* الخناق يضيق على المتمردين المدعومين من إيران بزيادة رقعة الخصوم

* ميليشيات الحوثي تختطف نساء وتقمع "هبّة صنعاء"

* ضربة للحوثيين في لحج.. وتنديد بجريمة الحديدة

* الجيش اليمني يحرر سلسلة جبال العظيدة في باقم

صنعاء - سرمد عبدالسلام، (وكالات)

تضيق الدائرة على ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران أكثر فأكثر مع تزايد رقعة الخصوم لتشمل أقرب المقربين، في ظل أنباء عن حدوث انقسامات وخلافات بين مراكز النفوذ داخل المليشيات، فيما قتل 26 عنصراً من ميليشيات الحوثي في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، على تجمعاتهم في مديرية الراهدة شمال محافظة لحج، في حين اختطفت ميليشيات الحوثي، السبت، نحو 55 طالباً وطالبة، من جامعة صنعاء، إضافة إلى عدد من النساء اللاتي حاولن التظاهر في شوارع العاصمة اليمنية، استجابة لدعوات "هبة صنعاء" للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقت فرضت الميليشيات تدابير أمنية مشددة في شوارع المدينة، تحسبا للتظاهرات. في الوقت ذاته، تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني في باقم صباح السبت، من تحرير سلسلة جبلية جديدة مطلة على مركز مديرية باقم، شمال محافظة صعدة، شمال اليمن.

وفجرت ميليشيا الحوثي الإرهابية في محافظة صعدة، شمال اليمن، قبل أيام، منازل تابعة لأنصار المرجعية الزيدي محمدعبدالعظيم الحوثي.

وقال مصدر محلي لـ "الوطن" إن "الميليشيات قامت بتفجير منازل تابعة لآل حميدان الموالين للعلامة الزيدي المنفصل عن الحوثيين محمد عبدالعظيم الحوثي، كما فجرت منازل أخرى لآل القمادي في المحافظة ذاتها عقب اشتباكات مسلحة بين الطرفين استمرت لساعات طويلة، سقط خلالها قرابة 40 قتيلاً وجريحاً من الجانبين، بعدما فشلت وساطات دينية وقبلية في احتواء الخلاف".

وأوضح المصدر أن "عملية تفجير تلك المنازل أتت بناء على توجيهات مباشرة من زعيم الحوثيين، فيما لايزال الوضع متوتر عسكرياً بشكل كبير في المحافظة بين الطرفين ومرشحاً للانفجار في أي لحظة بعد وصول تعزيزات لكلا الطرفين من مختلف المديريات إضافة إلى مديرية حرف سفيان في محافظة عمران المحاذية التي يملك محمد عبدالعظيم الحوثي فيها الكثير من الموالين.

ويعد محمد عبدالعظيم الحوثي من أبرز الشخصيات الزيدية التي نهجت تيار مجد الدين المؤيدي الذي كان على خصومه مع الزعيم السابق لمليشيا الحوثي "بدر الدين الحوثي" نتيجة خلافات في المعتقدات الحوثية الموالية لإيران.

وسبق أن دعا المرجع الزيدي في اليمن محمد عبدالعظيم الحوثي وهو ابن عم زعيم الحوثيين في تسجيل صوتي للجهاد ضد عبدالملك الحوثي وجماعته الذين يصفهم بالفساق والفجرة، واصفاً في ذات التسجيل ميليشيا الحوثي بالأوغاد والفاسدين ويعملون على استباحة دماء اليمنيين لمجرد الخصومة والاختلاف مع معتقدهم الرافضي الذي تم استيراده من إيران.

وقال في سياق حديثه "إن الحوثيين مفسدين في الأرض ينفردون بكل قبيلة على انفراد لكي يبيدونها وقد أضروا بالمساجد والمدارس وضربوا الأمة والمذهب الزيدي ولم يسلم أي يمني من ظلمهم وجبروتهم".

وأضاف إن "جماعة عبدالملك الحوثي متجبرين وعندهم أسلحة فتاكة ومال وجهاز إعلامي لمحاولة التعتيم على أي صوت يرتفع من أصوات المظلومين".

وتعاني مليشيا الحوثي الانقلابية حالة شديدة من التخبط والهلع عقب توالي الانكسارات الميدانية التي منيت بها موخراً على يد قوات الجيش اليمني المدعوم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، في مختلف جبهات القتال وبالأخص جبهة صعدة التي وصلت فيها طلائع الجيش الى جبال مران التي تعد المعقل الرئيس للمليشيات، ويرجح المراقبون وجود عبدالملك الحوثي في احد كهوفها.

وفي تطور آخر، اختطفت ميليشيات الحوثي الإيرانية، السبت، عدداً من النساء اللاتي حاولن التظاهر في شوارع العاصمة اليمنية، استجابة لدعوات "هبة صنعاء" للاحتجاج على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، في وقت فرضت الميليشيات تدابير أمنية مشددة في شوارع المدينة، تحسبا للتظاهرات.

وكشفت مصادر ميدانية في صنعاء أن الميليشيات اختطفت 15 امرأة خرجن للتظاهر ورددن شعار "بالروح بالدم نفديك يا يمن".

وأضافت المصادر أن الميليشيات اعتدت على الفتيات اللاتي خرجن في مسيرة سلمية، واقتادتهن إلى مركز شرطة الجديري، ومن ثم إلى مكان مجهول.

وتداول رواد مواقع التواصل مقاطع فيديو تظهر نساء مختطفات في إحدى الحافلات التابعة لميليشيات الحوثي.

وأضافت المصادر أن الميليشيات نظمت مسيرات مسلحة، ونشرت الآلاف من مسلحيها في شوارع العاصمة، لمنع خروج التظاهرات.

وأوضحت المصادر الميدانية أن الحوثيين نشروا ‏مدرعات وفرقا مسلحة في الشوارع، منها ميدان التحرير وسط العاصمة، كما جرى نصب نقاط تفتيش بشكل كثيف في مداخل صنعاء.

وأدخل الحوثيون كتيبة مسلحة إلى جامعة صنعاء ونظموا استعراضاً عسكرياً أمامها، بعد خروج عدد من النساء من الجامعة في محاولة للتظاهر، ونشرت الميليشيات الموالية لإيران العشرات من النساء المسلحات بالهراوات للمشاركة في قمع المتظاهرات.

وجابت شوارع العاصمة عربات مسلحة تقل مسلحين معظمهم من صغار السن، مدججين بشتى أنواع الأسلحة، ومن بينها القذائف الصاروخية "آر بي جي".

وتعكس تحركات الحوثيين العسكرية في صنعاء، حالة الذعر والخوف من أية هبة شعبية، بعد تصاعد وتيرة التذمر والسخط بين سكان العاصمة وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرتهم.

وكان نشطاء تداولوا منشورات تدعو للتظاهر والعصيان المدني في العاصمة، مؤكدين اقتراب ثورة الجياع التي ستطيح الميليشيات الانقلابية.

ونظراً لاستمرار الأزمة المالية التي يمر بها اليمن نتيجة استنزاف الحوثيين ثروات البلاد وتسخيرها لخدمة أعمالها الإجرامية، أغلقت العشرات من المحال التجارية أبوابها أخيرا، في العاصمة صنعاء وأوقفت نشاطها بسبب انهيار قيمة الريال اليمني.

وازداد الوضع الاقتصادي سوءا في صنعاء مع اعتقال الميليشيات مئات التجار وملاك المنشآت التجارية في العاصمة.

وسقطت العاصمة اليمنية في أيدي الميليشيات المتمردة الموالية لإيران، عام 2014، ليواجه اليمنيون منذ ذلك سطوة الحوثيين وفسادهم.

في سياق متصل، قتل 26 عنصراً من ميليشيات الحوثي في غارات شنتها مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن "إعادة الأمل" بقيادة المملكة العربية السعودية، على تجمعاتهم في مديرية الراهدة شمال محافظة لحج.

وأفاد مصدر عسكري بأن ميليشيات المتمردين تلقت ضربة موجعة، بعد استهداف تعزيزات لها كانت تتوافد على المنطقة المطلة على الخط العام الرابط بين الشريجة والراهدة.

كما سقط قتلى وجرحى من المتمردين خلال إحباط الجيش اليمني محاولة تسلل لهم على جبهة قانية شمال محافظة البيضاء.

وكانت ميليشيات الحوثي الإيرانية ارتكبت جريمة جديدة في محافظة الحديدة، إذ استهدفت مخيما للاجئين بعدد من القذائف في بني جابر بمديرية الخوخة جنوب المحافظة، وهو مخيم أنشأه مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مؤخراً، لاستقبال النازحين من المديريات الأخرى في الحديدة، بسبب ما تقوم به الميليشيا الحوثية الإرهابية من قتل وطرد وأعمال نهب وسلب للمساعدات الإنسانية في هذا المحافظة.

وقال المتحدث باسم التحالف العقيد الركن تركي المالكي "نتج عن هذا الاستهداف الإرهابي البشع وفاة امرأة وإصابة عدد من النازحين القاطنين بالمخيم، قدر عددهم بـ"12" جريحاً أغلبهم كان من الأطفال، بالإضافة إلى خسائر مادية كبيرة في المخيم".

وأوضح المتحدث أن "قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن وقفت وستقف على الدوام مع الشعب اليمني الشقيق، لعودة حكومته الشرعية، وعودة الأمن والاستقرار لليمن، ولاستعادة كامل حقوق الشعب اليمني التي استولت عليها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران منذ الانقلاب على الشرعية في اليمن".

وأكد المتحدث أن "قوات تحالف دعم الشرعية في اليمن تطالب الأمم المتحدة ومنظماتها، ومنظمات المجتمع المدني لإدانة جرائم ميليشيا الحوثي الانقلابية بحق الإنسانية والشعب اليمني، وانتهاكه لمبادئ حقوق الإنسان، والقوانين الدولية والإنسانية".

في الوقت ذاته، تمكنت قوات الجيش الوطني اليمني في باقم صباح السبت، من تحرير سلسلة جبلية جديدة مطلة على مركز مديرية باقم، شمال محافظة صعدة، شمال اليمن.

وصرح قائد اللواء الثالث حرس حدود العميد عزيز الخطابي، أن "قوات الجيش هاجمت الحوثيين في سلسلة جبال العظيدة، المطلة على مركز مديرية باقم من الناحية الشمالية ومواقع أخرى محاذية لها حتى تمكنت من تحريرها".

وأكد الخطابي أن "المعارك أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصر الحوثيين، بالإضافة إلى اعتقال اثنين آخرين".

ولفت الخطابي إلى أن "قواته استعادت كميات من الأسلحة، من ضمنها قناصات ورشاشات وذخائر متنوعة وأجهزة اتصالات لاسلكية".