عندما أعلنت وزارة الأشغال وشؤون البلديات والتخطيط العمراني عن خطتها لتطوير تقاطعي دوار ألبا والنويدرات، منذ بضع سنوات، أعرب كثيرون عن خشيتهم من زيادة اختناق هذه المنطقة المختنقة أصلا بالازدحامات المرورية كما شككوا في مدى التزام الوزارة بالخطة الزمنية المعلنة للمشروع الواقع في واحد من أكثر شوارع البلاد حيوية وأهمية كونه يربط بين العديد من المناطق ويستقطب جزءاً كبيراً من الحركة المرورية في كافة الأوقات.

ولكن ما حدث كان على خلاف كل تلك الشكوك والتوقعات..!

فعلى الرغم مما كان متوقعاً من ازدياد الاختناقات المرورية في هذه المنطقة، إلا أن الوزارة قد عمدت إلى تحويل المرور على منافذ جانبية مما أسهم في تخفيف الضغط – إلى حدٍ معقول – من على الشارع الرئيس وسرعان ما سارت الأمور بكل سلاسة وأريحية.

وقبل بضعة أيام، احتفلت الوزارة بالانتهاء من المرحلة الأولى من هذا المشروع الضخم المدرج ضمن خطة مشروعاتها الاستراتيجية وبرنامج عمل الحكومة وذلك عبر افتتاح الجسر العلوي الأحادي الاتجاه الذي يصل شارع الشيخ جابر الأحمد الصباح مع شارع الملك حمد والجسر الذي يعلو تقاطع النويدرات لتصبح الحركة المرورية حرة على هذا التقاطع في الاتجاهين الغربي والشرقي والذي تقول الوزارة أنه قادر على استيعاب أكثر من 120 ألف مركبة يومياً.

والأجمل من انتهاء الوزارة من أولى مراحل هذا المشروع الاستراتيجي في شبكة الطرق، أنها التزمت بالخطة الزمنية التي أعلنت عنها قبل البدء فيه أواخر العام 2014، حيث أعلنت أنه من المتوقع أن يتم الانتهاء منه في مايو 2018، وبالقياس إلى حجم المشروع فإن تأخر إتمامه لثلاثة أشهر فقط يعتبر منجزاً حقيقياً يستحق الإشادة به.

ونتمنى أن يكون هذا هو دأب الوزارة في المشروعات الأخرى وفي المراحل المتبقية من المشروع نفسه، حيث أنها لا تزال ماضية في إتمام سير العمل فيه عبر إنشاء الجسر الثاني أسفل الجسر الأحادي على تقاطع دوار ألبا، بعد أن تم الانتهاء من إنشاء الجسر في حدود موقع الدوار السابق وجزئه الواقع على شارع الملك حمد، فيما العمل قائم حالياً على جزئه الواقع على شارع الاستقلال.

وليس ببعيدٍ عن ذلك، نستذكر مشروع المدخل الجديد لمنطقة بوري من شارع الشيخ خليفة بن سلمان السريع الذي شكل إضافة نوعية لشبكة الطرق، وأسهم في حل جزء كبير من معاناة مستخدمي الطريق في هذه المنطقة والمناطق المحيطة بها بسبب الاختناقات المرورية الشديدة فيها.

والوزارة عاكفة حالياً على تنفيذ مشروع إنشاء مخرج موازي لذلك المدخل الذي تم افتتاحه منذ بضعة أشهر، بما يخلق مخرج جديد من قرية بوري إلى شارع الشيخ خليفة بن سلمان بغرض تخفيف الازدحام المروري في المنطقة.

* سانحة:

«شخص واحد عاقد العزم يمكن أن يقوم بعمل تغيير كبير، ومجموعة صغيرة من الأشخاص عاقدي العزم يمكنها أن تغير مسار التاريخ»، «سونيا جونسون».