ياسمين العقيدات

فضل اقتناء الآثار وجمع الصور منذ أن كان في التاسعة من عمره..وعلى الرغم من حصوله على شهادة طيران "أف أي أي الأمريكية للطيران" كأول بحريني يحصل عليها، إلى أنه حبذ امتلاك المقتنيات والقراةة والكتابة.

يوسف صلاح الدين، رجل أعمال تولع بالاحتفاظ بجمع الذكريات والآثار القديمة، حتى إنه قال عنها "إن مقتنياتي غالية جداً ولا تقدر بثمن".



ويقول صلاح الدين "لا أجعل أي حدث يمر مرور الكرام دون الاحتفاظ به مهما كان، حتى الإصدارات الأولى من بعض الصحف والأخبار المهمة أحتفظ بها حتى الآن".

ويضيف قائلاً "إن الذي يشد الإنسان إلى الماضي ويستهويه، جمع كل ما هو لا يساوي شيئاً اليوم ليصبح في المستقبل ذو قيمة معنوية قبل أن تكون مادية".

يوسف صلاح الدين، أول بحريني يحصل على شهادة طيران "أف أي أي الأمريكية للطيران"، لكن من كان يدير شركة الطيران جلف أفييشن في ذلك الوقت، لم يرحب به حيث وقف حاجزاً بينه وبين حلمه في الطيران.

ويقول صلاح الدين "لم أنس كلماته التي لا تزال تتردد في أذني حتى الآن وهي "هذه الشركة ليست للبحرينيين"، وحتى المجتمع البحريني سابقاً لم يكن يتقبل وجود طيار بحريني لثقتهم بالطيار البريطاني أكثر من العربي.

ويقول صلاح الدين "بدايتي كانت بجمع الصور والأحداث منذ أن كنت في التاسعة من عمري، بعدما أهدتني والدتي صورتين وأنا أعتز بهما كثيراً، حيث أهدتني صورتين من النسخ الأصلية أحدهم كانت لمحمد علي باشا تعود للعام 1936، وهي كانت النواه لتولعي الشديد في الاحتفاظ بالصور".

ويقول "في مجموعتي العديد من النسخ الأصلية وحتى التي تم نسخها وعدد من الصور التي لا توجد منها إلا نسخة واحدة وهي من ضمن مقتنياتي الثمينة".

وقال "بعد رفض شركة الطيران توظيفي، كنت أمام خياري السفر إلى إحدى الدول الأفريقية التي عرضت علي العمل هناك أو التخلي عن حلمي والبقاء في البحرين، وكان خياري عدم التخلي عن بلدي والبقاء فيها مما جعلني أتجه إلى مجال التجارة".

ويواصل "بعد مرور 3 سنوات ونصف تسلمت رسالة من شركة طيران الخليج ولكن للأسف رفضت العرض لانخراطي في عالم التجارة واستقلالي التام فيها مما جعلني أترك الحلم الذي كان يستهويني".

ويضيف صلاح الدين: "بعد أن تخليت عن حلمي، فضلت التجارة نتيجة لتشجيع والدي الذي كان مهندساً معمارياً ويمتلك عدة مشاريع عمرانية، حيث قررت دخول تجارة المقاولات ومواد البناء".

ودعا صلاح الدين، جميع العاملين في مشاريعهم الخاصة وتجارتهم البحث عن الميول والهوايات في هذا العمل حتى يستمتع في عمله.

وقال "إن تحويل مكتبي الخاص إلى متحف للمقتنيات التراثيه القديمة هو بحد ذاته اعتزاز لي ولهذا اخترت أفضل مكان أحب الجلوس فيه ووضع جميع ما يستهويني على الحائط وعلى المكتب..بعض زوار مكتبي يستهوون ما أعلقه على الحائط".

ولم يستهوي صلاح الدين امتلاك المقتنيات وتسجيل الذكريات فقط، إلا أنه أحب القراةة بشدة والكتابة بشكل أكبر، ففي السابق كان يقرأ ما يقارب 3 إلى 4 كتب أسبوعياً أما الآن لا يستطيع بسبب انشغاله الكبير في التجارة.

وعن عدد الصور التي يقتنيها يقول صلاح الدين "أمتلك 200 صورة تم تعليقها وغيرها الكثير لم يتم تعليقها..لدي مجموعة من التحف التي أعتز منها، كنموذج لصحن كان موجود في السابق ببريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت الحكومة في ذلك الوقت تطلب مساعدة مالية لشراء طيارة "بت فاير"، التي رسمت على هذا الصحن.

ويقول "مما يدعو للفخر أن البحرين حكومةً وشعباً تبرعت لشراء 6 طائرات بت فاير في 1941 وكتب عليها اسم البحرين في الحرب العالية الثانية".

ويتابع "يجب الاحتفاظ بهذه الذكريات وتدوينها وتوثيقها واقتناء الإصدارات الأولى منها..هذا تراث يجب الاحتفاظ به وتدوينه، ففي بعض الأحيان تمر أمامي معلومات خاطئة لتراثنا العريق في بعض مواقع الإنترنت".

وفي جولة "الوطن"، في متحفه، تبين أن صلاح الدين احتفظ بزجاجات "كوكاكولا"، كانت تباع في إحدى الحقب الزمينة بمناسبة كأس العالم، إلى جانب وجود صور أصلية للعديد من الشخصيات الكبيرة والمعروفة ليست فقط على مستوى البحرين بل في العالم أجمع.

كما لوحوظ احتفاظه، بالإصدارات الأولى لبعض الصحف البحرينية والمجلات التي كانت خارج وداخل البحرين، فبعضها تم إغلاقها والبعض الآخر لا يزال يتم إصداره.

ويضم متحفه أيضاً، العديد من العملات القديمة المزورة والأصلية البحرينية وغيرها ونسخ من رسائل كان يتم كتابتها لكبار الشخصيات لتعبر عن أهمية الشخص ونسخ لرخص قيادة السيارة القديمة وجواز البحرين القديم، إلى جانب نماذج للعديد من السيارات والطائرات القديمة وعدد من المقتنيات التي لا تحصى ولا تعد، فلكل صورة أو نسخة أو نموذج أو تحفة في هذا المكان يمكن كتابة قصة كاملة أو كتاب تحكي ما خلفها.

ويختتم صلاح الدين حديثه بالقول "هذه الهواية توارثها لبني صلاح الذي بدأ بتكوين مجموعته الخاصة في مكتبه الشخصي.. رسالتي لأبنائي توزيع هذه المقتنيات بإنصاف وعدم التخلي عنها مهما حدث والاهتمام بهاـ وفي حال الإحساس بصعوبة الاهتمام بها أن يتم إرسالها لأشخاص يقدرون قيمتها المعنوية ويحافظون عليها.