قال الأمين العام للاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات "جيبكا" د.عبدالوهاب السعدون، إن بوادر الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين أتاحت فرصا للمنتجين الخليجيين وإن كانت مؤقتة"، وفقاً لما نقلته صحيفة "الاقتصادية".

وأوضح أن فرض الصين رسوما جمركية عالية على وارداتها من سوائل غاز البترول المسال الأمريكي "البروبان"، تسبب في رفع الأسعار وزيادة الطلب عليه من شركات النفط الخليجية".

وبين السعدون، أنه في الوقت الحاضر لم تدخل المنتجات البتروكيماوية ضمن المنتجات السلعية المستهدفة في الحروب التجارية من قبل الكيانات الاقتصادية الكبيرة، ومع ذلك فإن رؤية المنتجين في دول الخليج تتضمن تحصين المصدرين من احتمالات تضررهم، من خلال إعادة إحياء مفاوضات التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي وسرعة استكمالها مع الصين والكيانات الاقتصادية العالمية الأخرى.



وأشار إلى أن صناعة البتروكيماويات في المملكة ودول الخليج، موجهة للتصدير، حيث إن 85% من الإنتاج الخليجي يصدر للأسواق الخارجية، وبالتالي فان أي عوائق أو رسوم جمركية أو غير جمركية تطبق في المستقبل ستتسبب في إشكالات كبيرة للقطاع.

وأشار السعدون، إلى أن قطاع البتروكيماويات في الخليج حقق أرباحا قياسية خلال النصف الأول من العام الجاري 2018 مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وأرجع ذلك إلى عاملين أساسيين، أولهما تعافي أسعار النفط وبلوغها مستويات فوق 70 دولارا للبرميل، وثانيا ارتفاع معدلات الطلب على منتجات البتروكيماويات نتيجة نمو الطبقة المتوسطة ولا سيما في آسيا، إذ يدخل ضمن هذه الطبقة 150 مليون فرد سنويا.

وأوضح أن الطبقة المتوسطة تعتبر محركا للاستهلاك والطلب على السلع الاستهلاكية التي تدخل في صناعتها منتجات البتروكيماويات سواء السيارات، أجهزة الحاسوب، أجهزة الهواتف بمختلف أنواعها، لافتا إلى أن كل هذه المؤشرات تعتبر إيجابية تدعم نمو الطلب على منتجات البتروكيماويات.

ولفت السعدون، إلى أن معدل النمو في الاقتصاد العالمي يقدر بنحو 2.5%، أما معدل الطلب على البتروكيماويات ففي حدود 4.5%، أي أنه يشكل ضعف معدل النمو في الاقتصاد العالمي.

وقال السعدون، "إن التوجهات الآن في قطاع البتروكيماويات تتجه نحو المنتجات ذات القيمة المضافة التي تعتمد على البحوث والتقنيات"، مضيفا أن "تعاون "سابك" و"ارامكو" في تطوير تقنيات لتحويل النفط إلى بتروكيماويات دليل على ذلك ويؤكد ريادة دول الخليج وتحديدا السعودية في القطاع عالميا".

وعلى الرغم من أنه رجح استمرار هذه الريادة في المستقبل، إلا أنه شدد على ضرورة تعزيز تنافسية الصناعة بزيادة الاستثمار في التطوير والبحث خلال السنوات المقبلة.

وأشار إلى أن شح إمدادات الغاز يعطي فرصة لشركات البتروكيماويات للتوسع أكثر في طاقاتها الإنتاجية، كما يسهم ذلك في تنويع قاعدة المنتجات.

وألمح إلى أن النفط عكس الغاز، إذ يعطي كامل وحدات البناء في الصناعة وهذا بالتالي سيولد صناعات تحويلية جديدة في السعودية ذات قيمة مضافة أعلى، وتوجد فرص عمل أكثر في المستقبل، وبالتالي يتوقع أن يرى أثر هذه التوجهات الإيجابية في السنوات المقبلة.