صنعاء - سرمد عبدالسلام

حلت ذكرى اليوم العالمي للمعلم هذا العام في ظل أوضاع بائسة يعيشها المعلم اليمني، بعدما حولت ميليشيا الحوثي الانقلابية البلد إلى جحيم مستعر، تزايدت معه مآسي التعليم الذي بات يندثر مع كل يوم يمضي من عمر الانقلاب الذي أكمل قبل أيام عامه الرابع.

ومؤخراً احتفل العالم بيوم المعلم الذي يصادف الخامس من أكتوبر من كل عام، لكن علاقة المعلم اليمني بهذا التاريخ لم تعد كما كانت، نتيجة المآسي التي خلفها الانقلابيون الحوثيون لتتقلص مساحات الفرح وتتضاءل إمكانيات الاحتفاء.



وتسعى ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيا، جاهدة لتدمير العملية التعليمية في اليمن بشكل ممنهج منذ الانقلاب على السلطة أواخر 2014، من خلال التعديلات الطائفية التي تحاول إدراجها في المناهج التعليمية بغرض إعادة إنتاج الجهل، وحشو أدمغة الطلاب بأفكار مغلوطة ومتطرفة سيكون لها مردود خطير على النسيج الاجتماعي وعلى مستقبل اليمن بشكل عام كما يقول مراقبون.

ولم تكتفي المليشيات بقطع رواتب المعلمين مند أكثر من عامين بل إنها حولت الكثير من طلاب المدارس إلى قتلة أو مقتولين في سلسلة حروبها العبثية التي تخوضها منذ سنوات خدمة لمشروع ملالي إيران التوسعي في المنطقة.

ودفعت الحرب التي أشعلتها ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة إيرانياً منذ 4 سنوات، نحو نصف مليون طالب ومعلم على الأقل إلى النزوح من مناطقهم بحثاً عن مناطق أكثر أمانا، بحسب إحصائيات منظمات حقوقية في اليمن.

وبالتزامن مع يوم المعلم العالمي، طالبت ميليشيا الحوثي الإرهابية، موظفي ومنتسبي وزارة التربية والتعليم المختطفة في العاصمة صنعاء، بالخضوع لدورات طائفية وقتالية جديدة .

وأكد مسؤول في وزارة التربية والتعليم الخاضعة لسيطرة الميليشيا المدعومة من إيران، في صنعاء، لـ "الوطن"، إن "الحوثيين ألزموا مديري الإدارات بوزارة التربية والتعليم برفع كشوف الموظفين وإدخالهم دورات الطائفية تمهيدا لإرسالهم إلى الجبهات للقتال في صفوفها".

وقال المسؤول التربوي إن "مشرف الميليشيا بالوزارة هدد مدراء إدارات الوزارة باتخاذ الإجراءات العقابية في حال تقاعسهم عن التنفيذ وإيجاد المزيد من المقاتلين من الموظفين".

وكانت الميليشيات الحوثية قد ألزمت في وقت سابق هذا الشهر مدراء إدارات مكاتب التربية والتعليم بمحافظة ذمار بإحضار 50 موظفا كمقاتلين لإرسالهم إلى جبهات القتال التي تعاني نقصاً حاداً في مخزونها البشري جراء الضربات الموجعة التي تتلقاها على أيدي القوات الحكومية وضربات التحالف العربي في مختلف الجبهات.

وتشير احدث الإحصائيات الرسمية الصادرة عن مركز الدراسات والإعلام التربوي في اليمن، إلى أن أكثر من "1300" معلم قتلوا منذ اشتعال الحرب في مارس 2015 وحتى اليوم، فيما تعرض قرابة 3600 منهم للاعتقال والإخفاء القسري.

وتؤكد إحصائية مركز الدراسات والإعلام التربوي التي نشرها بمناسبة اليوم العالمي للمعلم تحول "20%" من المعلمين إلى ممارسة أعمال قتالية، ولجوء المئات منهم إلى ممارسة أعمال أخرى نتيجة توقف مرتبات أكثر من 170 ألف تربوي منذ ما يزيد عن عامين.