صلاحياتك وحدود سلطاتك هي تشريعات القوانين والرقابة على أداء الحكومة وأدواتك لتحقيق هذه السلطات والصلاحيات محددة سلفاً في الدستور وفي قانون السلطة التشريعية.

فإن أردت أن ترشح نفسك وترى نفسك أهلاً لهذه المهمة ونصحتك الوالدة حفظها الله وشجعتك زوجتك فتوكل على الله، فشروطنا ميسرة وسهلة وليست بها تعقديات وفتحت المجال أمام الكفاءة وغير الكفاءة!!

إنما كي ترجح كفتك على كفة غيرك ابدأ بمخاطبة عقول الناس لا قلوبهم، أبدأ وركز معي هنا قليلاً حفظك الله بتحديد ما تراه أولوية لتضعه عنواناً لبرنامجك واحرص زادك الله حظاً على أن يكون البرنامج مفصلاً على أحد أدواتك النيابية، سمعت أدواتك النيابية!

بمعنى إما أن تختار أن يكون برنامجك الانتخابي عبارة عن مقترح بقانون جديد، أو أكثر من مقترح حسب قدراتك، أو مقترحاً بتعديل قانون سواء بتعديل أحد بنوده أو إضافة بند جديد في قانون موجود، تعدنا أنك ستتقدم به للمجلس النيابي في حال فوزك، وحاول أن تقنعني بأن هذا المقترح يخدم الصالح العام، اقنعني أننا نفتقد مثل هذا القانون أو أن التعديل الذي ستقترحه سيصحح خللاً تشريعياً أو يسد فراغاً تشريعياً.

فإذا فرغت في من أداتك التشريعية، طبعاً هناك سلطات أنت مخول بها مثل التصويت على مقترحات القوانين التي تقدمها الحكومة بالرفض أو القبول أو التعديل ولديك صلاحيات رفض المراسيم الملكية أو قبولها، ولديك وهذه واحدة من أقوى أدواتك الموافقة على البرنامج الحكومي والميزانية العامة والحساب الختامي أو رفضه، لا يمر إلا إذا صوت بالموافقة عليه، فقل لي ماذا أنت فاعل بتلك الأدوات وركز فيما تقول بحيث أسمع شخصاً قرأ وفهم وتابع ويعرف حدوده وإمكانياته ويعرف أين مواقع قوته وكيف سيستغلها، وكيف سيفحم الحكومة ويقنعها بمقترحاته.

هذه هي حدود صلاحياتك وسلطاتك التشريعية، وهي صلاحيات واسعة وقوية، فركز هدانا الله وإياك في ما ستقوله للناخبين في منطقتك، تذكر بأن المرشح الذكي هو الذي يعرف حدوده ويحدد برنامجه ضمنها، والعبرة ليست في كثرة المقترحات بل بأهميتها وبعائدها والأهم بضمانات قبولها وإمكانية تنفيذها وبصياغتها المركزة، وأنا راضية بمقترح واحد أرى فيه تغييراً وتحسيناً لحياتي وحياة أبنائي والأجيال القادمة ولو كان طفيفاً، سواء أكان صحياً أو بيئياً أو مالياً أو تعليمياً أو غيره.

الأمر الثاني الذي هو في نطاق سلطاتك وصلاحياتك هي أدواتك الرقابية على أداء السلطة التنفيذية، وأتمنى أن (تاخذ فره) على الدستور واللائحة الداخلية للمجلس النيابي وتقرأ قليلاً وتحفظ تلك الأدوات الرقابية بحدودها وإمكانياتها، وتضمن إحداها أو اثنتين منها في برنامجك الانتخابي، فمثلاً بما أنك تملك أداة السؤال شهرياً فمن من الوزراء تريد أن تسأله؟ وماذا تريد أن تسأله؟ إنما تأكد الله يحفظك بأنك بحثت وسالت ولم تجد لسؤالك جواباً، وليس كما يفعل العديد من نوابنا الله يحفظهم الكثير من أسئلتهم لو ضغط على زر جوجل لحصل على إجابته، أو لو كلف الأمانة العامة بتوفير المعلومات له لحصل على الإجابة، فلا تضيع هذه السلطة التي لديك في سؤال شهري (بايخ)

واعلم أن لديك أداة تشكيل لجنة تحقيق وأداة استجواب (شبه مستحيل) ولديك أيضاً صلاحية التصويت على عدم التعاون مع الحكومة وهذه أيضاً مثل (بيض الصعو) أو من سابع المستحيلات نظراً للعدد المطلوب لها، لذا فإن قوتك تكمن في السؤال وفي لجان التحقيق وهي أداة في غاية القوة، فركز هدانا الله وإياك على هاتين الأداتين وهما قويتان لو أمكنك توظيفهما توظيفاً سليماً مهنياً، فأي لجنة تحقيق ستدعو لها وفي ماذا بالضبط ولماذا ؟ اترك عنك العناوين الواسعة (محاربة الفساد) خبرني أين وكيف بالضبط وجدت فساداً.

فالله الله في التركيز، أما قصة رشحت لأنقل (هموم) المواطنين، فالأخت أم زيد استقلال أحمد الله يديم صوتها في الإذاعة قائمة بدورها وزيادة، أنت لست ناقلاً للحرارة أنت مولد كهرباء أو هذا هو المفروض- والفرق واضح!

طبعاً نحن نتحدث عن المرشحين الجادين، لا المرشحين الذي يعرفون سلفاً صعوبة فوزهم ولكنهم ينتهزون الأفراح والمناسبات ليحشروا أنفسهم مع المحتفلين بالمناسبات رغبة في بعض الأضواء والشهرة المؤقتة، وما أكثرهم!!