تعتبر الثورات الصناعية نقطة تحول في تاريخ التطور البشري، ففي القرنين الثامن عشر والتاسع عشر استطاع الإنسان التحول من العمل اليدوي إلى الآلة وكان ذلك بفضل اكتشاف الفحم والطاقة البخارية وركزت تلك الثورة على المنسوجات والحديد، ومع اكتشاف البترول في بدايات القرن العشرين ظهرت الثورة الصناعية الثانية التي ركزت على الصلب والسكك الحديدية والبترول والكيماويات والكهرباء، ويجادل كثير من المتخصصين والباحثين بأنه مع ظهور الكمبيوتر بدأت الثورة الصناعية الثالثة التي تركز على صناعة البرمجيات والإنترنت والفضائيات المفتوحة. وعلى الرغم من أن مصطلح التجارة الإلكترونية لم يحظَ بالانتشار إلا متأخراً إلا أن تطبيق التجارة الإلكترونية بدأ مع بداية السبعينيات من القرن العشرين من خلال عدة تطبيقات أهمها التحويلات الإلكترونية للأموال ولكن اقتصر ذلك على المؤسسات والشركات العملاقة إلا أنه مع انتشار الإنترنت في التسعينيات من القرن العشرين بدأ التوسع والانتشار في استخدام مصطلح التجارة الإلكترونية ومن ثم تطورت تطبيقات التجارة الإلكترونية بصورة كبيرة والسبب الآخر الذي ساهم في تطور التجارة الإلكترونية هو نتيجة لازدياد حدة المنافسة ما بين الشركات حتى أصبحت التجارة الإلكترونية جزءاً رئيسياً من أنماط التجارة العالمية وفاق حجمها 1.7 تريليون دولار، وأسهم انتشار استخدام الانترنت ببناء سوق ليست له حدود جغرافية أو مكان محدد للقيام بأعمال البيع حيث تحول العالم إلى سوق مفتوح أمام المستهلك بغض النظر عن الموقع الجغرافي للبائع أو المشتري وأصبح التسويق الإلكتروني أحد المتغيرات الواجبة التي تستدعي التكيف مع العالم الحديث الذي يعتمد على التكنولوجيا باعتبارها إحدى الفرضيات الهامة في العصر الحديث، فلا شك في أن التسوق عن طريق الإنترنت وسيلة مريحة وسهلة وتوفيرية أيضاً نظراً لوجود العديد من الصفقات لكن على الرغم من هذا فلا تخلو من بعض المخاطر التي يجب أخذها بعين الاعتبار وعُرف التسوق الالكتروني بأنه مجموعة من المعاملات الرقمية المرتبطة بأنشطة تجارية بين المشروعات ببعضها البعض وبين المشروعات والأفراد وبين المشروعات والإدارة، أي أنها تعبر عن كل شكل من أشكال الإتصال يستهدف تسويقا بصورة مباشرة أو غير مباشرة بضائع أو خدمات أو صورة مشروع أو منظمة أو شخص يباشر نشاط تجاري أو صناعي أو حرفي أو يقوم بمهنة منظمة.

واصبح التسويق الالكتروني أحد أهم الوسائل للحفاظ على تواصل دائم مع العملاء لأي شركة وهو وسيلة فعالة مقارنة مع الكلفة المدفوعة وفي حال تم القيام به بالصورة الصحيحة فإنه سيمنح الشركات فرصاً أفضل لزيادة قاعدة عملائها نظراً لأن معدلات الاستجابة للتسويق الالكتروني أكبر مقارنة بغيرها من الوسائل الترويجية الأخرى، وإيجابيات التسوق الإلكتروني عديدة وتشمل إمكانية الحصول على العروض والصفقات الجيدة وتوفير الراحة من خلال التسوق دون الشعور بالتعب والإرهاق وفي أي وقت نريد مع متاجر متوفرة 24 ساعة على مدار الأسبوع نقرة واحدة كافية لتحول أي شيء ليكون تحت تصرف المتسوق بأقل تكلفة بالمقارنة مع مراكز التسوق علاوة على الوقت الذي يمكن توفيره، وإمكانية التسوق في مساحة افتراضية كبيرة، ولكن التسوق عبر الانترنت ليس مزحة او نوعاً من انواع الترفيه وليست مجرد مواقع الكترونية فنحن نتحدث عن شركات وموظفين واستثمارت تقدر بملايين ومليارات الدولارت لذا فالأمر تحكمه قوانين وسياسات وان كانت تختلف فى تفاصيلها وشروطها. ويتوقع خبراء التسويق نمو صناعة التسويق الإلكتروني خلال السنوات القليلة المقبلة في الدول الخليجية، على اعتبار أنه أحدث توجه في مجال الإعلان عن السلع والخدمات حيث ان نسبة النمو السنوي لقطاع التسويق الإلكتروني تقدر بنحو 20 % في الدول الخليجية وحجم الإنفاق على التسويق الإلكتروني في البحرين يتزايد كل سنة وذلك لعدة أسباب منها: تزايد عدد المستخدمين للإنترنت، استعمال الإنترنت من كل الأعمار والشرائح الاجتماعية، فعالية الاستثمار في التسويق الإلكتروني، تعدد الوسائل على الإنترنت للإعلان من مواقع البحث إلى المواقع العادية، مواقع التواصل الاجتماعي والموبايل، فكل المؤشرات تؤيد تواصل نمو التسويق الإلكتروني المترجم في رقمين محددين: تزايد حجم الإنفاق على الإعلانات عموما وتزايد نصيب التسويق الإلكتروني من إجمالي ميزانيات التسويق، مع العلم ان بعض الدول العربية لا تزال لم تلحق بركب التسويق الإلكتروني لكنّ دولا مثل الإمارات والسعودية والبحرين تكاد تمشي على نفس النسق العالمي من ناحية الاستثمار في التسويق الإلكتروني وتقريبا 63٪ من الشركات التي تستخدم الشبكات الاجتماعية زادت فعالية التسويق أكثر من الوسائل الأخرى و20% من المسوّقين في تجارة الجملة في الشبكات الاجتماعية زادت إيراداتهم 20٪. وأكثر من 50٪ من الشركات الصغيره تقول أن الشبكات الاجتماعية تلعب دوراً مهماً جداً في مبيعاتهم وأكثر من 30٪ من هذه الشركات تقول أن الشبكات الاجتماعية تساعدهم في جعل موقعهم معروف عبر الانترنت.

واوضحت دراسه لجامعة هارفارد ان الشركات للأفراد التي لديها أكثر من 100 متابع في تويتر تزيد عدد العملاء المحتملين شهرياً بنسبة 146٪ من الشركات التي لديها أقل من 100 متابع وبالتاكيد فان البحرين قادرة على خلق مناخ جيد للاستثمار في التجارة الالكترونية من خلال طلب 10 في المئة فقط من مشترياتها عبر الانترنت وأن رغبة الوزارات والجهات الحكومية في شراء حاجياتها الكترونياً، سينشط التبادل التجاري الالكتروني إذ تقدر المشتريات الحكومية بملايين الدنانير شهرياً ما يعني الحديث عن معاملات تجارية كبيرة وسوق مشجعة للاستثماروعلى الرغم من المزايا العديدة التي يتيحها التسويق الالكتروني كعدم وجود المستندات الورقية وانجاز المعاملات إلكترونياً وتخفيض التكاليف وسرعة إنجاز المعاملات التجارية وتوفير الوقت والجهد وامكانية الوصول للأسواق الخارجية كما تساعد على النمو الاقتصادي وتحسين الصادرات والإنتاج إلا أنها تطرح مجموعة من التحديات خصوصاً فيما يتعلق بالمنافسة في الأسواق المحلية حيث إن قدرات الشركات المتعددة الجنسيه قد تؤدي إلى عدم قدرة الشركات الوطنية على الاستمرار في الأسواق لذا يتضح لنا التغيير الجذري الذي أدخلته تكنولوجيا الإنترنت في حياتنا إلى الأبد، ليست حياتنا كأفراد ولكن كمجتمع بشكل كامل صناعياً واقتصادياً واجتماعياً فعلى صعيد الاقتصاد صار بإمكان الشركات دخول أسواق بعيدة جغرافياً وخلق سوق لها في شتى أنحاء المعمورة وبشكل سهل، ولكن لا يجب أن نكذب على أنفسنا ونقول ان التسوق على الانترنت ليس به عيوب بالعكس فهناك عيوب كثيرة، رغم كل المميزات تبقى العيوب وتجعلك تتجنب شراء العديد من المنتجات.