في كلمته في يوم العاشر من محرم أقحم أمين عام حزب الله اللبناني اسم البحرين إقحاماً واعتبرها من الدول التي تعاني مثل لبنان وسوريا والعراق واليمن والتي يتدخل فيها حزبه بشكل مفضوح، ومن دون أن ينتبه اعترف أن هذا الحزب دعم الذين قاموا بالتحرك في البحرين في السنوات القليلة الماضية على وجه الخصوص. للدقة قال «نجدد وقوفنا إلى جانب شعب البحرين.. نحن معه.. كنا وسنبقى إلى جانبه في خياراته، في طريقه، في التزامه، في سعيه إلى الحرية والكرامة والسيادة وحقوقه المشروعة وبقاء البحرين لشعب البحرين...» وليس لهذا الكلام من تفسير غير أن لهذا الحزب دوراً في الذي حدث ويحدث حالياً وسيحدث لاحقاً، فما قاله نصر الله تأكيد على استمرار هذا الحزب في هذا التوجه، مثلما هو تأكيد على الدعم الذي ناله أولئك منه، ومنه التدريب على استخدام الأسلحة وتهريبها إلى البحرين، فالأكيد هو أن وقوف «حزب الله» الذي هو أداة من أدوات النظام الإيراني إلى جانب أولئك ليس بالقول فقط ولكنه وقوف عملي، أي بكل أنواع الدعم ومنه المالي والإعلامي والتدريب والتخطيط... إلخ.

إقحام نصر الله اسم البحرين في خطابه ذاك فضحه وفضح حزبه وفضح النظام الإيراني لأن ما قاله يعد اعترافاً رسمياً بدعم الحزب ومن يقف من ورائه لأولئك الذين أسماهم «شعب البحرين» وزعم أنهم «المظلومين»، وهو تأكيد على أن جل أو حتى كل ما يقوم به البعض من ممارسات في بعض طرقات ومناطق البحرين منذ سنوات هو من تخطيط وتوجيه ذلك الحزب، ومنه على سبيل المثال ما قام به البعض أيام عاشوراء ابتغاء الفتنة حيث تم إحراج المشاركين في العزاء وإرغامهم على الدوس على بعض الكتابات التي تم خطها على الأرض، وهو ما لا يليق وليس من أخلاق أهل البحرين، ما يؤكد أن الكثير من الممارسات السالبة تم تصديرها إلى البحرين من قبل جهات لها باع طويل في إحداث الفتنة وتوفير أسبابها. والمثال أيضاً يتوفر في تسييس عاشوراء ورفع شعارات لا علاقة لها بعزاء الحسين عليه السلام ومحاولة الوصول إلى بعض الشوارع الرئيسة وتحويل العزاء إلى مظاهرة، وهو ما يضطر الجهات المعنية بالأمن إلى التعامل مع الموقف بما يستوجبه فتحدث المواجهات التي تتوفر من خلالها المادة التي يتم توظيفها في التو والحال من قبل إعلام النظام الإيراني وأجهزته المختلفة في كل مكان ومنها هذا الحزب الذي أخذ الحماس أمينه العام فاعترف بدعمه للفوضى ولعمليات التخريب في البحرين.

على مدى السنوات السبع الماضيات ظلت البحرين تقول إن هذا الحزب له يد في الذي يحدث في الداخل وإنه يدعم أولئك الذين اختاروا الخارج موئلاً، ووفرت ما يكفي من أدلة على هذا القول، وظل هذا الحزب والنظام الإيراني ومن يحصل على دعمهما ينكرون هذا الأمر وينفون كل خبر ذي صلة به، ثم ليأتي اليوم الذي يعترف فيه زعيمه بدور حزبه في البحرين وقيامه بعمليات التخريب والفوضى، ولا يكتفي بذلك وإنما يعلن بملء فيه بأن هذا الحزب مستمر في دعمه وفعله السالب «الأمر نفسه حصل فيما يخص الاتهامات بتواجد قوات هذا الحزب والنظام الإيراني في سوريا حيث ظلوا ينكرون هذا الأمر حتى اضطروا إلى الاعتراف به والتفاخر بأنهم يمارسون هذا الفعل. وللتذكير ظل هذا الحزب ينفي صلته بالنظام الإيراني ويستنكر كل اتهام له في هذا الخصوص إلى أن جاء اليوم الذي أعلن فيه أمينه العام وبالفم الملآن أن النظام الإيراني هو الذي أسس هذا الحزب وأنه هو الذي يموله ويوفر له كل احتياجاته بما فيها الرواتب».