحافلة لمملكة البحرين في مجال القرآن الكريم والتي بلغت 70 مركزاً وفوزاً في مسابقات القرآن الكريم الدولية.

البحرين ليست بلد المليون نخلة فحسب، بل إنها بلد المليون موهبة وإبداع، وهي بلد غنية بالطاقات الشبابية الموهوبة، وأن كان في الماضي القديم لها الريادة في كافة المجالات التنموية. وتعتبر من أوائل الدول الخليجية التي أطلقت التعليم النظامي والأندية الرياضية وفضاءات الثقافة والفنون، فلابد أن يستكمل هذا التاريخ المشرق والمشرف من خلال إطلاق فضاءات ومنصات جديدة لتحفيز الإبداع واستثمار الابتكارات والمواهب لتكون وجهة الإبداع الشبابي في المنطقة الخليجية والإقليمية.

إن الكفاءات الشبابية البحرينية تحتاج اليوم فقط للاستكشاف وإظهار طاقاتها لأولى عتبات الظهور حتى تجد نحو الإبداع طريقاً تمضي فيه، وغالباً ما تكون البيئة المدرسية أو الجامعية هي من تستكشف الشاب المبدع والموهوب.

قد كانت هناك مطالبات مستمرة من قبلنا في الصحافة ومن قبل أولياء الأمور والعديد من المسؤولين خلال السنوات الماضية، بأهمية استغلال أوقات الإجازة الصيفية لطلبة المدارس والجامعات بما يعود بالنفع عليهم وعلى المجتمع البحريني، من خلال شروع وزارة التربية والتعليم في استغلال مباني المدارس والجامعات لتنظيم أنشطة صيفية تصقل مهارات هؤلاء الشباب وتنمي إبداعاتهم ومواهبهم وتستخرج طاقاتهم التي تهدر عادة في السهر واللعب والنوم والتجول في فضاء الإنترنت بلا فائدة حقيقية.

هناك شباب موهوبون بالفطرة وهناك نوع آخر لديهم مهارات وطاقات إبداعية تحتاج لمن يكتشفها لهم وبيئة تخرجها وتصقلها، كما أن هناك مواهب وهوايات قد لا يعي الشاب أنه موهوب فيها أو يمتلكها، إلا من خلال التجربة والانخراط في أنشطة شبابية ميدانية تجعله يدرك نقاط قوته ويستكشف نفسه. كما هناك من الشباب من هو موهوب بالفطرة لكن البيئة المنزلية وظروف نشأته بين والدين قد يكونا مهملين أو جاهلين، لا تساعده على استخراج هذه الموهبة ويكون البديل هنا بالطبع البيئة المدرسية.

فكثير من أولياء الأمور يجدون أن المدارس بما تحويه من ساحات رياضية للعب ومختبرات وفصول مكيفة، من الممكن أن تستغل في تنظيم أنشطة مثمرة لأبنائهم عوضاً عن تسكعهم بلا هدف في المجمعات والشوارع، والأهم أن موقع المدارس يكون قريباً عادة من المناطق السكنية للطلاب، مما يسهل عملية نقلهم إليها يومياً، بعكس الأنشطة الشبابية الأخرى التي تكون عادة مقرونة بفترة زمنية بسيطة لا تتجاوز الأسبوعين.

وفي مناطق يجد أولياء الأمور الموظفين صعوبة في إيصال أبنائهم إليها بشكل يومي، فبرنامج العمل العالمي للشباب فيما يخص إطار الأمم المتحدة لتنمية الشباب يعطي الأولوية لإتاحة الأنشطة الترفيهية باعتبارها ضرورية للنمو النفسي والمعرفي والجسدي للشباب. والشاب البحريني يحتاج إلى مساحات توفر له الأنشطة الترفيهية اللازمة التي تضمن استغلال أوقات فراغه بما يعود بالنفع عليه ويعمل على موازنة حاجاته الدراسية والترفيهية والنفسية.

إحدى أولياء الأمور تقول لنا: بما أن سوق العمل تغير وقطاعات الأعمال بدأت تتجه بشكل مغاير عن السنين الماضية وبالوقت نفسه لدينا العديد من الشباب البحريني الموهوب بحرف وصناعات مبتكرة، والبحريني عموماً مشهور تاريخياً باحترافه للعديد من المهن التي تدر مداخيل فوق الممتازة وتعتبر نوعاً من المهن التي لها بعد سياحي وتنموي للبحرين، فلم لا تتم تنمية مواهبهم في هذه المجالات من خلال طرح برامج تدريبية وأنشطة صيفية مدرسية تنمي هذه المهارات وتدربهم على هذه الحرف التقليدية؟.

كثير من الشباب البحريني مستعد أن يتعلم حرفة تدر عليه دخلاً مربحاً كما يحدث في الدول الأخرى بدلاً من الاعتماد على الوظائف الحكومية وانتظارها بعد تخرجه من الجامعة أو المدرسة، ولابد أن تكون هناك نظرة حكومية في استغلال طاقات الشباب الموجودة اليوم في المدارس لتعليمهم حرف ومهارات تجعلهم يعتمدون على أنفسهم في النهوض بمشاريع وأعمال تخفف الضغط الحاصل على الدولة فيما يخص توفير الوظائف بالأخص الحكومية.

نتمنى لو يقام معسكر صيفي مدرسي شبيه بالمعسكر الذي تنظمه الأكاديمية الملكية للشرطة، كما أن إتاحة هذه الأنشطة في المدارس القريبة من منازل هؤلاء الشباب ستعمل على إنعاش سوق سواقي المدارس الذين يتوقف نشاطهم خلال الإجازة الصيفية، وبالتالي هناك أكثر من جهة مستفيدة من تطبيق هذه الفكرة.

واليوم والعالم اجمع يحتفل باحتفالات اليوم العالمي للشباب تسجل مملكة البحرين انجاز مشرف جديد يعكس الطاقات الشبابية التي تزخر بها في كافة المجالات ومنها المجال العسكري حيث سجل بالامس الطالب عبدالله عطيه انجاز جديد يسجل عالميا بأسم مملكة البحرين وقيادتها وشعبها من خلال حصوله على 3 جوائز من كلية ساندهيرست البريطانية وهم :سيف الشرف وجائزة التفوق العسكري والعلمي وجائزة اللياقة البدنية وتلك سابقة تحصل لأول مرة في تاريخ هذه الكلية ستدرج في تاريخ هذه الكلية العسكرية العريقة باسم مملكة البحرين وشبابها المنجز المعطاء فكما نقول دائما لدينا طاقات شبابية مذهلة وتحتاج فقط لوضعها في الأماكن الصحيحة ودعمها لاظهار امكانياتها للعالم أجمع.