حين كان تلفزيون البحرين يعرض صور حفل الافتتاح لشركة أمازون كانت الرسائل تصلني إلى أن هذه الاستثمارات «لن يستفيد منها غير الأجانب انظري لمن حضر 90% منهم غير بحرينيين»، و»انظري لمن ستدفع تمكين؟ أموالنا ستذهب للأجانب الآن لنصبح كعذاري نسقي الأجانب ونترك البحريني».

هناك فجوة كبيرة بين شبابنا وبين جهود جلب الاستثمار التي يبذلها مجلس التنمية الاقتصادية، وهناك فجوة بين المجلس وبين وزارة العمل.

استقطاب شركات عملاقة كأمازون وغوغل جهد يستحق الإشادة فهو استقطاب لاستثمار نوعي بلا شك، إنما السؤال هو كيف يستفيد البحريني من هذا الاستقطاب تلك مهمة أخرى هي بالضبط ما «وجه به صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء إلى مواصلة طرح مزيد من المبادرات التي تشجع على استقطاب المواطنين بوظائف لائقة في القطاع الخاص وزيادة التنسيق مع هذا القطاع لتستند البرامج التدريبية على احتياجاته وبما يكفل سرعة توظيف المواطنين في الوظائف اللائقة التي تتناسب مع مؤهلاتهم ومستوى تدريبهم».

صحيح أن جهود وزارة العمل ملحوظة أيضاً بتوظيف أكثر من 12 ألف بحريني في القطاع الخاص كما بين ذلك وزير العمل في عرضه على مجلس الوزراء يوم أمس الأول إذ «أخذ المجلس علماً بحركة التوظيف التي تسير بوتيرة متنامية في القطاع الخاص بسبب الاستقرار في السوق والاستثمارات الجديدة، وذلك بعد اطلاع المجلس على أهم مؤشرات العمل التي تميز بها النصف الأول من عام 2018 والتي عرضها وزير العمل والتنمية الاجتماعية، من أهمها زيادة نسبة العمالة الوطنية في القطاع الخاص بنسبة 2.4% مقارنة بالنصف الأول من عام 2017، وتوظيف 12 ألف بحريني بالقطاع الخاص خلال النصف الأول من هذا العام، واستقرار معدل البطالة فيه عند مستوى 4.1%، فيما استفاد خلاله 3400 مواطن من البرامج التدريبية التي تقدمها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية».

إنما التوجيه الآن لا بد أن يكون على الجهود النوعية والمبادرات من أجل أن يحظى البحريني لا الأجنبي على الوظائف ذات الأجور المجزية التي توفرها فرص استثمارية كهذه، وعلى المبادرات التي تجسر العلاقة بين هذه الاستثمارات والشباب البحريني وكيفية الاستفادة منها.

هناك مؤسسات نشطة إعلامياً ونشطة على وسائل التواصل الاجتماعي وتستطيع أن تصل برسائلها بشكل واسع ومبسط وسلس وتستخدم كل الأدوات الحديثة والإلكترونية في التواصل مع الشرائح المستهدفة، وهناك مؤسسات كمجلس التنمية الاقتصادية مازال جهده ضعيفاً في هذا المسار، وها نحن أمام حالة نموذجية لانقطاع الجسور بين الشباب وبين جهد كاستقطاب أمازون وغوغل، والسؤال من جديد أين جهد مركز الاتصالات الوطني، وحتى لا نظلمه نطرح سؤالنا هل تم ربطه مع هذا الاحتفال منذ البدء؟ هل منح المجال والوقت كي يقوم بعملية التجسير؟ كان من المفروض أن يسبق حفل التدشين حملة استقطاب للوعي للشباب حتى يكون شريكاً في هذا الإنجاز ويستفيد منه.

من ممكن أن يستفيد من هذا الاستقطاب؟

كيف ممكن أن تستفيد؟

ما هي الفرص التي ستخلق؟

ما هي الأمثلة الدولية الناجحة؟

ثم

ما هي أرقام التواصل مع المجلس لمزيد من الاستفسارات؟

وهل هناك من هو جاهز للرد على استفسارات متخصصة ونوعية كهذه؟

هذه النقاط بإمكانها أن تكون ضمن إنفوجرافيك واحد أو ضمن فيديو قصير أو بأي وسيلة إبداعية أخرى المهم أن تجسر العلاقة بينك وبين الشريحة المستهدفة وهي الشباب.

مبادرات كهذه وغيرها كثير هي ما وجه به صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان التي ستجعل من حديث الاحتفال بإنجاز مجلس التنمية الاقتصادية باستقطاب أمازون وغوغل حديثاً إيجابياً وموجهاً بالاتجاه الصحيح بدلاً من الرسائل السلبية التي خلقها الاحتفال بأوساط الشباب.