نشرت يوم الخميس على حسابي في الإنستغرام وتويتر فيديو من دقيقة واحدة أقول فيه، من يصدق أن الدعوة لدعم الليرة التركية أنها دعوة لدعم المسلمين فهو واحد من اثنين، إما «مخدي أو عيار» أي إما غبي أو عيار «وعيار كلمة عربية فصيحة» تعني الرجل الذي يخلي نفسه وهواها ولا يردعها ولا يزجرها.

ما علينا..

فلو كان هم الداعي لدعم الليرة هم المسلمون المحتاجون حقاً لكانت بنغلاديش أولى بهذه الدعوة وبها 163 مسلماً أو كانت باكستان وبها 193 مسلماً أو حتى الصومال وبها 14 مليون مسلم، فلم اقتصرت الدعوة لتركيا؟ فهل الإسلام لا يحلو إلا في تركيا؟

فمن يصدق أنها نصرة للمسلمين «خداي» هي للإخوان وليست للمسلمين، فإن كان يعرف أنها للإخوان فقط ورغم ذلك مررها فهو من العيارين المخادعين وهم كالفتاة التي اتصلت على أحد الشيوخ الذي يقدم برنامجاً دينياً وطلبت منه رقم الداعية الفلاني وذكرت اسم داعية وسيم جداً وله شعبية عند النساء!!

فقال لها ما حاجتك؟ أنا أجيب على أسألتك إن شئت، فأجابت لا أريد أسأل «فلان» فهو أكثر فقهاً، ففطن الشيخ لعيارتها وقال لها إن كان الأمر لمن هو أكثر فقهاً فسأعطيك رقم المفتي شيخنا الكبير في السن والمقام!!

القصد أن حيلة الإخوان المسلمين في دعوتهم لدعم الليرة التركية حيلة مكشوفة فلا هي للمسلمين ولا هي للإسلام بل هي لدعم «الحزب».

الملفت للنظر المنطق الضعيف في ردود «الإخوان المسلمين» على هذا الفيديو وتعليقاتهم، دعك من كم الشتائم فهذا مألوف وأصبح عادياً، إنما قف عند المنطق الذي يعتنقونه ويقنعون به أنفسهم وهو منطق لا يصمد دقيقة أمام أي إعمال أو تشغيل للعقل وليتهم يفعلون.

فأحد الردود يقول إننا ندعم تركيا لأن أمريكا تحاربها، يا أخي أمريكا تحارب كوبا وأمريكا تحارب إيران وأمريكا تحارب فنزويلا فهل دعوتم لهؤلاء جميعاً؟ ثم تعال.. أيام أوباما أمريكا كانت تحاربنا وتنوي إسقاط أنظمتنا ما سمعنا عن دعوة لمناصرة السعودية منكم، أو دعوة لمناصرة البحرين من مركزكم الرئيس؟

تعليق آخر يقول إننا ننصر تركيا لأنها وقفت معنا في أزمتنا، طيب بنغلاديش أيضاً وقفت معنا في أزمتنا، السعودية والإمارات أيضاً وقفوا معنا في أزمتنا، مصر السيسي وقفت معنا في أزمتنا ومصر حسني مبارك وقفت معنا في أزمتنا، في حين مصر مرسي فتحت الباب لإيران في أزمتنا أم نسينا؟ وهذه دول إسلامية وقفت معنا فلم تعاديهم وتنتصر لتركيا؟

رد آخر يقول إننا ننصر تركيا لأنها بلد إسلامي قوي، أولاً هي ليست بلداً إسلامياً هي بلد علماني ولا يجرؤ تركي من حزب العدالة على القول بأن بلده إسلامي، فهل أنت تركي أكثر من الأتراك؟ ثانياً إن كانت الدعوة لنصرة الدول الإسلامية القوية فماذا عن المملكة العربية السعودية؟ التشكيك في قوة المملكة العربية السعودية كقوة عسكرية وكقوة اقتصادية وكقوة سياسية هو خطاب إخواني لا يستند لا إلى رقم ولا إحصائية بل يستند إلى نفس حزبي صرف لا يرى في غير مركز الحزب أياً كان موقعه قوة، ويرى في أي دولة تختصم مع المركز دولة عدوة حتى لو كانت مهد الإسلام ومصبه، بل يرى في قطر قوة فقط لأنها تحتضن قيادات من المركز، هو ذات النفس الذي لا يرى في ماليزيا أو إندونيسيا قوة، فالقوة مرهونة بدعم الحزب لا مرهونة بأدوات القياس المنطقية.

أما القول إن هناك فتوى قديمة بدعم «تركيا» فتلك الدعوة أو غيرها مرهونة بمواقف هذه الدولة أو تلك السياسة، وليست مرهونة باسم هذه الدولة إلى أبد الآبدين، وليست شيكاً على بياض تأخذه هذه الدولة وقتما تشاء، فلو أن حزباً غير حزب العدالة مثلاً هو الذي فاز فهل كنتم تستخرجون هذه الفتوى وترفعونها قميصاً لعثمان؟

لا تصمد أي من حججهم دقيقة واحدة، أصبحوا رهائن للحزب، حالهم مؤسف جداً ويحز في النفس كحال من ارتهن لإيران، فالأتراك يستغلونهم من جانب كما تستغل إيران تابعي حزب الدعوة من جانب آخر، كل يتخطفهم بعد أن نجحت إيران وتركيا في اقتلاعهم من جذورهم، وراهنوا على قلة الوعي والإدراك عند جموع غفيرة في عالمنا العربي فساقوهم لحتفهم تنفيذاً إما لأجندة تركية أو إيرانية، ومازال الكثير منهم يصدق -مسكيناً- أنه إنما ينتصر للإسلام!!