* السنة والأكراد بيضة القبان في تشكيل الحكومة

* الصدر والمالكي يتسابقان على تشكيل الكتلة الحاكمة

بغداد - وسام سعد



يترقب الشارع العراقي خلال الساعات القادمة إعلان الكتلة البرلمانية الأكبر والتي تقوم بدورها بتشكيل الحكومة القادمة خاصة بعد مصادقة المحكمة الاتحادية على نتائج الانتخابات التي جرت في مايو الماضي.

وفشلت الكتل السياسية التي اجتمعت الأحد في فندق بابل وسط العاصمة العراقية بغداد في الإعلان عن الكتلة البرلمانية الأكبر وتم تحويل الاجتماع إلى تداولي وسط استمرار للأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ انتهاء الانتخابات البرلمانية.

وعزا مراقبون أسباب فشل الاجتماع في إعلان الكتلة البرلمانية الأكبر إلى تغيب المكونين السني والكردي عن الحضور وحصول انشقاقات غير معلنة في ائتلاف النصر الذي يتزعمه العبادي والذي حضر بمفرده إلى الاجتماع مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، والقيادي في ائتلاف الوطنية صالح المطلك.

وقال مراقبون إن "السنة والأكراد هم بيضة القبان في تشكيل الحكومة المقبلة لأن ائتلاف "سائرون" و"النصر" و"الحكمة" و"الوطنية" ينتظر حسم مواقفهم كما ينتظر الفريق الآخر والمتمثل في تحالف "الفتح" و"دولة القانون" أيضاً حسم موقف الأكراد والسنة مع من سيختارون الانضمام من أجل تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر".

ورجح القيادي في ائتلاف "دولة القانون" عبد الهادي السعداوي الإعلان عن الكتلة الأكبر قريباً مشيراً إلى أن "الإعلان متوقف على حسم الكرد والسنة موقفهم".

وقال السعداوي في تصريح صحافي إن "إعلان تشكيل الكتلة الأكبر متوقف على حسم تحالف المحور الوطني والكرد موقفهم من الدخول معنا في التحالف الذي يضم دولة القانون وتحالف الفتح"، مؤكداً أن "أمر الكتلة الأكبر سيحسم مساء الإثنين".

وأضاف أن "الخيار الآخر أمامنا هو الذهاب للمعارضة في حال عدم انضمام تحالف المحور والكرد معنا"، لافتاً إلى أن "جميع المعطيات تشير إلى إعلان الكتلة الأكبر سيحسم الإثنين".

وكشف القيادي في تحالف "سائرون" رائد فهمي عن تشكيل وفد مشترك من "النصر" و"سائرون" و"الحكمة" و"الوطنية" لبحث توسيع نواة الكتلة البرلمانية الأكبر التي تشكلت في اجتماع فندق بابل مشيراً إلى أن اجتماع فندق بابل كان بين قادة الكتل وجمع اكثر من 120 نائباً ضمن التحالف الجديد.

وقال فهمي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه إن وفداً مشتركاً من "النصر" و"سائرون" و"الحكمة" و"الوطنية"، سيجري خلال اليومين المقبلين حوارات مكثفة مع الكتل الأخرى لتشكيل التحالف الأكبر والحكومة المقبلة بعد اتفاق قادة الكتل السياسية المجتمعة في فندق بابل على ذلك.

وأضاف أن مهام الوفد هو عرض مشاركة جميع الكتل السياسية بمشروع الإصلاح وعرض البرنامج الموحد وبحث متطلبات المرحلة المقبلة لزيادة مشاركة جميع الطيف العراقي بما فيه تحالفي الفتح ودولة القانون.

وتابع فهمي أن الكتل التي اجتمعت في فندق بابل ببغداد نجحت بجمع أكثر من 120 نائباً فيما حصلت على وعود بانضمام تحالف القوى العراقية وكتل صغيرة كثيرة ليصل العدد الكلي إلى 165 نائباً في نهاية المطاف.

وأكد فهمي أن اتحاد القوى تخلف عن حضور الاجتماع بسبب خلافات داخلية إلا أنه وعد بالمشاركة في الاجتماعات القادمة، مشيراً إلى أن الحديث عن فشل قادة الكتل من إعلان التحالف الأكبر غير دقيق.

وأكد القيادي في تيار الحكمة، حبيب الطرفي أنه لا يمكن القول إن الكتلة الأكبر قد تشكلت الآن مبيناً أننا الآن شكلنا نواة الكتلة الأكبر لأن عدد النواب المؤتلفين لم يصل إلى ثلثي أعضاء البرلمان وبالتالي هناك احتمالية نحن نذهب للمعارضة.

وقال الطرفي إن الكتل الأخرى إذا كانت لديها مشتركات معنا واقتنعت برؤيتنا فإنها من المتوقع أن تنضم لنا ولكن يبقى احتمال أننا نذهب باتجاه المعارضة إذا لم نشكل الكتلة الأكبر والمحور الثاني يذهب لتشكيلها وبكل الأحوال من الضروري أن تكون هناك جبهتان إحداهما معارضة والأخرى تحكم.

وقالت القيادية في تحالف النصر ندى شاكر إن "قيادات حزب الدعوة التي ينتمي اليه زعيم التحالف حيدر العبادي مازالت تدعم خطواته في تشكيل الكتلة الأكبر"، مشيرة إلى أن "الإعلان عن الكتلة الأكبر سيكون بعد عطلة عيد الأضحى".

وأضافت شاكر في تصريح صحافي أن "أغلب قيادات حزب الدعوة تنظر بعين الاحترام لخطوات زعيم التحالف حيدر العبادي بشأن تشكيل الكتلة الأكبر وتدعمها من أجل النهوض بالعراق".

وأوضحت أن "اجتماع فندق بابل للزعامات السياسية الذي ضم كل من حيدر العبادي زعيم "النصر" وعمار الحكيم زعيم "الحكمة" ومقتدى الصدر زعيم التيار الصدري "سائرون" وصالح المطلك القيادي في ائتلاف "الوطنية" شكل نواة الكتلة الأكبر، ونحن بانتظار التحالف الكردستاني على أساس نحن شركاء بالوطن علينا ما عليكم وعليكم ما علينا.

وبينت شاكر أن التحالف ينتظر الموقف النهائي لقيادة تحالف المحور الوطني الذي كان جزء من الجلسات التشاورية السابقة بشأن أسس الشراكة.

ونفت القيادية في تحالف "النصر" خضوع أي من مكونات هذه الكتلة لإملاءات خارجية وأن قرارها عراقي خالص، مشيرة إلى أن قيادات الكتلة ترفض بشدة أي تدخل خارجي.

وأكدت شاكر عدم حدوث أي انشقاق داخل تحالف النصر، قائلة إنه لا يوجد أي انشقاق ومن يتكلم بهذا الموضوع عليه أن يقدم الإثبات بحصوله رسمياً.

في السياق ذاته، أكد المتحدث الرسمي باسم تحالف الفتح أحمد الأسدي أن التحالف غير مستعجل في مسألة إعلان الكتلة الأكبر التي ستكون مستقرة وثابتة، فيما أشار إلى أن أبواب التحالف مفتوحة لأي قوى سياسية راغبة بالانضمام للكتلة الأكبر.

وقال الأسدي في بيان صحافي تلقت "الوطن" نسخة منه إن "تحالف الفتح غير مستعجل في مسألة إعلان الكتلة الأكبر لأن حواراتنا وتفاهماتنا ثابتة ومستقرة ونعتقد أنها ستنتج كتلة أكبر مستقرة وثابتة وسيتم الإعلان عنها بالأيام القليلة القادمة"، مبيناً أن "القسم الأكبر من القوى الوطنية ستكون ضمن مشروع الفتح في الفضاء الوطني والذي تم طرحه ومازلنا نتمسك به".

وأضاف الأسدي أن "هناك تفاعلاً واستجابة كبيرة مع مشروعنا وما زالت تلك الاستجابات مستمرة"، لافتاً إلى أن "أبوابنا مفتوحة لجميع القوى السياسية الراغبة بالاشتراك معنا في الكتلة الوطنية التي عملنا على تأسيسها منذ عدة أسابيع ومازلنا مستمرين باستكمالها".