صفحة جديدة تكتبها البحرين في كتاب ديمقراطيتها الوليدة. استحقاق انتخابي في 24 نوفمبر هو أكثر من استحقاق وأعمق من انتخاب. إنه تأكيد على ما توافق عليه البحرينيون في الميثاق الوطني ولن يرضوا له بديلاً.

صمدت ديمقراطيتنا أمام رياح عاتية حين أراد بعضهم أن يختطفها. أفشل البحرينيون كل محاولة لتغيير ما توافقوا عليه بغير الطرق الدستورية. بأصواتهم ومشاركتهم السياسية استطاعوا دائماً تصحيح المعادلة.

في 24 نوفمبر ينتقل الناخب البحريني ومعه العملية السياسية برمتها إلى طور جديد استناداً إلى المبادئ نفسها التي أجمع عليها شعب البحرين.

كلمات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، أمس، وصّفت الاستحقاق الانتخابي توصيفاً دقيقاً ضمن سياق التطور الديمقراطي للبحرين، وأكدت "المضي بكل عزم للحفاظ على المكتسبات الديمقراطية الوطنية وتنميتها عبر البناء على ما تحقق في ظل المؤسسات الدستورية".

16 عاماً اجترح فيها البحرينيون، قيادة وشعباً، معجزة في ظل تطورات الإقليم وظروفه. دارت العجلة منذ إطلاق المشروع الإصلاحي ولم يستطع أن يوقفها أحد أو أن يفرض عليها أحد شروطاً. محركاتها كانت دائمة قناعة راسخة بأهمية التطور الديمقراطي وإرادة حرة عبر عنها البحرينيون بسواعدهم حين لزم الأمر.

لا ندعي كمالاً، هذه تجربتنا، صنعناها بأيدينا وسنطورها بأيدينا أيضاً بمشاركة الجميع. ومجلس النواب الذي سنختاره بإرادتنا الحرة حجر الزاوية في هذه التجربة، فلنحسن الاختيار ولنبن على ما تراكم من وعي لم يعد ينخدع بالوعود الكبرى والمزايدات الفارغة.

فلنختر من يعيننا على تحويل التحديات إلى فرص، فالمرحلة المقبلة تتطلب كما قال العاهل المفدى "كفاءة الإنفاق الحكومي" و"تقليص المصروفات التشغيلية" و"زيادة الإيرادات غير النفطية". الحفاظ على مستوى معيشتنا يتطلب عملاً جاداً وهادئاً لا استعراضات قوة مل الناس مشاهدة "أبطالها".

وثّقنا في "الوطن" مبكراً حماساً شعبياً واضحاً لانتخابات 2018 تمثل في مؤشرات مختلفة. ولا يساورنا شك اليوم في أن البحرينيين مقبلون على استحقاق انتخابي يسمعون فيه العالم صوتهم. ذلك واضح لكل عين مراقبة.

فلنحفظ ديمقراطيتنا ولنطور تجربتنا ولننتخب البحرين أولاً.