هذه هي أول مرة تحدد فيها الحكومة المدة الزمنية لسداد العجز، لأول مرة أرى أمامي برنامجاً «للتوازن الحكومي» تقول الحكومة فيه إنها ستسدد العجز خلال أربع سنوات.

كنا بحاجة إلى أن نضع أمامنا طريقاً، أحدد مساره وأهدافه، يقول لي في سنة كذا سأحصل على كذا، أول مرة أسمع أنه في 2022 أي خلال السنوات الأربع القادمة ستتساوى مصروفاتي مع إيراداتي وأتخلص من العجز، فتعلن الحكومة عن التزاماتها بمؤشر قياس محدد هو تقليص الفارق بين الإيرادات والمصروفات بـ800 مليون دينار سنوياً حتى نصل إلى نقطة التوازن..... برافو

قبل شهرين فقط سأل عضو مجلس الشورى جمال فخرو عن إذا ما قدمت الحكومة تصوراً واضحاً للمسار المالي للدولة فأجاب

«الخطط الاقتصادية مفقودة، إلا إذا كان هناك أحد المسؤولين لديه ذلك فليقدمه، أنا شخصياً لم أرَ ذلك. ليكن هناك برنامج يبين لي كمواطن أنه في 2018 سيكون عجزي في هذا الحد، وفي 2019 سيصل لحد أقل، وفي سنة معينة سيحصل تعادل بين المصروفات والإيرادات، ربما هناك جهة لديها هذا التصور، لكني لم أجد ذلك».

ويوم الخميس كانت هي المرة الأولى التي حددت لي الحكومة جدولاً زمنياً إنه في عام 2022 سيتم سداد العجز، ربما لأن هذه المرة لم يكن الالتزام تجاه البحرينيين فقط حتى يترك الخيار للحكومة أن تتحدث أو لا تتحدث تعلن أو لا تعلن تضع خطة تلزمها أم لا تضع، إنما لأن هذه المرة نحن ملزمون أمام المقرضين وتحت هذا الضغط عمل الفريق الاقتصادي الذي أشاد به الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، فأعلنت البحرين عن جدول زمني ومؤشر قياس رقمي.

وهو أمر جيد بل وممتاز ويستحق فعلاً الفريق الشكر على جهوده، ولا بأس أن نكون تحت ضغط يلزمنا أن نقدم عملاً جاداً يضعنا على المحك في إعلانه وفي تنفيذه، هذه خطوة في اعتقادي كم كنا بحاجة ماسة لها، ما يهمنا في النهاية أن نصل إلى بر الأمان ونرى نوراً في آخر النفق.

ما هي الخطوة القادمة إذاً؟

800 مليون رقم ليس بالسهل تحقيقه وزيادة الموارد التي ستصلنا بهذا الرقم تحتاج إلى شرح وتفصيل..

علينا أن نجيب على الأسئلة التي ستثار محلياً حول انعكاس هذا البرنامج على النمو الاقتصادي وعلى السوق وكيف سنقلل من آثارها السلبية إن وجدت؟

علينا الآن أن نولي عناية للمواطن البحريني كما أوليناها للمقرضين بالتحدث له وشرح ما تم عرضه أمام المقرضين بشكل أكثر تفصيلاً حتى يفهم ويتعاون.

لا تنسوا أننا في توقيت الأسئلة في زمن الانتخابات نحن في توقيتٍ المرشحون يصلون فيه للناخب في عقر داره حتى لو لم يذهب لهم، وهذه فرصة له لفتح باب هذه الأسئلة، فاغتنموا الفرصة وخذوا المبادرة بأن تشرحوا أنتم مبادراتكم بأنفسكم ولا تتركوا الآخرين يشرحونها نيابة عنكم كما يحدث دائماً فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

أنتم قولوا للناس ماذا يعني «زيادة كفاءة هيئة الكهرباء والماء لتحقيق التوازن بين إيراداتها ومصروفاتها» بالنسبة للمواطن؟ هل يعني زيادة تعرفة الكهرباء؟ وعلى من؟

ماذا يعني «تطوير آليات الدفع من أجل تعزيز كفاءة وعدالة الدعم الحكومي المباشر لمستحقيه من المواطنين» هل يعني تقليص مستحقات الدعم؟ وأين وصلت لجنة إعادة توزيع الدعم؟

من هم المستحقون الذين بإمكانهم ضم 5 سنوات خدمة اعتبارية في مبادرة التقاعد الاختياري؟

وما هي الأنظمة والقوانين التي ستمكنهم الحصول على مبلغ نقدي يساوي شراء 5 سنوات خدمة افتراضية؟

ومن هم المستحقون لترقية نهاية الخدمة؟ إلى جانب مكافأة نهاية الخدمة للمستحقين ومكافآت أخرى بحسب القوانين والأنظمة؟

كما تتوقعون ما ستورده للخزينة الضريبة المضافة؟ ما هو أثرها على السوق والتضخم؟

ختاماً

شكراً لكم ونتمنى أن تكملوا ما بدأتم لا أن تنتهي صلة الناس بكم بعد هذا الإعلان، هذه مبادراتكم وهذه الأسئلة وغيرها تدور حولها ولن يجيب عليها أحد غيركم، فلا تستعينوا بصديق، لذلك نتمنى أن يولي الفريق الاقتصادي الاهتمام بها لطمأنة البحريني الذي يحمل ألف سؤال وسؤال حول انعكاس وأثر هذه المبادرات عليه، بأن يكون لديكم فريق مؤهل يتواصل مع الناس عبر وسائل الإعلام أو عبر الاتصال المباشر معهم.