لندن - كميل البوشوكة، "وكالات"

أسفرت عاصفة "آلي" في بريطانيا عن وقوع قتيلين وجريح، فيما انقطع التيار الكهربائي عن آلاف الأشخاص، وتأثرت حركة النقل والملاحة بسبب الرياح العاتية والأمطار الغزيرة.

وبحسب ما نقلت قناة "سكاي نيوز" فإن أول عاصفة في الموسم ببريطانيا أحدثت أضرارا كبيرة بعدما وصلت سرعة الرياح إلى 164 كيلومتراً في الساعة.



ولقيت سيدة سويسرية مصرعها إثر انجراف سيارتها "من نوع كارافان" على حافة البحر في الساحل الغربي من إيرلندا، وقالت الشرطة إنها وجدت الجثة مباشرة بعد الحادث.

وأظهرت الصور عربة السائحة السويسرية وقد تحولت إلى قطع متناثرة أمام البحر، أما الحالة الثانية فسُجلت إثر سقوط شجرة على شاب في العشرينيات من عمره بمنطقة نيوري في شمال أيرلندا.

في غضون ذلك، أصيب شخص في الأربعينيات خلال العاصفة، وجرى نقله إلى المستشفى على الفور لأجل تلقي العلاج.

وكانت هيئة الأرصاد في بريطانيا حذرت في وقت سابق من تطاير الأجسام من جراء قوة الرياح، ونبهت إلى أن الأشياء المتناثرة قد تسفر عن قتلى وجرحى.

وسجلت أيرلندا انقطاعاً كبيراً للتيار الكهربائي حرم 186 ألف بيت من التيار، أما في اسكتلندا فانقطع التيار الكهربائي عن أكثر من 70 ألف منزل.

وعلى مستوى النقل، اضطر مطار دبلن في إيرلندا إلى إلغاء 75 رحلة بسبب الظروف الجوية فيما تم تحويل مسار عشر رحلات أخرى.

وذكرت قناة "سكاي نيوز" أن العاصفة "آلي" قد أثرت على المملكة المتحدة وأيرلندا، فيما معظم الجزر البريطانية لا تزال في حالة تأهب مع وجود رياح قوية وأمطار غزيرة تتحرك من المحيط الأطلسي".

وحذر مكتب الأرصاد الجوية من احتمال الاصابة والخطر على الحياة حيث تهدد الرياح العاتية بقطع الكهرباء، وإلحاق أضرار بالمباني، وتفجير بلاط الأسقف، وسقوط الأشجار وإطلاق أمواج كبيرة على الساحل".

وأضافت "سكاي نيوز" أنه "من المتوقع أن يصل ارتفاع الأمطار إلى نحو 10 سم في المناطق المرتفعة في ويلز وكومبريا في إنجلترا، في حين قد تصل سرعة الرياح إلى 65 ميلاً في الساعة وستضرب الكثير من المناطق في إنجلترا".

وقالت مذيعة الطقس في سكاي نيوز "إيزوبيل لانج"، "ستصبح الأمطار الغزيرة واسعة النطاق إلى حد كبير، مما يزيد من مخاطر الفيضانات المحلية. ويبدو أن أيرلندا الجنوبية وويلز وشمال غرب إنجلترا الأكثر تعرضًا للخطر".

وتابعت "الأمطار ستتوسع في شمال إنجلترا في حين أن الرياح تقوى في الجنوب مع وجود بعض العواصف غير الصحية".

وقالت "ستكون الهبات في حدود 50 ميلاً في الساعة، على الأرجح أقرب إلى 60 ميلا في الساعة حول السواحل المكشوفة، مع احتمال وجود رياح أقوى في شرق إنجلترا خلال هذه الليلة وفي الساعات الأولى من الجمعة".

من جهة ثانية، ارتفعت حصيلة الإعصار فلورنس الذي اجتاح جنوب شرق الولايات المتحدة نهاية الأسبوع الماضي قبل أن ينحسر إلى عاصفة استوائية، إلى 31 قتيلاً فيما يهدد ارتفاع منسوب الأنهر بمزيد من الفيضانات فيما تقدر الخسائر بمليارات الدولارات.

وقالت وكالة إدارة الحالات الطارئة في ولاية كارولاينا الشمالية إن 25 شخصاً لقوا مصرعهم من جراء فلورنس في هذه الولاية الأكثر تضرراً بالأمطار الغزيرة والفيضانات التي تسبب بها الإعصار والذي لا يزال يهدد بمزيد من الفيضانات واحتمال تشقق سدود وانزلاق للتربة.

وفي ولاية كارولاينا الجنوبية المجاورة بلغت حصيلة الضحايا ستة قتلى، بحسب ما أعلنت السلطات المحلية. وآخر الضحايا سائق شاحنة بيك-اب عبر بشاحنته طريقاً عائماً بالمياه في مقاطعة ليكسنغتون.

وقال حاكم ولاية كارولاينا الشمالية روي كوبر للصحافيين الإثنين إن "فيضان الأنهر سريع ويحدث في جميع أنحاء ولايتنا".

وقال كوبر "إنها عاصفة كبيرة لا تزال متواصلة" مضيفا بأن "الخسائر طائلة بالنسبة لولايتنا".

وفي فرجينيا، قرب ريتشموند عاصمة الولاية، قالت أجهزة الطوارئ إن رجل قضى في انهيار مبنى وسط ظروف طقس شديدة دون أن يتضح ما إذا كانت الوفاة مرتبطة مباشرة بفلورنس.

وأكثر من 12 من الأنهر الكبيرة في ولاية كارولاينا الشمالية وصلت مستوياتها إلى خطر حدوث فيضان كبير أو تهدد بارتفاع خطير لمنسوب المياه فيها.

وقال كوبر إن "العديد من الطرق في ولايتنا لا تزال مهددة بالفيضانات" محذراً السكان الذين تم إخلاؤهم من عدم العودة إلى منازلهم في هذه المرحلة، ومناشداً الذين بقوا في منازلهم عدم الخروج إن لم تكن لديهم ضرورة لذلك.

وانقطعت الطرق المؤدية إلى ويلمينغتون الواقعة على ضفة نهر كيب فير في كارولاينا الشمالية، بالكامل تقريبا لكن فرق الطوارئ تمكنت من إرسال شاحنات من المواد الغذائية والمياه ليلا إلى المدينة البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة.

وقال مسؤولو أجهزة الطوارئ في كارولاينا الشمالية إن 23 شاحنة محملة بالوجبات الجاهزة - التي وضبها الجيش الأمريكي - وصناديق مياه معبأة أرسلت إلى ويلمينغتون.

وانتشرت موجة تضامن في نيوبيرن التي عانت أسوأ الأضرار، حيث اصطف المواطنون أمام متجر محلي كان يوزع الدجاج المقلي والهامبرغر.

وقال برادن ويلش أحد منظمي المبادرة "هذا الحي، الأكثر تهميشاً وحرماناً اقتصادياً في البلدة، تعرض لأسوأ الأضرار. مازالوا بدون كهرباء". وأضاف "أردنا تلطيف الأجواء".