* مبيضين: اكتشاف عبوات ناسفة ومواد حامضية مدفونة تحت الأرض

* غنيمات: المتفجرات المضبوطة في السلط مرعبة

عمان - غدير محمود، وكالات



قال وزير داخلية الأردن سمير مبيضين الاثنين إن "أعضاء "الخلية الإرهابية الذين قتل واعتقل عدد منهم في مداهمة السبت في السلط شمال غرب عمان تكفيريون ويؤيدون تنظيم الدولة "داعش" وخططوا لعمليات إرهابية أخرى في المملكة، كانت تستهدف نقاط أمنية وتجمعات شعبية".

وكشف مبيضين خلال مؤتمر صحفي عقده بحضور وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة جمانة غنيمات، والمدير العام لقوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة، ومدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود، عن أن "التحقيقات السرية الجارية حالياً مع العصابة الإرهابية التي تم ضبطها في السلط أوصلت الأجهزة الأمنية إلى عبوات ناسفة ومواد حامضية مدفونة تحت الأرض في إحدى مناطق السلط".

وأوضح مبيضين أن "هؤلاء ليسوا تنظيماً لكنهم يحملون الفكر التكفيري ويؤيدون "داعش"".

وأضاف أن "المداهمة أحبطت مخططات أخرى لتنفيذ سلسلة عمليات إرهابية تستهدف محطات أمنية وتجمعات شعبية وتم ضبط مواد تدخل في صنع المتفجرات، عثر عليها في إحدى مناطق السلط" على بعد 30 كلم شمال غرب عمان.

وبحسب مبيضين فإن "العملية أسفرت عن استشهاد 3 من أفراد القوات المسلحة وعنصر من جهاز المخابرات".

وبين أن "هذه المتفجرات كانت مجهزة للتفجير في أي لحظة ومربوطة باسلاك وعدد الكترونية للتفجير عن بعد"، مؤكداً أنه "تم التعامل معها وتفجيرها في موقعها بسبب خطورة نقلها".

وأكد مبيضين أن "سقوط الشهداء لن يزيد الأردن إلا منعة وقوة في محاربة الفكر المتطرف أينما كان"، مشيراً إلى أن "الأردن قدم ضريبة بالشهداء وهي ضريبة مواقف الأردن في الوسطية". وذكر أن "القنبلة التي انفجرت في المحطة الأمنية بالفحيص مساء الجمعة، تم تفجيرها عن بعد عبر "ريموت كنترول"".

وأشاد "بمستوى المهنية العالية لدى الأجهزة الأمنية حيث تم تحديد موقع الإرهابيين خلال 12 ساعة ووصول القوة المشتركة إليه في منطقة السلط وتم توجيه نداءات لهم لتسليم انفسهم إلا أنهم أبدوا مقاومة عنيفة وإطلاق النار نحو القوة الأمنية".

من جهتها، قالت وزيرة الدولة لشؤون الإعلام جمانة غنيمات خلال المؤتمر إن "كمية المتفجرات التي تم ضبطها بعد العملية كانت كميات مرعبة وكان يمكن أن تحدث عدداً كبيراً من الحوادث في المملكة".

وأضافت غنيمات، وهي المتحدثة الرسمية باسم الحكومة، أن المتفجرات "كانت جاهزة "للاستخدام" مربوطة بتايمر "جهاز توقيت"".

وقالت "آن عملية المداهمة لم تكن "فزعة" بل تمت بتنسيق عالي جداً بين الأجهزة المشاركة"، مؤكدة أن "العناصر الإرهابية لا تؤمن بالإنسانية، ولذلك معركتنا مع الإرهاب مستمرة ومفتوحة وعملية السلط واحدة منها ونحن نخوضها كدولة".

وبينت غنيمات أن "واجبها كوزيرة للإعلام هو تقديم المعلومة وتبديد الإشاعات وتفنيدها"، مبينة أن "نشر الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي والبث المباشر من أماكن العمليات كان يؤثر على سير المداهمات على الأرض وأربكه إلى حد ما".

من جانبه، قال مدير عام قوات الدرك اللواء الركن حسين الحواتمة إنه "بحسب التحقيقات فان الخلية نشأت حديثا واتبعت الفكر التكفيري مؤخراً ولا نملك معلومات كثيرة عنها"، مشيراً إلى أن "المنتسبين حديثا لهذا الفكر أكثر اندفاعاً ومتسرعين أكثر لتنفيذ عمليات".

وذكر أن "العملية لم تكن سهلة"، مؤكداً أن "الإرهابيين كان هدفهم القوة الأمنية لذلك تم تفخيخ الجزء الثاني من المبنى وحالة المصابين لم تسمح باكمالهم العملية"، مشيراً إلى أن "عملية السلط من أسرع عمليات مكافحة الإرهاب في العالم"، مبيناً أن "اتباع الخلية في مناطق أخرى كانوا سيقومون بعمليات إرهابية لذلك تمت مداهمتهم بأسرع وقت".

وأكد الحواتمة أن "مبنى السلط تم تفخيخه من قبل الإرهابيين وقاموا بتفجيره مما أدى إلى استشهاد 4 رجال أمن من القوة الأمنية المشتركة، وإصابة 20 آخرين".

من ناحيته، أكد مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود أن "الشائعات لم تؤثر على القوة الأمنية خلال أداء الواجب، ولكنها أربكت المواطنين".

وأعلنت السلطات الأردنية الأحد استشهاد 4 من رجال الأمن ومقتل 3 "إرهابيين" خلال مداهمة مبنى في السلط تحصنت بداخله "خلية إرهابية" يشتبه بتورطها في انفجار عبوة ناسفة الجمعة وضعت أسفل سيارة دورية أمنية في منطقة الفحيص التي تبعد 12 كلم غرب عمان.

كما اعتقل 5 أشخاص خلال المداهمة.

وأدى الهجوم على الدورية المكلفة حماية مهرجان الفحيص الفني الجمعة إلى استشهاد رجل أمن وجرح 6 آخرين. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه لحد الآن.

وتستخدم السلطات بشكل عام صفة "الإرهابيين" للحديث عن المتطرفين الذين نفذوا عدداً من الهجمات في الأردن. وقد شهدت المملكة منذ 2016، 4 اعتداءات أدت إلى سقوط عدد من عناصر الأجهزة الأمنية وتبنى تنظيم الدولة "داعش"، اثنين منها.