سبعة صواريخ استهدف بها الحرس الثوري الإيراني مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني في كويسنجق بجنوب شرق أربيل. الحرس تباهى باستهدافه الأكراد بينما دعا خامنئي إلى المزيد بغية «ترهيب الأعداء»، أما العراق فلم يجد للأسف غير إدانة خرق إيران لسيادته حيث أعلن المتحدث باسم الخارجية «الرفض القاطع لخرق السيادة العراقية من خلال قصف أي هدف داخل الأراضي العراقية». أما الحرس الثوري الإيراني فتباهي بما فعل وقال بوضوح إنه استهدف مقر الحزب بسبعة صواريخ أرض - أرض قصيرة المدى من طراز فاتح 110 ونشرت وكالة «تسنيم» التابعة للحرس الثوري ومنبره الإعلامي مقاطع فيديو لإطلاق الصواريخ من منصات متحركة، وأشارت إلى أن طائرات «درون» صوّرت مقر الحزب لحظة إصابته. واستكمالاً للخبر نقل موقع خامنئي عنه قوله «عزِّزوا قدراتكم قدر المستطاع لأن قوتكم ترهب العدو وترغمه على التراجع».

هذا هو النظام الإيراني، لا يهمه الآخر، ولا تهمه العلاقات، ولا يهمه أي شيء، المهم عنده والأهم هو أن يفعل ما يريد، فهو يعتبر أن من حقه أن يفعل ما يشاء وقت ما يشاء بالكيفية التي يشاء ويعتبر دولاً بعينها ومنها العراق تابعة له وأن من يحاول أن يحصل على حقوقه بأي طريقة وإن كانت متوافقة مع الشرعة الدولية تأتيه الصواريخ من حيث لا يحتسب. أما خامنئي فيوفر الغطاء الشرعي لكل هذه العمليات ولا يتأخر عن إصدار الفتاوى لو احتاج الأمر لإصدارها، بدليل ذاك الذي قاله فور تنفيذ تلك العملية التي تباهى بها الحرس الثوري. في السياق نفسه جاءت أخيراً تصريحات مستشار خامنئي للصناعات العسكرية والذي كان يشغل منصب وزير الدفاع، العميد حسين دهقان عن «استعداد طهران لدعم الحوثيين عسكرياً.. في حال طلبوا ذلك»، حيث قال إن اليمنيين يدافعون عن أنفسهم بشكل طبيعي وأنهم سيحصلون على أي مساعدات من أي مكان وأن من الطبيعي أن يدعمهم كل من يريد أن يدعمهم لأن عدم دعمهم ظلم جائر.

ببساطة قال دهقان «نحن في إيران سنقدم لليمنيين المساعدة إذا أرادوا.. فهم شعب مظلوم يتعرض لعدوان ولا يمتلك شيئاً (...) هم يدافعون عن أنفسهم وبكل ما أوتوا، ويمكنهم تلقي المساعدات من أي أحد كان، وإذا طلبوا منا المساعدة سنقدمها لهم». وعما إذا كانت هذه المساعدات تشمل حتى المساعدات العسكرية قال «سنقدم لهم أي مساعدة يحتاجون إليها»، ولم ينسَ بالطبع أن ينكر تواجد إيران العسكري في اليمن ولم ينسَ الإساءة إلى السعودية!

مثلما سمح النظام الإيراني لنفسه خرق سيادة العراق وضرب الأكراد فيها سمح لنفسه إمداد الحوثيين بالأسلحة، أو بالأحرى الاعتراف بأنه يمدهم بالأسلحة، حيث الحقيقة الثابتة هي أنه لولا الدعم الإيراني المستمر لما تمكن الحوثيون من الصمود يوماً واحداً. تطاول النظام الإيراني وصل حد اعتقال والتحقيق مع كل من يشك في أنه ليس معه حتى لو لم يكن إيرانياً، ودليله ما حصل لعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الشيخ محمد التوبلاني الذي كان في زيارة لإيران وتم الاعتداء عليه في مشهد. ما سبق يكفي للقول بأن أحداً لا يمكنه أن يشك في دقة المعلومات التي جاءت في بيان اللجنة الوزارية العربية الرباعية المعنية بمتابعة تطورات الأزمة مع إيران وسبل التصدي لتدخلاتها في الشؤون العربية والمكونة من البحرين والسعودية والإمارات ومصر والأمين العام لجامعة الدول العربية والتي اجتمعت أخيراً في القاهرة وملخصها أن الحرس الثوري الإيراني وأذرعه الخارجية عمل على تشكيل وتمويل وتدريب «سرايا الأشتر» الإرهابي وتزويدهم بالأسلحة والعبوات الناسفة للقيام بسلسلة من الأعمال الإرهابية الخطيرة والإخلال بالأمن والاستقرار وضرب الاقتصاد في البحرين.