من الأخطاء التي يقع فيها البعض غير القليل عند وصفهم للعمل النيابي والشوري في البحرين وصفها بـ«التجربة» فيقولون تجربة العمل الديمقراطي أو تجربة العمل النيابي أو الشوري، حيث الصحيح هو أن الذي يجري في هذه البلاد مسيرة وليس تجربة، فالتجربة تختلف، والبحرين تجاوزت مرحلة التجربة ولم يعد منطقاً وصف الفعل الديمقراطي المتمثل في الانتخابات والمجلس النيابي ومجلس الشورى والمجلس البلدي وكل عمل ديمقراطي بالتجربة. ما يجري في البحرين مسيرة، لها بداية وهي مستمرة إلى ما شاء الله، بمعنى أن الأمر لم يعد قابلاً للنجاح والفشل كما هو الحال مع تجربة أي عمل حيث يتطلب التأكد من نجاحها أو فشلها عمل الاختبارات اللازمة ومن ثم القول بأنها بحاجة إلى إعادة أم لا. العمل الديمقراطي في البحرين مسيرة، بدأت وتتراكم ويتم تقييمها باستمرار لتلافي الأخطاء. هذا واحد من الأمور التي يتميز بها عهد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى الذي تفضل وأعطى إشارة البدء مع بداية عهد جلالته الزاهر. لهذا فإن الصحيح هو القول مسيرة المجلس النيابي ومسيرة مجلس الشورى ومسيرة العمل البلدي، والمسيرة الديمقراطية.

طبعاً أولئك الذين لا يعترفون بوجود عمل ديمقراطي في البحرين يرفضون المصطلحين، فما يجري بالنسبة لهم ليس مسيرة عمل ديمقراطي وليس حتى تجربة، فالصحيح «متوفر عندهم فقط»، ومسيرة العمل الديمقراطي تبدأ إن هم قادوها فقط، فما يفهمونه هو أن أي عمل ديمقراطي لا يبدأ ولا ينتصف ولا ينتهي بهم لا يمكن أن يكون عملاً ديمقراطياً ولا يمكن حتى أن يكون عملاً، فهم الديمقراطية وأهلها وأدواتها.. ورجالها! لهذا وبسبب أن صاروا خارج «الفورمة» صاروا ينعتون ما يجري في البحرين بكل المفردات السالبة ويشيعون ما يرضيهم من كلام وقول مفاده أنه لا يوجد عمل في البحرين يمكن أن يطلق عليه اسم الديمقراطية ولا يوجد ما يسمى بمسيرة ديمقراطية. فالديمقراطية هم، وهم وحدهم الذين يستطيعون إنشاءها والتحدث باسمها، فهي لا تطلق إلا على ما يقومون به هم. ولهذا أيضاً صار الجميع يلاحظ زيادة نسبة التغريدات التي يدّعون فيها أنهم هم الذين حققوا مكاسب للمواطنين وللوطن عندما كانوا جزءاً من «المسيرة الديمقراطية» وأن من كان قبلهم ومن جاء بعدهم لم يحقق مفيداً، فكيف بمن يمكن أن تفرزه الانتخابات المقبلة وكثير من الذين رشحوا أنفسهم ليسوا أسماء معروفة وليسوا من حزبهم؟!

أما الحقيقة التي يصعب على أولئك استيعابها فهي أن خروجهم من المشهد لا يعني تعطل العمل الديمقراطي والمسيرة الديمقراطية وأن وجودهم فيه في فترة سابقة هو الذي جرح هذه المسيرة والسبب هو قلة خبرتهم وعدم قدرتهم على التعامل مع الواقع وإصرارهم على أنهم هم وحدهم القادرين على القيام بهذه المهمة وهذا العمل.

المسيرة بدأت وقطعت شوطاً مهما وحققت نجاحات لافتة، والعالم الذي يتابعها أثنى ويثني عليها ويرى ما حققته من إنجازات وصار يعرف أن كل كلام سالب عنها لا يأتي إلا من أولئك الذين يعتقدون أن الديمقراطية لا تتحقق إلا بهم وأنهم طالما ظلوا خارجها فإنها لا يمكن أن تحقق أي إنجازات للمواطنين وللوطن.

المسيرة الديمقراطية في البحرين بدأت ولن تتوقف ولن تتعطل بأي قول سالب وبأي فعل سالب، وليس مهماً إن قال عنها أولئك «تجربة» طالما أن هذه هي قناعتهم، لكنها بالتأكيد ليست كذلك، فهي مسيرة، انطلقت بإشارة من حضرة صاحب الجلالة الملك المفدى، وظل حفظه الله يحميها ويرعاها، والأكيد أنها لا تتأثر بأي كلام ناقص وبأي فعل خارج.