عام هجري جديد يطل علينا نسأل الله فيه كل الخير والبركة على الأمتين العربية والإسلامية والنصر على من عادانا.. من عادتي أقوم بتدوين بعض الكتابات القصيرة التي تعكس خلاصة بعض التأملات لي في هذه الحياة.. أجدني وأنا أستقبل عامي الهجري الجديد -ولله الحمد- أود مشاركتكم بها علها تحمل فائدة تخدمكم مع بداية العام الجديد.

* كل عام جديد يمر بك عليك أن تنتبه إلى خلاصة تجاربك وما تعلمته خلاله، إلى كل الوجوه العابرة التي مرت بك خلاله وما حصدته منها سواء تجربة شخصية مثمرة ورائعة أرقت بفكرك وبشخصك أو عبرة سيئة منحتك درساً لا تنساه! هل كانت هناك مكاسب لك فيها أو أنها سنة لم تزدهر فيها كثيراً بقدر ما كنت تسعى لأن تتجاوز الكثير من الأمور العالقة والانتهاء من المسائل المتراكمة بحياتك.. الأهم من كل هذا عليك أن تتابع علاقتك مع الله هل تطورت للأفضل أو لاتزال كما هي؟

* المطر ليس جنداً من جنود الله فحسب بل إحدى رسائله الكونية المخفية أحياناً، أنه قد يكون رسالة لبني البشر أن عمروا الحياة بالخير وأنبتوا فيها أعمالاً صالحة، كما أعمر الله لكم الأرض من خلال المطر وأنبت فيها لكم الزرع، لكن أجمل أنواع المطر الذي سيمر في حياتك هو عندما يمطرك الله روحياً فتشعر أنه قريب بك.. يسخر مواقفك وأشخاصاً ليشعرك بأن دعاءك مستجاب وبأنه يشعر بك!

* هناك نوع من الأعداء بإمكانك أن تكسبه وهو النوع الذي أساسه طيب جداً لكنه يعاديك لأنه سمع عنك دون تأكد، أو حاقد شوه صورتك لديه، وهناك عدو لن تكسبه مهما فعلت لأنه بالأصل حاقد يتمنى زوال النعم والخير بحياتك، ولن يوقف عداوته لك لأنه بالأصل داخلياً يعادي نفسه وغير متصالح مع الحياة، فهو عدو جبل على التركيز على حياة الآخرين أكثر من حياته!

* في هذا الزمن المخيف إياك أن تصدق عينيك بل صدق قبلهما عقلك وحاسة البصيرة لديك، وإياك أن تتبع ما تسمعه أذناك وتكتفي به بل استمع لصوت إحساسك الداخلي وصوت قلبك وتفرسك العميق للأمور.

* كل المتشدقين بالحرية في داخلهم عبودية التحرر من إثم الانفلات الذي يعانونه!

* الصداقة كما الحب فيما يخص العلاقات الإنسانية، قانونها الوحيد الذي ينظم أدبياتها هو القلب وتوالف الأرواح.. لا شيء غيره يجعلها صادقة أو مزيفة، لذا ستدرك سيكولوجية الصداقة الغريبة مع مرور الوقت وأنت تكبر، ستدرك مع الأيام حكمة كيف تتأقلم مع أحدهم مقابل قد لا «تتوالف» روحك مع كثيرين، فالصديق هو من تفهمه عميقاً وتدرك فرحه أو حزنه من نبرة الصوت ونظرة العين، وأن تؤثره على نفسك في بعض المواقف والأمور وألا تجامله عندما يخطأ وتنافقه!

* إن كنت تحب أحداً عليك بالدعاء له في ظهر الغيب، وإظهار صدقات في الخفاء لإبعاد الشر عنه، وتمني الخير له بقلبك قبل أن تقولها له بلسانك، أما غير ذلك فكله «كلام فاضي»!

* البعض يغار منك بشدة ويسعى لتقليدك في كل أمور حياتك واهتماماتك بشكل مرضي حتى يكون نسخة بشرية منك، فهؤلاء تجنبهم واشطبهم من حياتك وابتعد عنهم بمسافات آمنة لأنهم سيؤذونك في النهاية.

* عدم فهمك لشيء ما قد يؤدي إلى أن تحبه!! قد يكون سبب عدم الفهم هو السبب الذي أدى بك إلى حب شيء ما.. قد تكون تحب شيئاً ما لأنك لا تفهمه ولا تعرفه!! أحياناً تحب شيئاً لأنك لا تراه بكامل حقيقته ولأنك تطير بحبه في الفضاء لا على أرض الواقع.. قد يكون ما يحتاجه الحب أن تحب شيئاً ما لا تفهمه!! نحن نحب متابعة المباريات لأننا لا نفهم أنها مجرد كرة قدم تركلها الأقدام لتنتهي بنتيجة إما الفوز أو الخسارة.. لأننا لا نراها بالحقيقة المطلقة وأنها مجرد لعبة شأنها شأن بقية الألعاب!!.. نحب مطالعة الأفلام رغم أنه بإمكاننا قراءة ملخص الفلم والوصول لنهايته.. نحب مطالعة الحلقات التلفزيونية رغم أنها قد تكون خيالية جاءت من وحي كاتب لا من واقع.. نحب متابعة فنان ما ونعيش مع انفعالاته ومشاهده رغم أننا ندرك أنه مجرد ممثل يمثل ويؤدي دوراً!! فأحياناً الحب لا يحتاج لأقدام في الواقع بل تحليق وطيران في فضاء عدم الواقعية!!

* لا أعلم أي كوكب ينتمي إليه هؤلاء البشر.. من سخروا أنفسهم دائماً لمتابعة الآخرين ورصد حركاتهم بل ومتابعة أخبارهم وما الذي يفعلونه في حياتهم الخاصة.. هم بالتأكيد من كوكب بعيد يدعى كوكب «الفاضين جداً».

* لا نعلم كيف ترتب أيامنا وكيف يقدر الله لك سوءاً باطنه خير، وخيراً باطنه شر يتربص بنا، لكننا نعلم علم اليقين أن كل ما يقدره الله «خير»، كما لا توجد في الحياة صدفة فكل الأمور والمحطات التي تمر في حياتك هي ترتيب من الله لك تحمل رسائل وعبرات وموعظة.

* لا تأكل بشراهة ثم تقول مرضت وهذا قدري، ولا تسر بسرعة فتسقط وتقول هذا قدري، ولا تتهور في السياقة فتقول هذا قدري مقابل مئات الناس الذين يفعلون الشيء ذاته ولا يصيبهم شيء، لأن الله قد يكون أراد تأديبك حتى تدرك نعمة الصحة وابتلاك ليسقط ما عليك من ذنوب ويركد ما فيك من تهور. إذن متى نقول عندما يصيبنا شيء ما هذا قدر؟ عندما تسير على الطريق الصحيح وتفعل كل ما عليك ثم يصيبك سوء هنا نقول قدر الله وما شاء فعل!

* هناك لحظة ما في العمر يمر عليك وقت يغيرك للأبد، تجعلك لم تعد أنت!! تزهر روحك بطريقة مختلفة، تفكر بطريقة مغايرة تماماً عما كانت عليه طبيعة تفكيرك دائماً، تتبدل كلياً لا جزئياً، تخرج من شرنقة حياتك السابقة إلى حياة بروح جديدة تشعر خلالها أنك لم تعد تعرف نفسك ولم تعد تتعرف على شخصك الجديد، لقد تغير كل شيء فيك، مات بداخلك الكثير وولدت بداخلك أمور أخرى، تتغير نظرتك للحياة والأمور فتجد نفسك تنظر من زوايا لا تعرفها ولم تفكر بها يوماً! في لحظة ما تختلف فلم تعد تشبهك.. هي اللحظة الحاسمة من العمر، لذا يقال دائماً من الظلم والإجحاف أن تحكم على شخصية إنسان قبل خمس سنوات واليوم، كما برامج الكمبيوتر وأجهزة الهاتف هي في تطور وتغير مستمر كذلك شخصية الإنسان، ولكن الفرق هناك من يتطور للأفضل وهناك من ينحدر للأسفل!

* لا يكفي أن تكون كاتباً إن كنت تحب القلم، عليك أن تشعر بكل ما تكتب وتتبناه داخلياً، عليك أن تكون قبل كل شيء محامياً لكلماتك، ولا يكفي أن تكون قوياً، بل عليك في كل عام جديد من حياتك أن تكون أقوى مما سبق!