ما أنحسها من ثوانٍ لم تتجاوز العشرين تلك التي كانت تفصل بيننا و بين الذهب الآسيوي لكرة اليد وتحوله فجأة إلى اللون الفضي وسط ذهول جماعي حول ابتساماتنا إلى دموع حزينة ما لبثنا أن تجاوزناها بمجرد أن استذكرنا أنها الرياضة فوز و خسارة.

رغم هذا النحس الذي فوت علينا أحد أحلامنا الرياضية إلا أننا كنا فخورين بما قدمه رجالنا (المحاربون الأبطال) في هذه الدورة إجمالاً وفي هذا النهائي (الخاص) على وجه الخصوص من أداء رجولي قتالي مشرف جعل الجميع يعتبرونه البطل غير المتوج.

كرة اليد البحرينية تسير في مسارها الصحيح متحدية كل الصعاب التي تواجهها والدليل نتائجها وإنجازاتها الإيجابية على مستوى الرجال والشباب والناشئين، وفي مختلف المشاركات إقليمية كانت أم عربية أم قارية أو عالمية مما يجعلها تستحق المزيد من الدعم المادي واللوجستي وبالأخص من القطاع الخاص!

إذا كانت كرة اليد البحرينية قد أوفت بوعدها بالوقوف على منصة التتويج في هذا (الآسياد) المميز وحققت الميدالية الفضية متقدمة على ما حققته قبل أربع سنوات في (انشوين) حين حققت البرونزية، فإن ألعاب القوى كانت النقطة المضيئة في المشاركة البحرينية في آسياد «جاكرتا و بالمبانغ» بتسيدها على أم الألعاب ب25 ميدالية من أصل 26 ميدالية حصدتها المملكة في هذا المحفل الرياضي الآسيوي الكبير من بينها 12 ميدالية ذهبية متساوية مع الذهب الصيني ومتصدرة المجموعة العربية بجدارة واستحقاق..

هذا التفوق جسد الوعود الصادقة التي تعهد بها اتحاد ألعاب القوى قبل انطلاق الدورة وهو ما يؤكد بأن مستقبل اللعبة يسير وفق الخطة الاستراتيجية التي ينتهجها الاتحاد والتي تهدف إلى حصاد بحريني تاريخي في دورة الألعاب الأولمبية القادمة في طوكيو بعد سنتين من الآن..

نبارك للرياضة البحرينية هذا الإنجاز القاري الذي يتزامن مع عام الذهب ونكرر مطالبنا بضرورة تقييم مشاركة بقية الاتحادات التي لم تلامس وعودها تقييماً منطقياً وواقعياً من أجل الوقوف على مكامن الخلل والعمل على تصحيحها تطلعاً لمشاركات مستقبلية أكثر جدوى..