روما - أحمد صبري

بدأت رسمياً حقبة الإيطالي روبيرتو مانشيني مع منتخب بلاده بعد خوضه مباراته الأولى مع الفريق إثر توليه مهمة تدريبه مؤخراً خلفاً للمدرب المقال فينتورا بعد الإخفاق في الوصول للمونديال في شهر نوفمبر الماضي.

المباراة جاءت ضمن الجولة الافتتاحية لبطولة دوري أمم أوروبا المستحدثة من قبل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أمام منتخب بولندا على ملعب رينا دالارا بمدينة بولونيا الإيطالية وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدف لكل فريق.



المباراة أوضحت أن عملية الإصلاح لن تكون سهلة أبداً خاصة وأنها لا تتوقفها كلها على عمل الجهاز الفني للأتزوري، الذي حاول بوضوح الهبوط بمتوسط الأعمار من أجل بناء جيل جديد قادر على حمل لواء الكرة الإيطالية، فكان الفريق الإيطالي متوسط عمره خلال التجمع الأخيرة 25.6 وهو متوسط مثالي في عالم كرة القدم فيما كان في عهد المدرب السابق فينتورا 31.2 وكان 31.5 في عهد أنطونيو كونتي ما بين 2014 وحتى 2016.

ويلقي "إكسترا سبورت" نظرة على أهم الملاحظات حول الخطوة الأولى لمانشيني وأبرز المشاكل التي يواجهها الرجل الإيطالي في الفترة المقبلة.

***

أهل الثقة

يحتاج مانشيني إلى تغيير بعض أفكاره سريعاً حتى لا يزداد الأمر سوءاً، فالكل مثلاً يعرف العلاقة الكبيرة بينه وبين اللاعب ماريو بالوتيلي بعدما كان هو السبب في منحه فرصة اللعب كاملة مع الفريق الأول لإنتر ميلان عام 2008 وحرص على اصطحابه معه عندما كان مدرباً لمانشستر سيتي، ولكن بالوتيلي 2018 ليس هو بالوتيلي 2008 أو 2012، المهاجم الإيطالي انخفض مستواه بشدة ولا تشعر برغبته في استعادة مستواه ومن ثم عليه الخروج من المنتخب حتى إثبات عملياً أحقيته بالعودة إليه، ولا يمكن أن يلعب أبداً أساسياً على حساب لاعبين في حالة بدنية وفنية أفضل مثل تشيرو إيمويبيلي مهاجم لاتسيو أو باتريك كوتروني مهاجم الميلان على سبيل المثال.

***

قلة الإيطاليين في الكالتشيو

تعد عملية اختيار لاعبين إيطاليين للانضمام للمنتخب أمراً في غاية الصعوبة في ظل انتشار اللاعبين الأجانب بشدة في الكالتشيو، ويزداد من الطين بلة أن الكثير من الإيطاليين رغم قلتهم في الأساس لا يشاركون بشكل مستمر وهو ما يجعل عملية الاختيار معقدة للغاية.

نسبة اللاعبين الإيطاليين تبلغ فقط 39.6% من قوائم الأندية العشرين التي تشارك في الدرجة الأولى الإيطالية، ويزداد الأمر تعقيداً عندما ترى أن النسبة تزداد للغاية في كل أندية القمة التي يكون فيها اللاعب مؤهل أكثر للعب على النطاق الدولي بفضل ارتفاع مستواه الفني والبدني

وهو الأمر الذي يحتاج لفترة ليست بقصيرة حتى يتم حله بشرط التخطيط الجيد لذلك من الأساس.

***

عشوائية اتحاد الكرة

تعد إيطاليا هي الدولة الأسوأ دون منازع بين كل دول العالم الأول في كرة القدم في الأمور الإدارية بعدما تمكن الفساد من كل أذرعها دون استثناء ليدفع المنتخب الثمن بوضوح خلال السنوات الأخيرة بخروجه مرتين من الدور الأول لكأس العالم بشكل مهين قبل أن يفشل في التأهل للثالثة من الأساس.

لا يمكن أن تخرج دولة من أزمتها الكروية دون تخطيط، وكي تقوم بالتخطيط تحتاج أولاً لأن تمتلك مجلس إدارة لاتحاد الكرة يمتلك الكفاءة والرؤية التي تؤهله لذلك، ويكفي فقط أن نذكر أنه بعد رحيل الاتحاد السابق، غير مأسوف عليه إثر الفشل في التأهل للمونديال، لا تمتلك إيطاليا اتحاداً للكرة منتخباً بعدما فشلت الجمعية العمومية في اختيار اتحاد كرة أثناء الانتخابات ليتم إلغاؤها بشكل مؤقت وتعيين روبيرتو فابريتشيني سكرتير عام اللجنة الأولمبية الإيطالية كرئيس مؤقت لتسيير الأعمال لحين إجراء انتخابات جديدة مستقبلاً.

***

فقر المواهب

هو النتيجة الطبيعية لغياب التخطيط والعشوائية التامة في إدارة الكرة الإيطالية، فأصبح اللاعبون الإيطاليون بعيدين تماماً عن المستوى العالي المعروف الذي عُرفت به الكرة الإيطالية منذ سنوات طويلة.

فرغم وجود عدد من الأسماء الشابة حالياً والتي ظهرت بالصدفة دون تخطيط حقيقي مثل دوناروما ومويس كين وماركو فيراتي وكالدارا وروجاني ورومانيولي، إلا أنهم جميعاً بعيدون عن مستوى نظرائهم في منتخبات الصف الأول، كما ستجد بعض المراكز الأخرى لا تمتلك حتى أسماء مقاربة لهم في الجودة، وهو الأمر الذي يفسر بوضوح لماذا تفضل الأندية الإيطالية مؤخراً اللجوء إلى اللاعبين الأجانب لتحقيق طموحاتها وعلى رأسها يوفنتوس الذي يُعرف تاريخياً في إيطاليا بأنه يفضل تواجد عدد ضخم من الإيطاليين في تشكيلته أصبح يمتلك الثنائي جورجيو كيليني وليوناردو بونوتشي فقط في تشكيلته الأساسية في الوقت الحالي علماً بأن الثنائي يبلغ من العمر 34 و31 عاماً على الترتيب.