أحمد عطا

حصد برشلونة العلامة الكاملة في مبارياته الثلاثة التي خاضها في الليغا حتى الآن، وذلك بعد أن افتتح رحلة الدفاع عن لقبه بالانتصار على ألافيس بثلاثية نظيفة قبل هزم بلد الوليد بهدف في مباراة مثيرة ثم سحق هويسكا بثمانية أهداف مقابل هدفين.

مباريات البرسا حملت ما هو جديد وما هو قديم سواء على مستوى المميزات أو العيوب.. دعونا نبدأ بالمميزات حتى نستطيع إقناع القارئ بالاستمرار في القراءة!



***

مميزات جديدة

هذا الموسم شهد أخيراً اقتناع إرنستو فالفيردي بعدم جدوى استمرار موسى ديمبلي على الجانب الأيمن من الملعب.. صحيح أن ديمبلي ربما يكون أفضل في هذا الجانب لكن ما المنطق في وضع الدولي الفرنسي على الجانب الأيمن في الوقت الذي يميل فيه ليونيل ميسي إلى هذا الجانب كذلك بينما يتم ترك الجناح الأيسر شبه شاغر في انتظار مساهمات كوتينيو أو جوردي ألبا؟

فإن افترضنا أن ديمبلي يعطي 100% من مستواه في الجانب الأيمن و70-80% من مستواه في الجانب الأيسر فإن الإضافة الكبيرة التي تمنح للفريق تغطي على هذا التراجع بوضوح فتمنح البلاوغرانا توازناً في اللعب ولا تجعله فريق الجبهة الواحدة بل يتعذر على المنافس معرفة من أين يأتي الخطر.

أحد المميزات الأخرى تكمن في امتلاك الفريق لخط وسط أفضل مقارنة بالموسم الماضي، كما أن هناك تنوعاً في خصائص كل لاعب ما يجعل اختيار اللاعب المناسب للمباراة أمراً أسهل لفالفيردي مقارنة بالموسم الماضي.

***

مميزات قديمة

أما عن المميزات القديمة فهي بكل تأكيد نبدأ الحديث عنها دون ذكر ليونيل ميسي.. الرجل الذي مازال يقدم عطاءات كبيرة جداً ربما عدم وصول برشلونة لأدوار متقدمة في دوري الأبطال في هذين العامين قد ألقى بظلاله عليها.

البرسا عانى في خلق فرص باستمرار أمام ألافيس فلم يكن لها سوى ميسي الذي واصل هوايته بالتسجيل من ركلات حرة فتحت المباراة كما كان مرعباً في مباراة هويسكا وكذلك كان قائد مستوى برشلونة الجيد في الشوط الأول أمام بلد الوليد.

لاتزال هناك مميزات قديمة للفريق منها تحركات جوردي ألبا العظيمة وكذلك المستوى المميز لتير شتيغن.

***

العيوب

صحيح أن سيرجيو بوسكيتس لم يعد منذ عامين ذلك الارتكاز الذي تأمن له دفاعياً بشكل تام، إلا أن هذا الموسم حتى الآن لا يبدو بوسكيتس قادر على تقديم نفس المردود البدني الذي كان يقدمه حتى وهو سيء.

ومن ضمن تلك العيوب كذلك عدم قدرة الفريق على المحافظة على دفاعه قويًا أمام أي فريق يمتلك الجرأة لمهاجمة البرسا.. حدث ذلك في كأس السوبر الإسبانية عندما كان دفاع برشلونة هشًا بما فيه الكفاية ليخلق إشبيلية 3 فرص محققة في الدقائق العشرة الأخيرة من المباراة منها ركلة جزاء كاد الأندلسيون أن يعادلوا بها النتيجة، ناهيك عما حدث في مباراة بلد الوليد في الشوط الثاني من فقدان تام للقدرة على إماتة المباراة وكبح جماح فريق صغير فقط لأنه تحلى بالشجاعة والرغبة في معادلة النتيجة فعجز الكتلان عن إيقافهم.

هذا الأمر يساعد فيه استمرار فالفيردي على سياسته في بعض المباريات بالتراجع للخلف بعد التقدم في النتيجة وهو ما يجعل من مسألة استعادة برشلونة للكرة أصعب وهو الفريق الذي لا يستطيع الدفاع بشكل واضح مع فقدانه للكرة بل كان يعتمد في إبعاد الخطورة عن مرماه على مقولة يوهان كرويف الشهيرة "لن تسجل في مرماي عندما تكون الكرة معي".

لذلك فإما على فالفيردي الاستمرار في سياسته لكن مع تقوية دفاعه حتى يستطيع إبعاد الخطورة، أو العودة لأصول البرسا والدفاع بامتلاك الكرة لأطول فترة ممكنة أما سياسة الرقص على السلالم فربما تودي بموسم البرسا للهاوية خاصة على المستوى الأوروبي حيث لا ينفع فيه التعويض.

استمراراً لما نلاحظه حتى الآن فإن برشلونة لايزال يحتاج لتحسين في خط الوسط وزيادة الانسجام والتناغم في تناقل الكرة، فراكيتيتش رغم تقديمه لأداء جيد خاصة على المستوى البدني إلا أن الكرة تأخذ وقتاً أكثر من اللازم عنده بينما كوتينيو مازال يفكر في التحرك بالكرة وحده والتسديد وهو أمر جيد لكنه في بعض الأحيان يأخذ من تفكيره ما لا تحتمله الهجمة، ولا ننسى ضرورة تحسين مردوده الدفاعي أو التنبيه على ديمبلي بمساندته دفاعياً في هذا الصدد.