انتخابات 2018 دليل على أن مملكة البحرين تجاوزت عام 2011، وكثرة عدد المرشحين في المحافظة الشمالية دليل على أن البحرينيين تجاوزوا حزب الدعوة وكل متعلقاته من «وفاق» ومن «مجلس علمائي» ومن جمعيات ومن جماعات أخرى كالشيرازية والولائية وغيرهم.

انتخابات 2018 دليل على أن شعب البحرين يمضي قدماً لإكمال حياته بشكل طبيعي، دونما حاجة لهم ودونما إحساس بفقدان شيء مهم، مما شكل صدمة كبيرة على هذا الحزب وفلوله.

ما يفعلونه في بريطانيا الآن هو محاولة لإثارة ضجيج خارجي ينعكس على الداخل للحاق بركب الانتخابات بعد أن أدركوا حجم خسائرهم، بعد أن أفاقوا من صدمتهم، بعد أن شعروا أن وجودهم وعدم وجودهم واحد.

ومحاولة فلول الحزب للتجمع من جديد والالتفاف على القانون والأحكام الفضائية للعودة مرة أخرى للساحة السياسية محاولة فاشلة كان القانون لها بالمرصاد، لذلك فإننا نشهد الآن «حركات» طفولية مزعجة كإزعاج الذباب لا أكثر ولا أقل بالجلوس تجري خارج البحرين، كالجلوس عند مبنى سفارتنا أو مخاطبة الملكة أو مراسلة كتاب عالميين معروفين وحثهم على مساندتهم، مستغلين جهل هؤلاء الكتاب بحقيقة الأعمال الإرهابية التي مورست في البحرين، وغيرها من أساليب مضحكة لا تثير غير السخرية في الداخل ولم ولن تؤثر على رغبة الناس الحقيقية التي تكشفت بالراحة في الخلاص من سطوتهم وبلطجتهم وتسلطهم على الناس.

أضف لها الأحداث الإقليمية التي كشفت حقيقة هذا الحزب وفشله في إدارة شؤون العباد، وما يحدث في البصرة الآن من ردة فعل شيعة أهالي البصرة، هو تعبير يقابله في البحرين هذه الرغبة في الخلاص من هذه الجماعة والمضي قدماً في حياتهم.

إيران تحاول الآن تحريك أذرعها من خدمها العرب في كل موقع استثمرت فيه، تطالبهم أن يتحركوا، أن يفعلوا شيئاً لإنقاذها، أن يردوا الجميل، بعد أن «علفت» عليهم طوال العقود الماضية.

أُبشِّر هذه الجماعة بأن شعب البحرين شعب حر بشيعته وسنته، وأنه ليس بحاجة لوكلاء إيران، وأنه يمارس حقه بحرية، فمن يريد أن يرشح سيرشح بلا شعور بالتهديد وبلا فتاوى دينية وبلا بلطجة وحرق بيوت وممتلكات، من يريد أن ينتخب سيذهب ويمارس حقه السياسي بلا توجيه وبلا ابتزاز، ومن لا يريد فهو حر.

هذه الحقيقة صادمة لفلول حزب الدعوة، صادمة لمن هم في الخارج ويدهم مكتوفة عن ممارسة بلطجتهم التي اعتادوها في الداخل، فتفتق ذهنهم عن تلك الألعاب الصبيانية وتصعيدها كلما اقترب موعد الانتخابات، يظنون أنها ستسفر عن خضوع لابتزازهم الصبياني.

أُبشِّركم بأن مملكة البحرين ماضية في مسيرتها والانتخابات في موعدها، وأن هناك مرشحين في «الشمالية» عددهم يفوق أضعاف أعدادكم حين كنتم تمارسون حقكم الذي أنكرتموه.

وأُبشِّركم بأن جميع تلك الممارسات اللندنية لا تغيّر من واقع الحال في البحرين، وأن تعبكم ما هو سوى هباء منثور، سواء الآن أو كلما اقترب موعد الانتخابات.