بين الفينة والفينة يُفتح ملف «أبراج الاتصالات» على مصراعيه في الصحافة المحلية ثم يغلق دون وجود أي حل واضح يمكن أن ينظم عملية إنشاء وتشييد هذه الأبراج غير الوعود الطويلة. فقبل نحو ثلاثة أشهر كشفت إحصائية رسمية صادرة عن «هيئة تنظيم الاتصالات» أن عدد أبراج الاتصالات غير المرخصة في البحرين بلغ 1150 برجاً، مقابل 278 برجاً مرخصاً فقط، وأن أغلب تلك الأبراج غير المرخصة تقع في محافظة العاصمة إذ بلغ عددها 405 أبراج غير مرخصة، مقابل 118 برجاً مرخصاً. وفي المحافظة الشمالية، بلغ عدد الأبراج غير المرخصة 315 برجاً، مقابل 75 برجاً مرخصاً، في حين بلغ عدد الأبراج غير المرخصة في المحافظة الجنوبية 243 برجاً، مقابل 45 برجاً مرخصاً فقط. أما بالنسبة إلى محافظة المحرق، فقد بلغ إجمالي عدد أبراج الاتصالات 227، بينها 187 برجاً غير مرخص، و40 برجاً مرخصاً.

أمَّا قبل أيام، فقد كشف رئيس اللجنة الفنية بمجلس أمانة العاصمة «مجدي النَّشيط» عن ذات الأرقام المخيفة حول الأبراج المخالفة والتي تشكل نسبتها -حسب النشيط- 76% فقط من إجمالي عدد أبراج الاتصالات عامة. ما يقلقنا هو الفترة الطويلة التي أعطتها الهيئة للشركات لتصحيح أوضاعها، حيث «إن الهيئة منحت فترة لمدة 15 سنة لتعديل أوضاعها القانونية، وهو ما طالبت به المجالس البلدية، وأمانة العاصمة والبلديات بأن تكون أوضاع الأبراج غير المرخصة قانونية»، والتي تعتبر فترة مبالغ فيها، ولربما في هذه الفترة تزداد أعداد الأبراج الجديدة غير المرخصة، وقد تعطي هذه المساحة الزمنية كذلك الكثير من التهاون في معالجة أوضاع الأبراج غير المرخصة.

اليوم بلغ عدد أبراج الاتصالات في العاصمة المنامة نحو 523 برجاً، وسواء كانت أبراجاً مرخصة أو لا فإننا ومجرد دخولنا للكثير من مناطق المنامة نجد بأن الإرسال الخاص بالهواتف المحمولة وما يتعلق بخدمة الإنترنت ضعيف للغاية. ومن هنا نتساءل عن وظيفة كل هذه الأبراج وأعدادها الهائلة!

ليست المنامة وحدها من تعاني من ضعف الإرسال، فنحن في المحافظة الشمالية وبمجرد دخولنا المنزل لا يمكن أن نستقبل أي اتصال من أحد إلا نادراً أمَّا «الإنترنت» فإن إشاراته تختفي تماماً حتى ننقطع عن كل العالم مع كل هذه الأعداد من الأبراج.

نحن نطالب هيئة الاتصالات أن تجد حلاً فورياً لكافة مشكلاتنا المتعلقة بضعف الإرسال والاستقبال قبل أن تعطي 15 عاماً كمدة قصوى لأصحاب الأبراج لتعديل أوضاع أبراجهم التي نعاني منها الأمرَّين. فلربما خلال هذه الفترة الطويلة جداً نكون من الموتى المرحومين أصلاً، ولهذا يجب معالجة المسألة ونحن على قيد الحياة. هذا هو الأهم.