* هجوم على مركز تدريب تابع للاستخبارات الأفغانية في كابول

* 37 قتيلاً في هجوم انتحاري لـ"داعش" بكابول

الدمام - عصام حسان، كابول - (وكالات)



أدانت المملكة العربية التفجير الذي استهدف مركزاً تعليمياً غرب العاصمة الأفغانية كابول، معتبرة الحادثة عمل إرهابي جبان.

وعبر مصدر مسؤول بوزارة الخارجية السعودية عن إدانة المملكة واستنكارها الشديدين للتفجير الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى أغلبهم من الطلبة.

وجدد المصدر رفض المملكة لهذه الأعمال الجبانة، مؤكداً تضامن المملكة ووقوفها إلى جانب جمهورية أفغانستان الإسلامية الشقيقة ضد الإرهاب والتطرف. وختم المصدر تصريحه بتقديم العزاء والمواساة لذوي الضحايا وللحكومة والشعب الأفغاني الشقيق مع الأمنيات للمصابين بسرعة الشفاء.

وفي وقت سابق، انتهى الخميس هجوم على مركز تدريب لاجهزة الاستخبارات الأفغانية من دون أن يسفر عن ضحايا مدنيين في حدث نادر تشهده كابول، وذلك غداة هجوم لتنظيم الدولة "داعش"، أسفر عن مقتل عشرات الطلاب واعتبرت منظمة العفو الدولية أنه "جريمة حرب".

وقال المتحدث باسم شرطة كابول حشمت ستانكزاي "انتهت عملية التمشيط. قتل المهاجمان وليس هناك ضحايا آخرون".

وكان المسلحان صعدا إلى مبنى قيد البناء واستهدفا منه مركز تدريب للإدارة الوطنية للأمن "الاستخبارات الأفغانية" ثم تبادلا إطلاق النار لساعات مع قوات الأمن الأفغانية، وفق العديد من المسؤولين.

وأظهرت مشاهد بثتها قناة "تولونيوز" الخاصة آليات عسكرية تجوب المنطقة فيما كانت مروحية تحلق في الأجواء.

ولم تتبنَّ أي جهة الهجوم حتى الآن، لكنه يأتي في ختام أسبوع دامٍ في أفغانستان.

فقد وقع بعد أقل من 24 ساعة من هجوم انتحاري أوقع 37 قتيلاً في مدرسة في حي شيعي في كابول وتبناه تنظيم الدولة "داعش"، عبر وكالة أعماق التابعة له.

وقالت اليونيسف إن تلاميذ تراوح أعمارهم بين 16 و18 عاماً كانوا يخضعون في المدرسة لاختبار يؤهلهم لدخول الجامعة.

وشددت الوكالة الأممية على "وجوب ألا يتعرض أطفال لأعمال عنف"، مبدية أسفها للهجوم.

وقالت منظمة العفو الدولية في بيان إن "استهدافاً معتمداً لمدنيين ومراكز تعليمية هو جريمة حرب".

واعتبرت أن الحكومات الغربية التي تعيد "آلافا" من المهاجرين الأفغان إلى بلدهم الأم "غير الآمن" ترتكب "انتهاكات للقانون الدولي".

وشاركت عائلات وأقرباء 9 أشخاص قضوا في اعتداء الأربعاء في تشييع جماعي الخميس وسط أجواء من الحزن.

وقال أحد الحاضرين "إنهم يقتلون المتعلمين بيننا. إنهم يقتلوننا كل يوم. بئس وقف إطلاق النار الذي أعلنتموه ومفاوضات السلام المزعومة"، في إشارة إلى مساعي كابول لإجراء مفاوضات سلام مع طالبان تضع حداً لحرب مستمرة منذ 17 عاماً.

وتمارس ضغوط كثيفة على المتمردين للموافقة على بدء مفاوضات سلام مع الحكومة الأفغانية.

وكانت طالبان التزمت في يونيو وقفاً لإطلاق النار لثلاثة أيام لمناسبة عيد الفطر، ما أحيا الآمال بإمكان التوصل إلى سلام.

وقال شاهنشاه شاهين التاجر من كابول "نشهد كل يوم هجمات دامية في كابول ومدن كبرى أخرى. لا أعتقد أن طالبان يؤمنون بمفاوضات السلام".

وأورد المحلل رحيم الله يوسف زاي المتخصص في شؤون طالبان أن هؤلاء "سيحاولون تعزيز موقعهم في هذه المفاوضات، من هنا لا يمكن استبعاد مزيد من الهجمات حتى إعلان وقف للنار".

وأضاف "إنه موسم المعارك ومتمردو طالبان يريدون مراكمة الانتصارات قبل الشتاء".

والخميس الماضي، شنت طالبان هجوماً على مدينة غزنة لم يتمكن الجيش الأفغاني من صده إلا بعد أيام عدة بإسناد جوي أمريكي. واستعادت المدينة الاستراتيجية غير البعيدة من كابول الأربعاء هدوءاً هشاً.

وبدأت أحياء في غزنة الخميس تلقي مساعدات إنسانية فيما عاودت شبكة الهاتف النقال نشاطها تدريجاً.

والثلاثاء، نجح المتمردون في الاستيلاء على قاعدة عسكرية في ولاية فرياب شمال غرب البلاد كان ينتشر فيها نحو 100 جندي.

وتقول الأمم المتحدة إن النزاع أسفر عن مقتل نحو 1700 مدني في الأشهر الستة من العام، وهو عدد قياسي منذ عشرة أعوام. وقضى نصف هؤلاء في اعتداءات نسبت خصوصاً إلى تنظيم الدولة "داعش".