* المقاومة الأحوازية تعلن مسؤوليتها عن الهجوم.. وطهران تنفي تورط "داعش"

* عشرات القتلى والجرحى بهجوم على عرض عسكري للحرس الثوري بالأحواز

* اهتزاز الثقة في الحرس الثوري القوة العسكرية الأقوى داخل إيران



* هجوم الأحواز يربك الحكومة الإيرانية ويضع "ولاية الفقيه" في ورطة أمنية

* بأمر خامنئي.. حملة قمع واسعة في الأحواز واعتقال العشرات إثر هجوم المنصة

الأحواز - نهال محمد، (وكالات)

أعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل وإصابة العشرات في هجوم استهدف عرضاً عسكرياً للحرس الثوري الإيراني في إقليم الأحواز جنوب غرب البلاد، فيما أعلن تنظيم الدولة "داعش"، مسؤوليته عن الهجوم، الأمر الذي نفته طهران، محملة منظمة أحوازية المسؤولية عن الهجوم. وفي وقت لاحق، أعلنت حركة أحوازية مسؤوليتها عن الهجوم على العرض العسكري، الذي أدى إلى مقتل 29 معظمهم من عناصر الحرس الثوري الإيراني في مدينة الأحواز، السبت.

ورأى مراقبون ومحللون أن "توجيه ضربة "مسلحة" إلى الحرس الثوري الإيراني القوة العسكرية الأقوى والأكثر تسليحا داخل إيران، يهز بشكل كبير الثقة في قدراته". وقال المتحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، يعقوب حر التستري، إن منظمة المقاومة الوطنية الأحوازية، التي تضم عدداً من الفصائل المسلحة، وتنضوي حركته تحت لوائها هي المسؤولة عن الهجوم.

وشنت قوات أمن النظام الإيراني حملة مداهمات واسعة في مدينة الأحواز، عقب الهجوم المسلح على العرض العسكري للحرس الثوري.

وقالت مصادر إن "المداهمات استهدفت أحياء الثورة والملاشية وكوت عبدالله، حيث اعتقلت قوات الأمن عشرات الأحوازيين".

وتأتي الحملة القمعية الواسع بتكليف مباشر من المرشد الأعلى للنظام، علي خامنئي، الذي أصدر أمراً لقوات الأمن بـ"الوصول إلى المجرمين وراء الهجوم في أقرب وقت"

وذكرت وكالة أنباء الطلبة الرسمية أن الرئيس حسن روحاني طلب من قوات الأمن "اتخاذ كافة الإجراءات للوصول إلى هوية المسؤولين عن الهجوم".

وأوضحت مصادر رسمية إيرانية أن 29 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات في الهجوم.

وكشفت مصادر أحوازية أن مقاتلين من الأحواز استهدفوا قوات الحرس الثوري الإيراني وقوات الباسيج خلال استعراض عسكري، ما تسبب في مقتل عدد كبير من قوات الحرس الثوري وجرح العشرات.

وأعلن التلفزيون الرسمي أن الهجوم استهدف منصة احتشد فيها المسؤولون لمتابعة الحدث الذي يقام سنوياً بمناسبة ذكرى بدء الحرب العراقية الإيرانية التي دارت بين عامي 1980 و1988.

وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية بأن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 29 قتيلاً، وأصيب أكثر من 60 شخصاً.

وفي وقت سابق، أوردت وكالة إسنا أنه "قتل 24 شخصاً وأصيب 53 آخرون بجروح في اعتداء استهدف صباح السبت عرضاً عسكرياً في الأحواز جنوب غرب إيران، بحسب حصيلة جديدة رسمية"، مشيرة إلى أن بين الجرحى حالات حرجة".

وفي وقت سابق، أكدت مصادر أحوازية مقتل 25 عنصراً من الحرس الثوري فيما أصيب 52 آخرون.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن حاكم "إقليم خوزستان"، علي حسين حسين زاده، قوله "إن متشددين اثنين قتلا، واعتقل اثنان آخران".

من جهته، قال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبدالفضل شكرجي للتلفزيون الرسمي إن "من أصل أربعة مهاجمين أرسل ثلاثة إلى الجحيم في عين المكان ولحق بهم بعد قليل الرابع الذي أصيب وأوقف بسبب خطورة إصابته".

إلى ذلك، قال قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني إن إطلاق النار على العرض العسكري الذي أودى بحياة 24 شخصاً، يعد استمراراً لممارسات تنظيم "داعش" في العراق وسوريا ودليلاً على "الذلة".

ونسبت وكالة فارس للأنباء إلى الأميرال علي فدوي مساعد قائد الحرس الثوري قوله "إن هذا العمل الإرهابي لا يثبت القوة، بل يدل على الذلة ويأتي استمرارا لممارسات داعش في العراق وسوريا، حيث يقتلون الأبرياء".

في حين قال متحدث عسكري إيراني إن مهاجمي العرض لهم صلات بالولايات المتحدة وإسرائيل.

وأضاف البريجادير جنرال أبوالفضل شكارجي لوكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للأنباء، قائلاً "إنهم ليسوا من داعش أو جماعات أخرى تحارب النظام الإسلامي الإيراني... لكنهم على صلة بأمريكا وجهاز المخابرات الإسرائيلي "الموساد"".

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إن بلاده سترد "بسرعة وحسم" على الهجوم، محملاً عملاء "نظام أجنبي" المسؤولية عنه.

وكتب ظريف تغريدة قائلاً "هاجم إرهابيون الأحواز بعد أن قام نظام أجنبي بتجنيدهم وتدريبهم وتسليحهم ودفع الأموال لهم".

وكانت وكالة أنباء "إسنا" شبه الرسمية نشرت صوراً لآثار الهجوم، حيث بدا جنود بالزي العسكري وملابسهم مخضبة بالدماء، يقومون بمساعدة بعضهم بعضاً على الابتعاد.

وكشفت مصادر أحوازية أن الآلاف من قوات الحرس الثوري وقوات الباسيج كانوا قد شاركوا في العرض العسكري، في مدينة الأحواز العاصمة.

وأشارت المصادر إلى أن المقاومة الأحوازية تستهدف من حين لآخر شركات النفط والغاز والأهداف العسكرية الأخرى ضد القوات الإيرانية في الأحواز من قبل المقاومة الأحوازية ازداد بشكل كبير منذ بداية عام 2018، حيث قامت جهه أحوازية باستهداف خطوط أنابيب النفط والغاز قبل أقل من شهر، مما تسبب في خسائر مادية للنظام الإيراني.

ويشهد إقليم الأحواز تظاهرات شعبية احتجاجاً على السياسات العنصرية للنظام الإيراني لتفقير وحرمان العرب من حقوقهم الأساسية. وأبلغت مصادر موثوقة من الأحواز بأن الآلاف من قوات الشرطة والحرس الثوري والباسيج والجيش وأجهزة الاستخبارات منتشرون في مدينة الأحواز تجنباً لهجمات أخرى ضد المواقع الإيرانية.

وقال مصدر أحوازي رفض ذكر اسمه، "نُفِّذت السبت عملية عسكرية أحوازية ضدّ قوات الحرس الثوري المحتل الإيراني الذي كان يقوم باستعراض عسكري في "معسكر 92 مدرع" الواقع في منطقة اللشكر الراقية، وقد امتدّت الاشتباكات بين المقاومة وقوات الاحتلال إلى محيط المعسكر المذكور ومكتبة باهنر وحديقة اللشكر العامة".

وتابع أن "العملية كونها قد حدثت في قلب مدينة الأحواز العاصمة "منطقة اللشكر" التي هي من أهم مناطق الأحواز الراقية والمحصنة سيكون لها تداعيات أمنية و إعلامية كبيرة". وأضاف أن "الحرس الثوري الإيراني مدرج على قائمة الإرهاب، وتسبب في الكثير من المشاكل للدول العربية مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين من خلال دعم الإرهاب والتطرف، ومن ثم، فإن لدى الأحوازي الحق في الدفاع ارضه ودياره وعن النفس ضد السلوكيات البربرية الإيرانية التي تسببت في تدمير الأرض والبيئة والمواطن الأحوازي من خلال سياسة فقر مدقع، والبطالة، والتغيير الديموغرافي، وسوء البيئة، وغير ذلك من سوء المعاملة الانسانية ضد الشعب العربي الأحوازي".

وأكد المصدر أن "آلاف من قوات الحرس الثوري الإيراني تم الدفع بهم للسيطرة علي وسط المدينة ومنطقة اللشكر وعدة مناطق أخرى في العاصمة. ويعتقد أن هذا النوع من الهجمات سيتزايد في مدن أخرى في الأحواز ضد القوات الإيرانية".